العبودية رافقت البشرية منذ الأزل و ليومنا هذا و لكن بطرق مختلفة و لقد تطور المفهوم أصبح البشر اليوم عبيد الحاجات و الإدمان. قصص استغلال البشر للبشر هى لون واحد من العبودية, السخرة, الأجور المتدنية و الإذلال بالجوع و حتى الحروب هى نوع من العبودية.
و نعود لقصتنا فى أحد القصور الشهيرة و العائلة المهيبة الغنية كان “رجب” يعيش مع والده كبير الخدم و القائم بأمور الحشم و الخدم والقصر. أما الإقطاعى فكان رقيق القلب و كريم و يعامل كل من يخدمه بطيبة و يكرمهم حسب القدرة و الفعل, أما رجب فكان المقرب, و يقوم بمهمات خاصة له فى القصر و يعتمد عليه فى السوق و البيع و التعامل و كذلك يحظى بحب الجميع فهو مطيع و خفيف الدم “وسكوتى” يحفظ الأسرار .. لقد لفت انتباه ابناء القصر و بدأت الغيرة و هكذا بدأت المكائد من الجميع و استمرت بهذا المنوال و لكن هو (بلاع الموس) يتحمل و يكابر و مع مرور الزمن فشل الجميع فى اصطياده و نجح هو و الجميع مستغرب لماذا؟ لماذا يدعمه الإقطاعى؟ و عم الشك و لكن لا أجوبه!
و بدأ رجب يسيطر على القصر و أصبحت العائلة تابعة له و رغم شكوى العائلة سيد القصر فى جانبه فاتفقوا على قتل الإقطاعى و الاستيلاء على القصر! وتم ذلك مثلما فعلوا اخوان المياه الخليجية و تم قتل الأب الوالد سيد القصر و هذه أخلاقيات الحكام … و عمت البهجة فى القصر و هرب رجب الى الريف و جلس الأخ الأكبر على العرش و طلب من كبير القضاة فتح الخزائن و تقديم الوصية و هنا ابتسم كبير القضاة و قال: “عذراً يا سيدى ..” و فى واحة القصر كانت الابتسامة تعلوا وجوه الجميع, و الابتسامة الأكبر تعلو وجه رئيس القضاة .. و تم فتح الوصية .. و هنا كانت المفاجعة ((المفاجأة))!
Ø تم تسجيل كافة الأراضى و القصر بأسم السيد رجب.
Ø الخزائن تم نقلها لمكان أمين و تم منحها للسيد رجب.
Ø و تبقى شيء واحد .. أن السيد رجب هو سيد القصر لأنه الابن الشرعى الوحيد للإقطاعى.
و عم الهرج والمرج و أصبح رجب أسمه ((السلطان رجب)) …
ماقل ودل … وعمودية من نوع اخر ؟
١: بداية قصتك ياعزيزي العراقي المبدع هيثم هى حقيقة من واقع مجتمعاتنا ، وبالمناسبة ليست من النوادر بل شاملة وفاعلة وبكثرة حيث غالبية من في قصور اليوم اما عبيد او نغول ؟
٢: في شراىع العهد القديم التي يصفونها بالمتخلفة والقادسية تقول ، من حق كل عبد ان يكون حرا بعد انتهاء السنة السادسة للعبوديته ودخوله في السنة السابعة حسب امر الرب وكذالك الارض ترك حرة لا تزرع في سنتها السابعة كما له حق البقاء عند سيده اذا اراد ذالك ، ولكن البعض من عبيد اليوم كما الأمس اذا ما اطلق سراحهم ينتحرون او يموتون بسرعة او يجنون ، لان مثل هذا البعض قد تأصلت العبودية في دمه حتى اصبحت جزءا من دينه وديدنه ؟
٣: بمناسبة العبودية التي أتيت على ذكرها ، لي مقال منشور في الحوار المتمدن قبل اكثر من سنتين بعنوان ( ان العبودية عند البعض نعمة ) ؟
٤: استمر في طرح المزيد من الدرر ياعزيزي هيثم الورد ، سلام ؟
أخى العزيز,
أنا ممنون منك جداً على كلامك الجميل. أتمنى للجميع فى هذا الموقع مد يد المحبة و الأخوة و التسامح و يكونون قدوة لغيرهم.
من الجميل الى الأجمل ” مع تحياتى و دمتم.