اصطلاح الفاشيّة
“fascism”
مشتق من الكلمة الإيطالية
fascio،
“الفاشي” و”الديكتاتور” لفظان يطلقان بشكل متبادل على كل مَن يتبنى أو يعبر عن آراء منافية أو مخالفة للمنظومة القيمية للأيدلوجية الليبرالية، ومن خصائص الفاشيين تركيز السلطة في يدهم وتقييد الحريات الفردية والسيطرة الكاملة على وسائل الإعلام، الفاشية بمعنى أدق هى امتلاك كل الادوات الرقابية والعقابية وتقييد حريات الآخر أيا كان مؤسسات , أفراد , جماعات ….
والفاشية الدينية هى الأخطر لأنها تستمد سلطانها من الإله فهى تملك حق الحياة والتواجد والسلطة الكاملة على الآخر وتملك الاقصاء لمعارضيها والسمو لمريديها والتنكيل بمخالفيها .
تعانى دول المنطقة من فاشية دينية وما حدث فى 30 يونيو فى هو رفض الفاشية الدينية بعد لفظها شعبيا واكتظاظ شوراع المحرسة بأربعين مليون رافضين الفاشيين الدينين على أمل مصر المستقبل مصر للجميع مصر الأمل وتطبيق عملى لشعار ثورة يناير عيش حرية عدالة اجتماعية …فى دولة حاضنة لكل أبنائها .
الجمود سمة من سمات الثورة المصرية وكل خطوة تخطوها ما تلبث ألا وتعودها وخير مثال ثورة 30 يونيو والرفض الشعبى للفاشية الدينية نعود إلى البداية وتتمكن الفاشية الدينية من الدستور المصرى فبدلا من تحقيق امال المصريين لعب النخبة بمقدرات الشعب وتم استدبال الفاشية الدينية بحزب النور وتمكنت لجنة الصياغة من فرض سيطرتها وآرائها على اللليبراليين …وكأن لم تقم ثورة رافضة للفاشية الدينية وتمكن حزب النور من فرض السيطرة والهيمنة على لجنة الدستور بالتعاون مع مندوب الأزهر فى جنب والكنيسة فى جنب آخر …والليبراليين الأغلبية لاحول لهم ولا قوة الأضعف حالا الأكثر عددا والتيارات الدينية إسلامية ومسيحية تسعي لتحقيق مكاسب على حساب الوطن ومقدرات الثورة .
المشهد العبثى السائد على أرض مصر ذهب الإخوان حل السلفيين ….صمت الليبراليين ..شعب ينادى عيش حرية عدالة اجتماعية مطالب ثورة حقوق متساوية وعلى أرض الواقع تسقط الاقنعة لتظهر قبح التعصب.. أطفال شهداء سقطوا فى يوم عرس تعويضات 5000 جنيها وسقط طفل مسلم شهيد يصرف تعويض 50000 جنيها أى الف بالمائة زيادة عن تعويضات شهيدات الأقباط …ضاربين عرض الحائط بقيم المساواة والعدل ..
والمشهد العبثي وضح للعيان فى لجنة إعداد الدستور .. متجنبة عمالقة دستوريين من مصر محمد نور ومحمد درويش والعلامة يحي الجمل ..ومن فرنسا العلامة وجدى ثابت أستاذ القانون الدستورى بجامعة لاروشل ليخرج لنا دستور موائمات لن يبنى وطن مع حرب طاحنة لمن له السيادة تماما مثل دستور العياط الذى أهمل رغبات الثورة وحقق مطالب ومصالح الجماعة .
للأسف مصر لن ينصلح حالها مادامت الفاشية الدينية تسيطر على مستقبلها وتسعى التيارات الدينية لوضع دستور دينى وتتقاتل لفرض رأيها وكأن مصر سابقا بدستور 1923 لم تكن الغالبية مسلمة وكأن مصر 1923 كانت رمزا للتخلف والكفر والفجور …كان اسم مصر يهز المجتمع العالمى قادت مصر المنطقة وكانت أغنى دول العالم وأكثر دول العالم تحضرا ورقيا …وكأن أمجاد مصر تعود بدستور يكرز دولة طلبانية وسموا مصر يكرز بدولة فاشية .
هل يعلم ساسة مصر أن الدين ليس مكانه الدستور لئلا نلغى المؤسسات الدينية …هل يعلمون أن أكثر الدول فجورا هى دول الدساتير الدينية فى شرقنا التعيس هل يعلمون أنهم لايقدمون بديلا أفضل من سابقيهم ؟
هل يعلمون أن الفاشية الدينية لم تسقط بعد …