الفنان إياد أبو الشامات : كان عنا شبيح بالصف…ابن خرا من الخروات

iyadaboelshamatان لم يكن لأي إنسان موقف يتباهى به قلي صمت ويدفع راسه كالنعامة في الرمال ….

بالصف العاشر بجودة الهاشمي كان عنا شبيح بالصف…ابن خرا من الخروات..كان يعامللنا وكأنو الصف ملك شخصي لأللو ومفضل علينا لأنو قبلان وجودنا معو…

وبيوم من الايام جاب ما بعرف من وين وكيف مقعد جديد مابيشبه باقي مقاعد الصف.. الطبة الفوقانية تبعو عريضة ودروجو الها بواب صغيرة..وحطو ورا الباب..!!

رجعنا مرة من درس الرياضة لنبدل تيابنا وننزل عالفرصة..قام العينتين شاف مقعدو مشخبر عليه..صرخ فينا مين ابن ال……؟؟ اللي مشخبر عالمقعد..سكت الصف…قام وسكرّ الباب وقال مالكن نازلين عالفرصة لأعرف مين الحيوان اللي عمل هالعملة…!!

بلحظتها ما كتير فاجئني سلوكو قد مافاجئني سلوك الصف..ضللو الشباب كلهن بمقاعدهن وفتحو احاديث مع بعض عن كل شي الا اللي عم يصير وكأنو الموضوع لا يعنيهن..انا حسيت حالي عم اغلي..حسيت بقهر فظيع…وماصدقت انو 35 واحد تجاهللو اللي عم يصير وكأنو الحكي مو لألهن..وبهديك اللحظة فعلاً صار لونهن رمادي..وهاد مو مجاز شعري او لغوي..اتطلعت عليهن وشفتهن…كانو رماديين تماما بدون اي ملامح …

قمت من مقعدي ومشيت باتجاه الباب..ووصلت لعند شبيح الصف العاشر ولما صرت عندو انتبهت انو الصف ساكت تماماً.. دفشني بصدري وقللي وين رايح..قلتللو نازل عالفرصة..بنفس اللحظة كان صديقو اللي هوه كمان ابن أحد الخروات ماسكني من ايديي ومثبتني من ورا وبلشو التنين يضربوني…والصف عم يحاول يتدخل بس عطريقة طولو بالكن يا شباب..وبالآخر اكلت اللي فيه النصيب من الشبابيح الصغار اولاد الخروات..

ضليت فترة منيحة بعد هالحادثة عندي ألم برجللي وبكرامتي طابو شوي شوي…بس هي الحادثة عملتللي ميزان بحياتي بكل المواقف اللاحقة..ميزان مالو علاقة بالربح والخسارة…الو علاقة بالكرامة والشرف…وهاد اللي خلاني اخسر كتير بحياتي وبمهنتي من وجهة نظر كتير ناس…

بس انا بعرف انهن جواتهن بيعرفو منيح إني كنت حرّ قدر المستطاع ببلد متل بلدنا و إني ما انذليت لحدا..وما لقلقت لحدا وما هرجت لحدا وما سعيت كون بالحاشية تبع الخروات لحتى اوصل أو أكسب …واليوم ممكن كون خسرت كتير شغلات مادية وممكن كون انحزت بهالمعركة للجانب الخاسر(لا قدر الله ولن يكون) بس بكفيني إني حرّ ومافي شي عندي أهم وأغلى من هاد الاحساس لأنو بالمقابل لو بقيان بمقعدي ومكفي حديثي وكأنو ماصار شي… كنت رح حسّ حالي خاروف بلا كرامة.
إياد ابو الشامات …

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.