العيساوي ومسدس جويسم

rodenyاذا صح هذا الخبر فلابد ان نقيم مجلس عزاء لمحكمة النزاهة.
دعونا من كل الاراء التي تريد او ارادت تقييم هذه المحكمة او هيئة النزاهة ولكن الاستغراب هو في اصدار حكمين متناقضين جعلها في خانة “اليك”.
هذا اذا صح الخبر.
الخبر يقول ايها السيدات والسادة ان محكمة جنح نزاهة بغداد الجديدة نظرت في قضيتين منفصلتين ،الاولى لقضية صابر العيساوي امين بغداد السابق الذي اتهم بسرقة مليار دولار من مشاريع بناء وصيانة طرق جديدة في بغداد والثانية للشرطي جاسم حمزة سلمان المتهم ببيع مسدسه التابع لوزارة اداخلية.
قرار الحكم:صدر قرار القاضي راضي الفرطوسي بحبس العيساوي لمدة سنة (مخففة) اي 9 أشهر فقط بداعي الافراج الشرطي بينما حكم على الشرطي الذي يقال انه باع مسدسه ب 1000 دولار بالحبس لمدة 10 سنوات.
وقال القاضي راضي الفرطوسي في بيان تلقت وسائل الاعلام المحلية نسخة منه : ان “المحكمة ادانت الأمين الأسبق لبغداد صابر العيساوي عن ملف اعمار شارع الرشيد وانه “تم الحكم على المدان بالحبس لمدة سنة واحدة
واضاف الفرطوسي ان “القرار اتخذ وفق المادة 331 من قانون العقوبات”، مشيرا الى ان “القرار صدر وجاهياً، أي ان المدان كان حاضراً في قفص الاتهام وقد تم إيداعه في السجن”.
ومابين مسدس جويسم ومليار العيساوي يقف اولاد الملحة في حيرة من امرهم.
طبعا لايحق لأي كائن من كان التدخل في قرار المحكمة وفي أي قضية مهما كانت ولكن الامر يبدو مستغربا اليس كذلك؟.
لانريد الا ان نسجل استغرابنا فقط، والاستغراب هنا لايعتبر جنحة، انه فقط رسم الدهشة على الوجه ولا نعتقد ان احدا سيعترض على هذه الدهشة التي امتاز بها العراقيين منذ سنوات طويلة.
فاصل نفايات: اجزم ان لا احدا يمكن ان يتخيل ان يوما سيمر على اطفال العراق وهم يتراكضون نحو”الزبالة” للبحث عن بقايا طعام تركه اصحاب الكروش. وقيل ان معظم الاطفال يتركزون في المناطق القريبة من المنطقة الخضراء لعلمهم ان هناك الكثير مما سيجدونه بعد رمي الفضلات من الموائد العامرة.
لكم الله يااولاد وبنات العراق.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.