بداية نقول : لولا العروبة والاسلام .. لما كان أول انسان يهبط علي سطح القمر أمريكيا ” نيل آرمسترونج” .. وانما كان : عراقيا أومصريا
ما حدث ويحدث بالعراق من معارك عروبوسلامية يصر فيها الجاهلون بقيمة العراق ووزنه التاريخي علي تدنيس واحد من أهم مواطن أعرق الحضارات ، وتلويثه بما هو غريب علي حضارة وادي الرافدين ، ودخيل عليها …. ليس بعيدا عما هو حادث وسوف يتصاعد حدوثه في مصر – وباقي دول المنطقة المنكوبة بسرطان العروبة وايدز الاسلام .. لذا فالأمر يعني الجميع ، بل ويعنيهم جدا
فالأصوات المطالبة بتغيير الدستور في مصر كثيرة جدا .. واذا ما شرع في ذلك .. فسوف يقفز فوقنا عفريت العروبة والاسلام الذي قفز فوق العراق وشعبه..قطع الله دابرهما معا في يوم واحد وفي ساعة واحدة وخلص العالم من شرورهما وجهالاتهما وتاريخهما الحافل بالدماء والسواد الحالك
فعندما شرعوا في وضع دستور جديد للعراق ، لكي ينطلق علي قاعدة من دستور عصري جديد علماني يساوي بين البشر بلا تفرقة بسبب دين أو لغة .. كما هو الحال بالدول والنظم العصرية المتقدمة – من الغرب كانت أو من الشرق .. حيث لم تتقدم سوي الدول والشعوب ذات النظم العلمانية – لكي يتقدم العراق مثلها
.. هنا طلع العفريت .. فارتبكت الألسنة وارتعشت الأيادي وأصابتها اللجاجة ، التي انعكست بدورها علي صيغة الدستور !!! بمجرد ظهور العفريت.. دستور يا أسياد
لا خلاف اذا ما قيل في دستور العراق : أن العراق هو العراق .. ..فقط .. فالدنيا كلها تعرف أن العراق هو بلاد وادي الرافدين .. وأحد أهم الحضارات الانسانية الزاهرة .. ولكن أن يقال أن العراق بلد عربي ، أو جزء – مجرد جزء ..!! – من أمة اسمها الأمة العربية..!! فذاك ما ستحدث حوله بالتأكيد الخلافات من داخل وخارج العراق أيضا …. فداخل العراق هناك قوميات أخري عديدة لا تحتفظ لتلك القومية المسماة بالعربية بأية ذكري ربع عطرة ولا خمس طيبة ولا يسرها أو يشرفها الانتماء لتلك القومية العربية أبدا .. .. وكذلك بخارج العراق سوف يكون الخلاف حول عروبة مزعومة لبلاد حضارة وادي الرافدين ولاسيما من علماء التاريخ والجغرافيا والمثقفين الجادين والمحايدين .. ولن يقر ذلك سوي الجاهلون بتاريخ العراق وجغرافيته والمتشنجون عقائديا والمغالطون لحقائق التاريخوالمزورون لها والسطحيون .. وأمثال هؤلاء موجودون عندنا بمصر أيضا .. حيث يمكن أن تجد شخصا مصريا أشقرا ، أخضر العينين – أو أزرقها – فرنسي الأصل أو يوناني أو روماني أو شركسي من بقايا المماليك الشركس الذين حكموا مصر منذ زمن ، وكان جده قد أسره العرب في حروبهم الدينية الاستعمارية ضد مصر الذي سموها فتحا (!!).. وأذاقوا جده كأس العبودية وفرضوا عليه ديانتهم ثم لغتهم وراح جده ذاك يورث عاره – لغة وعقيدة من أسروه وقهروه – الي أحفاده حفيدا تلو حفيد حتي وصل العار الي حفيده الذي يعيش بيننا في أيامنا تلك ، ضحية مثلنا للغة العرب وعقيدة العرب .. واذا بذاك الحفيد – الجاهل بالتاريخ يتشسنج مدافعا ومتعصبا لمن أسروا جده وأذلوه وقهروهوأهانوه – أي العرب – ويزأر قائلآ ” أنا عربي .. نحن عرب .. مصر جزء من الأمة العربية .. أمجاد يا عرب أمجاد ..” !!متجاهلا كيف فرض العرب بالسيف لغتهم وعقيدتهم علي الشعوب التي دخلوها كما المغول والتتار..
وأمثال ذاك الشخص تجد من عينته الكثيرين بكافة الدول المنكوبة بالاسلام والعروبة .. آخر ما قابلني من هؤلاء لبناني مولود في كندا ويقيم بها – صاحب مكتبة – وشكله ولون بشرته ليس وحسب لا صلة لهما بالعروبة وانما لا صلة لهما بالشرق ككل وانما بالغرب فقط ,, قال لي تعليقا علي مقال قرأه لي باحدي الجرائد ” الخروج
من قفص العروبة ” وهو حزين ومتأثر : ” أنا العروبة عندي دين ” !!! تصوروا ذلك!!
أتذكرون الرجل العراقي ” صبيغ ” الذي راح يسأل عن شبيه القرآن وأرسله أحد الخبثاء الي عمر بن الخطاب ليدله علي ما يبحث عنه .. واذا بعمر بعد أن عرف ما طلبه يمسك بعرجون من بلح النخيل وينهال به ضربا علي رأس الرجل حتي سالت منه الدماء بغزارة !! فلماذا ؟! لمجرد السؤال للرجل الموصوف كذبا بالعدل .. وينتظر عمر حتي تهدأ آلام الرجل ثم يعاود ضربه من جديد فوق رأسه حتي تسيل دماؤه حتي كاد الرجل أن يقتل .. هذا ما فعله العربي الاسلامي بالعراقي.. بخلاف ما فعله الحجاج بن أبي يوسف الثقفي ( العربي..) الذي سب أهل العراق ووصفهم بأهل الشقائق والكفر والنفاق وأعمل فيهم المجازر ، في العصر العربي الأموي ، وما فعله سفاح العرب الاسلامي في العصر العباسي وما أكثر السفاحين العرب الاسلاميين الذين لا يباريهم تتار ولا يماثلهم مغول ….
أوليس ل ” صبيغ ” العراقي المسكين هذا الذي لقي الظلم والقسوة والاهانة علي يد الخليفة الاسلامي عمر .. من حفيد موجود بالعراق الآن ؟!
ليس بعيدا أن يكون حفيد ” صبيغ ” هو واحد من الجاهلين المضلين المضللين النائمين والمجهلين الذين طالبوا بأن ينص الدستور العراقي علي أن العراق هو جزء من أمة عمر بن الخطاب وشركائه….-ولا عزاء للغافلين ولا المتغافلين – ولا أقول المغفلين – .. حتي يفيق أحفاد صبيغ العراقي ، وأمثالهم بمصر ، وغيرها من الدول ..
خير الكلام … بعد التحية والتعظيم والسلام لك ياعزيزي صلاح ؟
١: مقال يستحق التأمل من قبل كل عراقي ومصري لازال يمتلك شيئا من العقل والضمير وليس من صنف الجمال والحمير ؟
٢: الانسان الذي يرتضي بالذل والهوان إلى مالا نهاية لا يستحق أن يعيش وليس بأكثر من حيوان ؟
٣: العروبة والإسلام ماهما إلا وجهان لعملة قبيحة واحدة ، فموت العروبة يعني في النهاية موت الاسلام وموت الاسلام يعني نهاية العروبة ، وهو ماسيحدث عاجلا أم أجلا لان منطق الحياة يقول لايصح في النهاية إلا الصح ، ومايفعله الدواعش وغيرهم من المسميات النكرة ليس إلا سكرات الموت الاخيرة ؟
٤: إن من يدافعون اليوم عن قيم الطاعون القادم من الصحراء العربية (العروبة أو ألإسلام) ليس بأكثر من نغول (جمع نغل) لأن من يرضى بغازي مهما كان أصله وفصله أن يدنس عرضه وأرضه لايقل سوأ وفسقية عنه ؟
٥: وأخيرا: صدق من قال ( إن الطيور على أشكالها تقع ) ليقارن كل ذي عقل وضمير بين أخلاق ألانسان العراقي أو المصري ألاصيل وبين أخلاق الهجين ، سلام ؟