العبودية في الإسلام ( 15 )

سردار أحمد

من الأدب والتراث العربي والإسلامي- أدب الجواري والعبيد ج2 (النوادر):

أدب الجواري وما كتب من أحاديث عنهن كان بشكلٍ عام صريحاً، ملؤه الملذات، تسيطر عليه الهزلية والبعد عن الجدية، بهدف التسلية وخاصة في مجالس الخلفاء والكبار والميسورين، فيها نرى صورة أدبية تاريخية ثقافية لتلك الحقبة من الزمن، حقبة العصر الذهبي للإسلام، حين كانت الجواري جزء من النسيج الاجتماعي العربي الإسلامي، حيث كان الكل يملك الجواري، وهذا الأدب يروي لنا أخبار السلف وطرائفهم الضاحكة، ونوادرهم التي تزخر بها كتب التراث المتحدثة عن المسلمين الأوائل، وقالوا أن ذلك الأدب العربي الإسلامي ونوادره وقصص القصور هي نصوص للتثقيف والتسلية وهي تؤدب وتهذب الروح، لكني لم أجد فيها أي شيء من التهذيب.

أورد لكم بعضاً من تلك النوادر التي أتهمتُها بأنها كانت خالية من التهذيب، لذا أعتذر من السادة القراء عن ما سيقرؤون من كلمات تُعتبر خادشة للحياء العام، ولكن لمتطلبات البحث والحقيقة والمعرفة كان لا بد لي من أن أذكرها كما هي.

وتلك الكلمات الفصيحة الفاضحة الجنسية الماجنة وردت بلا أية قيود في الكثير من كتب التاريخ والتراث الإسلامي، أما في هذا العصر فعندما يكتب كاتب مقالة، قصة ،أو رواية تثور ثائرتهم للمطالبة بالسحب والمصادرة والاعتذار لأنها (إباحية)، لماذا هي إباحية اليوم ولم تكن إباحية في صدر الإسلام؟؟!! حتى أن النبي محمد في (إحدى) أحاديثه يستعمل كلمة ن ي ك.

” أن النبي (ص) لما أتاه ماعز بن مالك قال لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال لا قال رسول الله (ص) أنكتها…” (مسند أحمد- ج5 ص339، وكذا قيل نحوه وذكرت نفس الكلمة في: صحيح البخاري، وسنن أبي داوود، والمسند الجامع، وفتح الباري لأبن حجر، والفتح القدير… الخ.

و “عن عائشة، أن رجلا طلق امرأته ثلاثا، فتزوجت زوجا، فطلقها قبل أن يمسها، فسئل رسول الله (ص): أتحل للأول؟ قال: لا حتى يذوق عسيلتها كما ذاق الأول”. (تفسير الطبري، وكذا في: تفسير ابن كثير، ومسند أحمد، وصحيح مسلم، سنن أبي داوود، المسند الجامع، ووو…الخ. كيف يا ترى يفسر لنا السادة الملسمون كلمة عسيلة؟! لماذا لا تُمنع هكذا أحاديث حفاظاً على أخلاق المجتمع وقيمه؟؟!!

معنى البغلة عند المصريين: يروى عن بعض العراقيين، قال: كنت عند قاضي مصر، وهو يقول لبعض جلسائه: عندي جارية أطؤها منذ حين، وقد اعتراني شبق، وأنا على أن أشتري بغلة. قلت: وما تصنع ببغلة؟ قال: أطؤها، وأصيب منها. فقلت في نفسي: هذا أمجن الناس وأحمقهم، يتكلم بهذا وهو قاض؟! ثم حكيت ذلك عند رجل من أهل مصر، فقال: عافاك الله، ما منا من أحد إلا وعنده بغلات ينيكهن! فتعجبت، فلما رأى إنكاري ذلك، فَسَرَ لي معنى البغلة عندهم.

ما قيل من الأمثال في البغال- قالوا: وإذا عظمت المرأة، وعظم بطنها، قالوا: “ما هي إلا بغلة، وما رأس فلان إلا رأس بغل، وما أيره إلا أير بغل، وما خلقه إلا من أخلاق البغال.” (الرسائل- باب التبغيل، ص141)، والبغلات: جوار من رقيق مصر، نتاج ما بين الصقالبة وجنس آخر، والواحدة منهن يقال لها ” البغلة “، ولهن أبدان ووثارة وحدارة.

نوفل بن مساحق أحبل ابن أخيه جارية جار له، فقال له: يا عدو الله! هلا إذا ابتليت بفاحشة عزلت! قال: بلغني أن العزل مكروه، قال: فما بلغك إن الزنا حرام.” (ربيع الأبرار، ص219- وكذا في: تزيين الأسواق في أخبار العشاق- ص197)

دخلت أعرابية على قوم يصلون فقرأ الإمام: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء}، وجعل يرددها. فخرجت الأعرابية تعدو وهي هاربة حتى جاءت أختها، فقالت: يا أختاه، ما زال الإمام يأمرهم أن ينكحونا حتى خشيت أن يقعوا علي. (المستطرف في كل فن مستظرف- ص463)

وقال الجاحظ: رأيت جارية بسوق النخاسين ببغداد، ينادى عليها، وعلى خدها خال أسود، فاقتربت منها وأخذت أفحصها، فقلت لها: ما اسمك؟ قالت: مكة. فقلت: الله أكبر، قرُب الحج، أتأذنين لي لأن أقبل الحجر الأسود؟ فقالت لي: ألم تسمع قول الله تعالى: {لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس}. (الأذكياء ص103)

وقال بعضهم حضرت رفيقتين وكانت إحداهما تعبث بكل من تقدر عليه والأخرى ساكتة فقلت للساكتة رفيقتك هذه ما تستقر مع واحد فقالت نعم وهي تقول بالسنة والجماعة وأنا أقول بإثبات القدر. (الأذكياء- ص106)

قال علي بن الجهم: اشتريت جارية، فقلت لها: ما أحسبك إلا بكرا؟ فقالت: يا سيدي، كثرت الفتوحات في عهد الواثق. (الأذكياء- ص105)

قال المتوكل لجارية استعرضها: أنت بكر أم أيش؟ قالت: أنا أيش يا أمير المؤمنين. …أدخل على المنصور جاريتان فأعجبتاه. فقالت التي دخلت أولاً: يا أمير المؤمنين، إن الله فضلني على هذه بقوله: “والسابقون الأولون”. وقالت الأخرى: لا، بل الله فضلني عليها بقوله: “وللآخرة خير لك من الأولى “. … وعرض على المعتصم جاريتان بكر وثيب، فمال إلى البكر. فقالت الثيب: ما بيننا إلا يوم واحد ـ تعنى أنها ليلة بين البكر وكونها تكون ثيب ـ فقالت البكر: ” وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون.” (نهاية الأرب في فنون الأدب-الفن الثاني ص389)

قبيحة جارية المتوكل كتبت على خاتمها: أنا قبيحة، فَقَدَمَ الحاء قبل الباء!…. حسناء جارية المهدي، قال لها المهدي: نعم الفراش بطنك! فقالت: فلم لا تفترشه كل ليلة؟!. (اللطف واللطائف، ص12)

و “حكى مطيع بن إياس قال: اطلعت على جاريتين تتساحقان، فرميت بنفسي على الفوقانية فأخذت في شأني، فقالت السفلانية: ما هذا؟ قالت الفوقانية: “جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا”…… قال الباهلي: قلت لجارية سوداء: إن الحرارة فيكن أكثر! فقالت: إنما يعرف حرارة الحمام من دخله!…… عن الجاحظ قال: استعرضت جارية فقلت لها: تحسنين تضربين بالعود فقالت: لا ولكني أحسن أن أقعد عليه! استعرض رجل جارية فقال: أشتهي أن أشتريك. قالت: يا مولاي إن اشتهيت أن تنيك!…… عن المازني: سأل رجل جارية بالبصرة جميلة سرية من الجواري: في يديك عمل؟ قالت: لا ولكن في رجلي…… المأمون استعرض جارية فأعجبته فقال: هي للحاجة لولا عوج رجليها. فقالت: يا أمير المؤمنين، إنهما وراءك ولن يضراك. فاستحسن كلامها وأمر بشرائها…. ” سأل الرشيد رحمه الله تعالى الفضل عن خبره في مبيته مع جواريه فقال: نعم يا أمير المؤمنين، كنت استلقيت على ظهري وعندي جاريتان مكية ومدنية وهما يغمزانني، فتناومت عليهما، فمدت المدنية يدها إلى ذلك الشيء حتى قام وقعدت عليه، فغالبتها المكية فقالت المدنية: أنا أحق به لأن مالك بن أنس حدثنا عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي (ص) أنه قال: ” من أحيى أرضاً مواتاً فهي له “. قالت المكية: حدثنا معمر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي (ص) أنه قال: ” ليس الصيد لمن أثاره، إنما الصيد لمن صاده “. فضحك الرشيد وقال: هل تصفح عنهما؟ فقال: هما وسيدهما فداء نعل أمير المؤمنين. وأمر بإحضارهما وتسليمهما له.” (اللطف واللطائف، ص13)

قال أبو العيناء: رأيت جارية مع النخاس وهي تحلف أن لا ترجع لمولاها، فسألتها عن ذلك، فقالت: يا سيدي إنه يواقعني من قيام، ويصلي من قعود، ويشتمني بإعراب، ويلحن في القرآن، ويصوم الخميس والاثنين، ويفطر رمضان، ويصلي الضحى، ويترك الفرض. فقلت: لا أكثر الله في المسلمين مثله. (المستطرف في كل فن مستظرف- ص159)

اشترى الفضل بن الحباب جارية فوجدها ضيقة المسلك فقال يا جارية هل من بساق أو بزاق أو بصاق لأن العرب تبدل السين صادا وزايا فقالوا صقر وسقر وزقر…”. (غرر الخصائص الواضحة- في الفصاحة ص84)

نظر المأمون إلى سُكَر(وهي جارية) فقال: أحرة أنت أم مملوكة؟ قالت: لا أدري، إذا غضبت علي أم جعفر قالت: أنت مملوكة، وإذا رضيت قالت: أنت حرة. قال: فاكتبي إليها الساعة فاسأليها عن ذلك. فكتبت كتابا وصلته بجناح طائر من الهدى كان معها، أرسلته تعلم أم جعفر ذلك، فعلمت أم جعفر ما أراد فكتبت إليها: “أنت حرة”. فتزوجها على عشرة آلاف درهم، ثم خلا بها من ساعتها فواقعها وخلى سبيلها، وأمر بدفع المال إليها. (الرسائل- ص118)

وروي عن عبد الله بن عمر أنه اشترى جارية جميلة، وكان يحبها، فمكثت عنده أياما، ثم أعتقها وزوجها من رجل، فولد لها ولد، فكان يأخذ ولدها، ويضمه إلى نفسه. ويقول: أشم منك ريح أمك. فقيل له: قد رزقك الله من حلال، وأنت تحبها، فلم تركتها؟ فقال: ألم تسمع هذه الآية: { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. (بحر العلوم للسمرقندي- آل عمران ب92 ص291)

ومن كلام عمر بن عبد العزيز أنه “عرضت عليه جارية وأراد شراءها ولم يحضر تمام الثمن، فقال له الرجل: أنا أؤخرك إلى العطاء؛ فقال: لا أريد لذة عاجلة بذلة آجلة. (نثر الدر ج1 ص133)

اجتازت جارية مدينية برجل منهم يبول، فرأت معه شيئاً وافراً، فقالت له: هذا معك ولا تجلس في الصيارفة؟ فقال: أخزاك الله، وهل أقامني من الصيارفة غيره؟… … عرض آخر جارية على البيع، فقيل له: هي دقيقة الساقين، فقال: تريدون تبنون على رأسها غرفة؟ (نثر الدر- ج1 ص163)

عن اليزيد بن الوليد بن عبد الملك، ذكرت جارية له أنه واقعها وهو سكران، فلما تنحى عنها أذن المؤذن بالصلاة، فحلف ألا يصلي بالناس غيرها، فخرجت متلثمة فصلت بالناس. (نثر الدر- ج1 ص193)

ولاعب الأمين جارية بالنرد على إمرة مطاعة فغلبته فقال: احتكمي. فقالت: قم. فقام وفعل، وعاود اللعب معها فغلبته، فاحتكمت عليه مثل ذلك ثم لاعبها الثالثة فغلبته وقالت: قم أيضاً. فقال: لا أقدر. قالت: فأكتب عليك به كتاباً. قال: نعم. فتناولت الدواة والقرطاس وكتبت، ذكر حق فلانة على أمير المؤمنين، أن لها عليه فرداً تأخذه به متى شاءت من ليل أو نهار. وكان على رأسها وصيفة بمذبة في يدها. فقالت: يا ستي؛ اكتبي في الكتاب: ومتى قام بالمطالبة بما في هذا الكتاب أحد فهو ولي قبض ما فيه. فضحك الأمين وأمر لها بجائزة. (نثر الدر- ج1 ص321)

قال أبو النواس يوما لقينة وأشار إلى أيره في أي سورة هو: ” فاستغلظ فاستوى على سوقه ” فاستلقت وتكشفت وقالت: ” إنا فتحنا لك فتحاً مبينا “…… اشترى رجل جارية نصرانية فواقعها وكان له متاع وافر، فلما أدخله عليها قالت: بأبي النبي الأمي. فقال الرجل: هذا أول حر أسلم على يد أير. ….. وكان مع عبد الملك جارية له لما واقع مصعب بن الزبير فنظرت إلى مقتول قد انقلب وانتفخ أيره. فقالت: يا أمير المؤمنين؛ ما أعظم أيور المنافقين! فلطمها وقال: اسكتي لعنك الله. (نثر الدر- ج1، ص330)

عن حسن البصري ” اجْتاز نخَّاسٌ مع جارية بهِ. فقال أتبيعُها؟ قال: نعَمْ. قال: أَفَتَرضىَ أن تقبض ثمنها الدِّرهم والدِّرهمْين حتى تستوفي؟ قال: لا: قال: فإن الله عزَّ وجل قد رضى في الحُور العين بالفلسِ والفلسَين.” (نثر الدر- ج1 ص394)

عن أشعب أنه: دخلَ البيتَ وإذا جاريةُ أبيه نائمةٌ، فاتكأ عليْها، فانتبَهتْ، وقالتْ: من ذا؟ قال: اسكُني أنا أبي. (نثر الدر- ج1 ص429)

اختصم بعض التجار في جارية، فجعلوها على يدي المؤذن وسألوه أن تبيت عنده إلى غد، فلما أصبح المؤذن قال: ذهبت الأمانة من الناس. فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: ذكروا أنها بكر، وقد جرّبتها فوجدتها ثيّباً. (نثر الدر- ج2 ص100)

عرضت جارية على المتوكل فقال لها: أيش تحسنين؟ فقالت: عشرين لوناً من الرهز، فأعجبته فاشتراها. (البصائر والذخائر- ج1 ص52) {والرهز: يعني الحركة والهز}

وكان لرجل جاريتان فأرادت إحداهما أن تكيد الأخرى، وكان قد واقعها مولاها، فصاحت: يا مولاي ليس لنا دقيق وقد فني الخبز، فنام أيره ونهض عن الجارية. (البصائر والذخائر- ج1ص490)

اتكأ جحا على جارية أبيه وهي نائمة، فقالت: من ذا؟ فقال: اسكتي، أنا أبي. (البصائر والذخائر- ج5 ص263) تأكد من الباقي المصادر من البصائر والذخائر وأجزاءه

كتبت ماجن (وهي جارية): افتضحنا فاسترحنا، وكتبت جارية البرمكي: لذتي في حل تكتي. (البصائر والذخائر- ج2 ص83)

و أن قاضيا من القضاة سألته زوجته أن يبتاع لها جارية فتقدم إلى النخاسين بذلك فحملوا إليه عدة جوار فاستحسن أحدهن فأشار على زوجته بها قال ابتاعها لك من مالي فقالت مالي إليه حاجة ولكن خذ هذه الدنانير فابتعها لي بها وأعطته مائة دينار فأخذها فعزلها في مكان وخرج فاشتراها لنفسه وأعطى ثمنها من ماله وكتب عهدتها باسمه واعلم الجارية بذلك سرا واستكتمها فكانت زوجته تستخدمها فإذا أصاب خلوة من زوجته وطئ على الجارية فاتفق يوما أنها صادفته فوقها فقالت له ما هذا يا شيخ سوءزان أما تتقي الله أما أنت من قضاة المسلمين فقال أما الشيخ فنعم وأما الزنا فمعاذ الله وأخرج عهدة الجارية باسمه عرفها الحيلة وأخرج دنانيرها بختمها فعرفت صحة ذلك ولم تزل تداريه حتى باعها. (الأذكياء- ص31)

حدثني الحسن بن علي حزور الفيروزكوهي قال: إني بعت جارية هندية بعدن على رجل أسكندراني بقيت عنده مدة سبعة أيام فلما شبع استعيب فيها و أحضرني إلى الحاكم و ادعى علي بالعيب. فقال الحاكم: و ما عيبها؟ قال: هي واسعة الرحم رهلة الفرج. فقلت له: إذا كان ايرك صغيرا و أنت تتباخل على الجارية بشرى الماء فما يصنع رحمها السمين الأبيض المنتوف الطيب. فلما سمعها الحاكم قال لمن حضر: أخرجوهم! فخرجنا و رحت إلى شغلي و بقيت الجارية في كيسة و لم ادر ما فعل الدهر بهما. (تاريخ المستبصر- ص57)

وعن عبد الله ابن عمر قال أعطى (ص) عمر بن الخطاب جارية من سبى هوازن فوهبها لى فبعثت بها إلى أخوالى من بنى جمح ليصلحوا لى منها حتى أطوف بالبيت ثم آتيهم وأنا أريد أن أصيبها إذا رجعت إليها قال فخرجت من المسجد حين فرغت فإذا الناس يشتدون فقلت ما شأنكم قالوا رد علينا رسول الله نساءنا وأبناءنا قال قلت تلكم صاحبتكم في بنى جمح اذهبوا فخذوها فذهبوا إليها فأخذوها وأما عيينة بن حصن فأخذ عجوزا من عجائز هوازن وقال حين أخذها أرى عجوزا وأرى لها في الحى نسبا وعسى أن يعظم فداؤها فلما رد (ص) السبايا بست فرائض أبى أن يردها فقال له زهير بن صرد خذ عنك فو الله ما فوها ببارد ولا ثديها بناهد ولا بطنها بوالد ولا درها بماكد ولا زوجها بواجد فرده. (تاريخ الطبري- ج2 ص357).

دخل أعرابي سوق النخاسين يشتري جارية فلما اشتراها وأراد الانصراف، قال النخاس: فيها ثلاث خصال، فإن رضيت وإلا فدعها، قال: قل: قال: إنها ربما غابت أياما ثم تعود إذا طلبت، قال: كأنك تعني أنها تأبق قال: نعم، قال: لا عليك أنا والله أعلم الناس بأثر الذر على الصفا، فلتأخذ أي طريق شاءت فإنا نردها، ثم ماذا؟ قال: إنها ربما نامت فقطرت منها القطرة بعد القطرة، قال: كأنك تعني أنها تبول بالفراش؟ قال: نعم، قال: لا عليك فإنها لا تتوسد عندنا إلا التراب، فلتبل كيف شاءت، ثم ماذا؟ قال: أنها ربما عبثت بالشيء تجده عندنا، قال: كأنك تعني أنها تسرق ما تجد.؟ قال: نعم قال: لا عليك فإنها والله ما تجد ما يقوتها، فكيف ما تسرقه، وأخذ بيدها وانطلق بها. (نثر الدر- ج2 ص24)

اشترى ابن عمر جارية رومية فأحبها حبا شديدا فوقعت يوما عن بغلة كانت عليها فجعل ابن عمر يمسح التراب عنها ويفديها قال فكانت تقول له أنت قالون أي رجل صالح ثم هربت منه فقال ابن عمر: قد كنت أحسبني قالون فانطلقت فاليوم اعلم أني غير قالون. (تاريخ دمشق- ج31 ص178)

قال الجاحظ: ابتاع فتى صلف بذاخ جارية بخارية حسناء ظريفة بزيعة فلما وقع عليها قال لها مراراً: ما أوسع حرك. فلما أكثر عليها قالت له: أنت الفداء لمن كان يملؤه. (كتاب الحيوان- ج2 ص52)

وكان إسماعيل بن غزوان قد تعشق جارية كانت لمويس بن عمران، وكانت إذا وقعت وقعة إليه لم تمكث عنده إلا بقدر ما يقع عليها، فإذا فرغ لبست خفها وطارت، وكان إسماعيل يشتهي المعاودة وأن يطيل الحديث، ويريد القرص والشم والتقبيل والتجريد، ويعلم أنه في الكوم الثاني والثالث أجدر أن ينظر، وأجدر أن يشتفي فكان ربما ضجر ويذكرها بقلبه وهو في المجلس، فيقول: يارب امسخني وإياها كلبين ساعة من الليل أو النهار، حتى يشغلها الالتحام عن التفكير في غضب مولاتها إن احتبست!. (الحيوان- ج2 ص126).

قال محمد بن عبيد الزاهد: كانت عندي جارية فبعتها، فتبعتها نفسي، فسرت إلى مولاها مع جماعة إخوانه، فسألوه أن يقيلني ويربح علي ما شاء، فأبى، فانصرفت من عنده مهموما مغموما، فبت ساهرا لا أدري ما أصنع، فلما رأيت ما بي من الجهد، كتبت اسمها في راحتي، واستقبلت القبلة. فكل ما طرقني طارق من ذكرها رفعت يدي إلى السماء وقلت: يا سيدي هذه قصتي. حتى إذا كان في السحر من اليوم الثاني، إذ أنا برجل يدق الباب، فقلت: من هذا: أنا مولى الجارية. ففتحت، وإذا بها. فقال: خذها بارك الله لك فيها! فقلت: خذ مالك والربح. فقال: ما كنت لآخذ دينارا ولا درهما. قلت فلم ذلك؟ قال: أتاني الليلة في منامي آت فقال: رد الجارية على ابن عبيد الله، ولك الجنة. (أخبار النساء- ص14)

أخبرنا أبو أحمد عن أبي بكر بن دريد، عن العكلي عن ابن خالد، عن الهيثم بن عدي، قال: قعد أعرابي إلى جانب دار إسماعيل بن علي بالكوفة، فخرجت جارية فطفق الأعرابي ينظر إليها، فقال له رجل: ما نظرك إلى شيء غيرك؟ أقبل على شأنك واصبر، والجارية تسمع فقال الأعرابي ربلات تصطك، وغصن يهتز وثدي يخرق إهابه وتقول اصطبر، فضحكت الجارية، وقالت: والله ما مدحني أحد مثل ما مدحتني به. فقال: بأبي أنت وأمي، إن الهوى يظهر جيد القول، ويبدي المستتر الكامن، وإنك لمما يكنى عنه. {والربلات: مجامع الفخذين}. (ديوان المعاني- ج1 ص105)

دخل ذو الرمة (الشاعر) الكوفة… إذ رأى جارية سوداء واقفة على باب دار، فاستحسنها، ووقعت بقلبه، فدنا إليها، فقال: يا جارية! اسقيني ماء. فأخرجت إليه كوزا فيه ماء، فشرب فأراد أن يمازحها، ويستدعي كلامها، فقال: يا جارية! ما أحر ماءك! فقالت: لو شئت لأقبلت على عيوب شعرك وتركت حر مائي وبرده. (مصارع العشاق- مجنون ليلى، ص119)

وجد رجل امرأة مع عشرة رجال فأنكر عليها فقالت أحدهم زوجي وخمسة عبيدي وأربعة إخوتي وكلهم من بطن واحدة وصورة ذلك أنها اشترت جارية لها ستة أولاد فأعتقت واحدا منهم وتزوجت به ثم وهبت الجارية لأبيها فأولدها أربعة أولاد. (نزهة المجالس ومنتخب النفائس- ص199)

عن ذكر عيوب بيع العبيد قيل: إن أبا حنيفة رحمه الله وابن أبي ليلى اجتمعا في مجلس أبي جعفر الدوالقي فأمرهما بالمناظرة في هذه المسألة وكان من مذهب ابن أبي ليلى أنه لا يبرأ حتى يرى المشتري موضع العيب فقال أبو حنيفة أرأيت لو باع جارية حسناء في موضع المأتي منها عيب أكان يحتاج البائع إلى كشف عورتها ليري المشتري ذلك العيب، أرأيت لو أن بعض حرم أمير المؤمنين باع غلاما حبشيا على رأس ذكره برص أكان يحتاج إلى كشف ذلك ليريه المشتري فما زال يشنع عليه بمثل هذا حتى أفحمه وضحك الخليفة فجعل ابن أبي ليلى بعد ذلك يقول: يحتاج إلى أن يسمي العيوب بأسمائها لأن صفة المبيع وماهيته إنما تصير معلومة بتسمية ما به من العيوب. (المبسوط- ج33 ص271)

حديث سمرة رضي الله عنه: إنه أتي برجل عنين، فكتب فيه إلى معاوية، فكتب إليه: أن اشتر له جارية من بيت المال، وأدخلها معه ليلة، ثم سلها عنه، ففعل، فلما أصبح قال: ما صنعت؟ قال: فعلت حتى حصحص فيه؛ فسأل الجارية، فقالت: لم يصنع شيئا، فقال: خل سبيلها يا محصحص. (الفائق في غريب الحديث والأثر- ص93) والحصحصة: تحريك الشيء، أو تحركه حتى يستقر ويتمكن.

دخل الوليد بن يزيد على هشامٍ وعلى الوليد عمامة وشيٍ، فقال هشام: بكم أخذت عمامتك؟ قال بألف درهم. فقال هشام: عمامةٌ بألف درهم؟ يستكثر ذلك. قال: يا أمير المؤمنين إنها لأكرم أطرافي، وقد اشتريت أنت جارية بعشرة آلاف دينار لأخس أطرافك. (التذكرة الحمدونية- ج2 ص347)

وَرَدَ على الحجاج كتاب من عبد الملك يأمره أن يبعث إليه بثلاثين جارية: عشرا من النجائب، وعشرا من قعد النكاح، وعشرا من ذوات الأحلام؟ فلما نظر إلى الكتاب لم يدر ما وصفه له من الجواري، فعرضه على أصحابه فلم يعرفوه، فقال له بعضهم: أصلح الله الأمير! ينبغي أن يعرف هذا من كان في أوليته بدويا فله معرفة أهل البدو، ثم غزا فله معرفة أهل الغزو، ثم شرب الشراب فله بذاء أهل الشراب، قال: وأين هذا؟ قيل: في حبسك، قال: ومن هو؟ قيل: الغضبان الشيباني، فأحضر، فلما مثل بين يديه قال: أنت القائل لأهل الكوفة يتغدون بي قبل أن أتعشى بهم، قال: أصلح الله الأمير! ما نفعت من قالها، ولا ضرت من قيلت فيه، قال: إن أمير المؤمنين كتب إلي كتابا لم أدر ما فيه، فهل عندك شيء منه؟ قال: يقرأ علي، فقرىء عليه، فقال: هذا بين، قال، وما هو؟ قال، أما النجيبة من النساء فالتي عظمت هامتها، وطال عنقها، وبعد ما بين منكبيها وثدييها، واتسعت راحتها، وثخنت ركبتها، فهذه إذا جاءت بالولد جاءت به كالليث العادي وأما قعد النكاح فهن ذوات الأعجاز، منكسرات الثدي كثيرات اللحم، يقرب بعضهن من بعض، فأولئك يشفين القرم ويروين الظمآن، وأما ذوات الأحلام فبنات خمس وثلاثين إلى الأربعين، فتلك التي تبسه كما يبس الحالب الناقة فتستخرجه من كل شعر وظفر وعرق. (مروج الذهب-ج1 ص414)

حدثنا محمد بن يزيد المبرد قال: قال إسحاق بن الفضل الهاشمي: كانت لي جارية وكنت شديد الوجد بها وأهاب ابنة عمي فيها، فبينا أنا ليلة مع ابنة عمي على سرير إذ عرض لي ذلك الجارية، فنزلت أريدها، فضربتني عقرب فرجعت إلى السرير أصيح، فانتبهت ابنة عمي فقالت: ما قضيتك بأبي وأمي؟ قلت: قد لدغتني عقرب . قالت: على السرير؟ قلت: لا قالت: فاصدقني، فأخبرتها فضحكت ضحكا شديدا شامتة وقالت: وداري إذا نام سكانها تقيم الحدود بها العقرب إذا غفل الناس عن دينهم فإن عقاربنا تضرب فلا تأمنن شذا عقرب بليل إذا أذنب المذنب ثم دعت جواريها وقالت: عزمت عليكن إن قتلتن عقربا في داري بقية هذه السنة. (اعتلال القلوب للخرائطي- ج2 ص18)

عن ابن الجصاص (المشهور بغبائه): ورؤى وهو يبكى وينتحب, فقيل له:ما لك؟ فقال:أكلت اليوم مع الجوارى المخيض بالبصل فآذانى. فلما قرأت فى المصحف (ويسألونك عن المخيض: قل هو أذى, فاعتزلوا النساء فى المخيض) فقلت ما أعظم قدرة الله, قد بين الله كل شئ حتى أكل اللبن مع الجوارى. (التذكرة الحمدونية- ج1 ص365)

وروى عن عكرمة قال: كان ابن رواحة مضطجعا إلى جنب امرأته فقام إلى جارية له في ناحية الحجرة فوقع عليها، وفزعت امرأته فلم تجده في مضجعه، فقامت فخرجت فرأته على جاريته، فرجعت إلى البيت فأخذت الشفرة ثم خرجت، وفرغ فقام فلقيها تحمل الشفرة فقال مهيم (تعني ما وراءك وما شأنك)؟ قالت: مهيم ! لو أدركتك حيث رأيتك لوجأت بين كتفيك بهذه الشفرة. قال: وأين رأيتني؟ قالت: رأيتك على الجارية، فقال: ما رأيتني، وقد نهى رسول الله (ص) أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب.

قالت: فأقرأ، [وكانت لا تقرأ القرآن] فقال: أتانا رسول الله يتلوا كتابه * كما لاح مشهور من الفجر ساطع أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا * به موقنات أن ما قال واقع يبيت يجافي جنبه عن فراشه * إذا استثقلت بالمشركين المضاجع فقالت: آمنت بالله وكذبت البصر.

ثم غدا على رسول الله (ص) فأخبره، فضحك حتى بدت نواجذه (ص).” (تفسير القرطبي- ج5 ص209، وذكر كذا في سنن الدار قطني، وفي فيض القدير)

رأى رجل زنجيا يفجر برومية، فقيل له: ما يفعل ذلك؟ قال: يولج الليل في النهار. (محاضرات الأدباء- ج1 ص453)

لدغت عقرب جارية في فرجها فقالت أمها: واويلاه في أي وقت وأي موضع؟ وكان عراقي يهوى امرأة فجاء على حمار مع غلام، وجاءت المرأة على أتان مع جاريتها، فخلا بها، والغلام بالجارية، والحمار بالأتان, فقال: هذا يوم غابت عذاله. (محاضرات الأدباء- ص445)

وفد على الرشيد ثلاثة من حمص، فدخل أحدهم فرأى غلاماً على رأسه فظنه جارية، فقال: السلام عليك يا أبا الجارية، فصفع وأخرج، فدخل الثاني فقال: السلام عليك يا أبا الغلام، فصفع وأخرج، فدخل الثالث فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له: كيف صحبت هذين الأحمقين؟ قال: يا أمير المؤمنين لا تتعجب منهم فإنهم لما رأوك بهذا الزي ورأوا لحيتك طويلة قدروا أنك أبو فلان، فقال الرشيد: أخرجوه، قبح الله بلدة هؤلاء خيارهم. (أخبار الحمقى والمغفلين- ص54)

قيل: ماتت جارية لإعرابي فلما دفنها قال: لقد كانت تقوم بحقوقي ولم أكافئها. اشهدوا علي أنها حرة لوجه الله. (أخبار الحمقى والمغفلين- ص57)

هذا ما كان بإمكاني انتقاؤه وذكره مما وجدت في كتب التاريخ والتراث، حيث الكثير من القصص والنوادر المحرجة الخادشة، ما لا يسعني الحديث عنه لما فيه من ألفاض بذيئة، وذلك الأدب هو ما نتج عن الثقافة والمبادئ والقيم الإسلامية، التي قبلت بنظام اجتماعي ملؤه الجواري والغلمان. 

يــــتــــبــــع

سردار أحمد

About سردار أمد

سردار أحمد كاتب سوري عنوان الموقع : http://www.serdar.katib.org
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.