العلاقات الاجتماعية والأصدقاء هم أحد أهم عوامل السعادة!

إذا كان الغنى يُقاس بعدد الأصدقاء ونوعيتهم ـ وأنا اؤمن بأنه ـ فأنا
أعتبر نفسي أغنى امرأة في العالم.
نعم، لقد اُثبتت الدراسات أن العلاقات الاجتماعية والأصدقاء هم أحد أهم عوامل السعادة!
…………….
اليوم وفي عالم الانترنت يُقال عن أصدقاء الميديا الاجتماعية بأنهم أصدقاء افتراضيون،
وأنا أجزم بأنهم جزء من نسيج اجتماعي حقيقي، بل أكثر واقعية من أي جزء آخر
لماذا؟
نحن مرتبطون فكريا وروحانيا أكثر من ارتباطنا الوجودي والمادي!
مرتبطون فكريا، لأننا تصادقنا بناءا على فكرة طرحها أحدنا واُعجب بها الآخر…
وروحانيا، لأننا نشعر بهذا الرباط المتين الذي يوحدنا، نشعر به دون أن نكون قادرين
على أن نحدده ونعرفه، فهو تماما كالروح التي تسكننا وتستعمر كياننا دون أن نستطيع
جسها.
….
الكثيرون من الأصدقاء الذين يتواجدون على أرض الواقع في حياتي كنت قد تعرفت عليهم
من خلال صفحات الميديا الاجتماعية، ولأننا ـ وبالصدفة ـ نعيش في نفس البقعة
من هذا الأرض تقابلنا وتزاورنا…
هذا لا يلغي أهمية الأصدقاء الذين أحبهم وأحلم بلقائهم واحدا بعد الآخر ويوما بعد يوم….
……
لقد فرقنا الوطن وجمعتنا الغربة….
عبارة قلتها أمام ضيوفي في حفلة عيد الشكر لهذا العام
دفعني لقولها اكتشافي بأن معظم هؤلاء الضيوف كانوا عراقيين….
عادت بي الذكرى إلى جواز سفري والمكتوب على إحدى صفحاته
(كل البلدان العربية والأجنبية ما عدا العراق)
لم يقولوا لنا يوما لماذا “ماعدا العراق” ولم نتجرأ يوما على طرح هذا السؤال
ما يقولونه لنا يُعتبر منزلا من عند الله، وما لمشيئة الله من تبديلا….
….
عندما أفكر بأن المسافة بين سوريا والعراق كالمسافة بين كالفورنيا واريزونا، أو ربما أقل،
أتساءل: بأي حق يُمنع انسان من أن يتواصل مع انسان آخر يكاد يعيش في غرفة نومه؟؟؟
من سلط على الشعوب هؤلاء الأوباش ليحدّوا من انسانيتنا ويقوضوا من بشريتنا؟؟؟
لم أكن أعرف أن العراقي دمث الأخلاق، كريم النفس، طيب القلب، وجميل الروح إلا عندما
قابلته عن كثب
فعلا لا تكره أحدا إلا لأنك تجهله!
لم يكن جهلي بالعراقيين ولم يكن جهلهم بي كسورية خيار أي منا، بل جريمة اُرتكبت بحقنا كسوريين وعراقيين….
كلنا عشنا ظروفا لا نحسد عليها، وكلنا دفعنا ثمن حماقات تلك السياسات الإجراميّة
لهذا السبب، قلت عبارتي: فرقتنا الأوطان ووحدتنا الغربة!
….
لا يجمعني بالعراقي عروبة ولا اسلام،
بل يجمعني قرب الجوار….
وهناك عوامل ثقافية وبيئية وتاريخية كثيرة توحد بين الجيران!
أنا سورية ولست عراقية وهو عراقي وليس سوريا…
أن نكون جيرانا وأصدقاءا لا يعني أن نُحشر في نفس الثوب، بل يعني أن يحترم
كل منا هوية الآخر….
…..
لقد اجتمع على مائدتي السوري واللبناني والاردني والفلسطيني والسعودي والمغربي والعراقي والمصري….
ناهيكم عن الأمريكان الذين جُبلوا من كل جنسيات العالم….
أليس هذا هو الوطن الحقيقي، الذي يضمك في حضنه مع اخوة لك في الانسانية كما يضم الطير فراخه غير عابىء بلون ريشهم وبحجم قدهم؟؟؟
….
في عيد الشكر أنا مدينة للكون لأنني أعيش في الغربة،
فالأصدقاء في الغربة وطن، والطغاة في الوطن غربة……
اليوم لا يستطيع طاغية في الأرض أن يحدد عدد أصدقائي ولا نوعيتهم…
شكرا في عيد الشكر لبلد أعطاني الحق لأن افتح بيتي لمن أشاء….
وشكرا لكل الأصدقاء الذين ساهموا في صناعة العيد…..
وكل عام وأنتم بالف خير!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.