العالم اليوم يتكاتف ليضع حدا للتعاليم الاسلامية الإرهابية

في أعقاب الحدث الإرهابي المؤلم الذي أودى بحياة المئات في مسجد في مصر، نشر صديق سوري عزيز علي فيديو للشيخ وجدي غنيم يشرح من خلاله الآية٢٩ من سورة التوبة، ثم انهال ـ هو واصدقاء صفحته ـ على الشيخ بأقسى أشكال التجريح وابشع الاتهامات…. أصغيت إلى الشريط بتركيز وانتباه، وخرجت من دوامة التفكير بشعور مغاير تماما عن شعور صديقي وأصدقائه. شعرت بالألم على الشيخ وجدي غنيم، وازددت سخطا على الآية نفسها!!! شاهد الفيديو “شاهدوا الشيخ وجدي غنيم يُرّوج للعمليات الإنتحارية!”
……….
وجدي غنيم ضحية، وعندما تلوم الضحية أنت تساهم في تكريس المزيد من الجرائم وتسبب لاحقا سقوط المزيد من الضحايا!
الحق يقال، ولم أنشد يوما سوى الحق، سواء أصبت في السعي إليه أم أخطاتُ…. ولأنني أنشد الحق دوما، لا بد أن أعترف بأنني لم أجد في تفسير الشيخ وجدي غنيم أي خروج عن معنى الآية الواضح وضوح الشمس. فلماذا نطعن شخصا لم يخرج قيد أنملة عن حدود برمجته وقولبته، والأجدر أن نتناول تلك القولبة ونفكها، ثم نعيد صياغتها؟؟؟؟ لا يمكن إطلاقا أن تعالج شجرة مسوسة بتقليم أغصانها، وإنما بالقضاء على الديدان التي تسوس الجذر!
…….
لقد سبق وقلتها مئات المرات: الإنسان ناتج لغوي، وهو محصلة ما يسمعه من مفردات بعد غربلة السلبي منها من الإيجابي.
نعم هو محصلة ما يسمعه من مفردات، فالمفردات أهم من المعاني! عندما تقول: (أنا لا اشعر بالراحة) أفضل بمئات المرات من أن تقول (أنا اشعر بالتعب) علما بأن كلا العبارتين تحمل نفس المعنى. ولكن وجود كلمة “الراحة” الإيجابية في العبارة الأولى تتطغى على وجود كلمة “التعب” السلبية في العبارة الثانية. لو تناولنا السور القرآنية، هذا إذا قبلنا بالتفاسير التي يحاول اليوم بعض المغفلين إقناعنا بها بعيدا عن المعاني المعاكسة التي تشربناها على مدى أربعة عشر قرنا من الزمن، لوجدنا، وبغض النظر عن المعاني، لوجدنا القرآن مكتظا بالمفردات السلبية إلى حد الإحتقان، ولخرجنا بقناعة أن محاولة تفسيرها بطريقة تتنافى لغويا وأخلاقيا مع المفردات المستخدمة تزيدها سوءا!!
……………….
مسلم قتل مسلما…. الأول يعتبرونه ارهابيا والثاني يعتبرونه ضحية الارهاب!! ورغم أن الحدث قد ادمى قلبي لكنني لا أرى في أي مسلم يصلي إلا مشروعا انتحاريا!!! أعرف أن عبارتي تلك ستثير سخط الكثيرين، لكنني لا أخشى في الحق لومة لائم! هذا الذي يصلي ويتلو بخشوع الآية ٢٩ من سورة التوبة لا يمكن تحت أي ظرف أن يخرج إلى الحياة إلا مشروعا انتحاريا!! والفرق بين من ينتحر وبين من لا ينتحر هو مدى توفر الدعم والوسيلة!
………..
خرج شيخ الأزهر بخطاب ندد فيه بالجريمة، واعتبر الذين ارتكبوها ارهابيين، واستهل كلمته بالآية التي تقول: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالد فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) تمعنوا في الآية قليلا، هل هي دليل على أن من فعل تلك الجريمة بنظر الإسلام ارهابيا؟ طبعا لا!! فلربما اجتهد القاتل، والإجتهاد أحد مصادر التشريع، وخرج بفتوى أن المصلين غير مؤمنين ما الذي يمنعه من ارتكاب جريمته؟؟؟ وكذلك خرج السيسي ليدين العملية وزعم خلال إدانته أن مصر تواجه الإرهاب عن العالم كله، وكأن الذي حدث في سوريا لم يكن ارهابا!! مع أن الحقيقة الناصعة كالثلج أن مصر أكبر مصدر للإرهاب في العالم، وتكاد تتفوق على السعودية في زراعة الفكر الإرهابي وإثمار الارهابيين! فالأزهر ـ غير الشريف ـ هو أكبر مدرسة لبث الكراهية وحصد ثمارها!
…..
إذا كان الله موجودا فالدين الحقيقي هو الذي لا يفرق بين مؤمن وغير مؤمن عندما يتعلق الأمر بحماية الحياة! الغاية من وجود الإنسان على سطح الأرض هو حماية الحياة وتحسين نوعيتها. لله وحده الحق في التقييم والعقاب… وماعدا ذلك فهو ليس دينا وإنما شر بالمطلق، شر يجب على العالم أن يتكاتف لمواجهته بكل الطرق المتاحة!
…..
سأقول لكم كلمة واحفروها في أذهانكم، لأن الزمن بيننا وستتذكرونها… العالم اليوم يتكاتف ليضع حدا للتعاليم الاسلامية الإرهابية،ولن يتراجع حتى يصل المسلم إلى قناعة تجبره على إعادة النظر في تلك التعاليم… وسيكون ذلك عندما ينظف مناهجه الدراسية ووسائل اعلامه من كل أثر لها!
….
كم من الوقت ستنتظرون؟؟؟ هذا يعود لكم ولحكوماتكم…. والزمن بيننا!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.