يقال بأن هتلر كان يخفي تحت وسادته كتاب (الأمير) لمكيافيلي,واستفاد من هذا الكتاب كل المستبدين من العرب والأجانب وأشهرهم بعد الفوهرر هتلر,موسوليني,ويثبت التاريخ بأن مبادئ مكيافيلي هي السائدة بين كل الحكام والناس,وتثبت كل الدلائل بأن منطق مكيافيلي وطريقة الحكم التي يوصي بها هي السائدة في بعض الدول العربية,وكل رجل سياسة في الدول العربية لديه مواصفات الحاكم المستبد وما يحدث على الضفة الأخرى ما هو إلا تفسير منطقي لمنطق مكيافيلي وما يعيشه المثقف العربي من بؤس في كافة مناحي الحياة إن هو إلا دليل قاطع على أن كل مفكر وكل مثقف متهم بالكفر وبالإلحاد فقط لأن لديه قدرة على التحليل والاستنتاج وهذا ما لا تريده أيادي الطغمة الحاكمة في بعض الدول العربية,
ويقول عبد الرحمان الكواكبي في كتابه (طبائع الاستبداد): النفاق سياسة,والتحايل كياسة,والنذالة دماثة,والرجل الدنيء لطيف جدا مع نفسه ومع الآخرين,والاستبداد يفسد خيار الناس وأفضلهم ,والإنسان الخامل والمسكين والكسول بنظر الحاكم المستبد أمينا ورجلا صالحا,والغيرة عداوة,والحمية حماقة ليس بعدها حماقة,والإنسان النبيه المُدقق والذكي يتهمه السلطان أو الحاكم بتهمة الإلحاد والطالب لحقه فاجرا والتارك لحقه مطيعا والذي يشكو ويتظلم فاسدا ومفسدٌ للناس,والرحمة مرضا خطيرا.
و يقول مكيافيلي: يتفق الجميع على أن الغاية تبرر الوسيلة,وكل الدلائل تشير إلى أن أولئك الحكام الذين قاموا بأعمال عظيمة وخالدة أغلبهم من الذين لم يلتزموا بوعودهم أمام الشعوب التي حكموها ولو التزموا بوعودهم ما أقاموا أبنية عظيمة ولو لم يكونوا ظالمين لَما بنو وشيدوا الأعظم,ويجب على الحاكم أن لا يلتزم بوعوده إذا انتهت الفترة المحددة للوعد أو إذا انتهت أسباب الارتباط بذلك الوعد فما الفائدة من الالتزام بالوعود إذا انتهت صلاحيتها كما تنتهي صلاحية علبة مواد غذائية,وضرب عدة أمثلة من التاريخ على حكام سقطوا نتيجة التزامهم بالعدل وإحقاق الحق,وإذا انتشر الفساد في الجيش أو الشعب أو النبلاء فيجب على الحاكم أن لا يقاوم ذلك الفساد لأن إصلاح الفساد له نتائج سلبية على الحاكم,ويجب على الحاكم بأن يقنع الناس بأن لديه حلا لكل المشاكل وإذا لم تكن هنالك مشكلة فعليه أن يخلق مشكلة وبنفس الوقت يقنع الشعب بأنه الوحيد القادر على حلها ,والناس يحكمون على ما يرونه أمامهم وليس من خلال قدراتهم على المناقشة والتحليل والكل يستطيع الرؤيا والقلة فقط تستطيع أن تدرك واقع الحال,والمصيبة أعظم,والعالم المحيط بنا يتكون من الأغلبية التي لا تدرك الحقيقة والتي لها الظاهر وليس المخفي فتحكم على الأمور بظواهرها وليس بباطنها, ولا مانع على الحاكم من أن يلبس ثياب المتدين المحافظ على الدين حتى وإن كان غير متدين,وهذا ما نعيشه اليوم في بعض المؤسسات الحاكمة في الدول العربية,فدائما المسئول ما يظهر للمسئول عنهم بثياب النسك والطهارة علما أنه على الأغلب متعفن وغير طاهر ولا يركض خلف الإصلاح بل خلف علاقاته النسائية المشبوهة, وإذا أخلص الحاكم للشعب فإن حكمه لن يدوم ولن يستطيع الحفاظ عليه,وعلى الحاكم إذا أراد أن يستمر في حكمه أن لا يهتم لا بالمُثل ولا بالمبادئ ولا بتطبيق الشعارات الإصلاحية,وللحفاظ على نفسه ومقعده أن لا يلتزم بما يقدمه للشعب من وعود,ويجب أو لا مانع لديه من أن يسمح للشر بأن يتفشى في بلاده وبأن تأكل الناس بعضها بالباطل,كل هذا لأن الناس في نظر(مكيافيلي) أغلبيتهم بسطاء وجهلاء ولا يعرفون الحقيقة فلا مانع أيضا من استغناء هذه الأغلبية واللعب عليها بأن يقدم تصريحات تخالف الواقع لأن أغلب الناس أغبياء ولا يفهمون اللعبة السياسية القذرة,والفساد والسماح بانتشاره هو الوسيلة المُثلى للاستمرار في الحكم,ومن الضروري جدا أن يزرع الفتن الطائفية والدينية والعرقية بين طبقات الشعب وبأن يسحقها بعد ذلك بيديه ليريح العالم من هذه الفتنة على مبدأ سياسة (فرّق تسد).
نزكي لكم هل سيكون أوباما ميكافيلي الجديد؟