العالم الغربي يكفر دعماً لحلب

adibelshaarيروى في تراث إحدى قرى ريف حلب أن هذه القرية تحوي أسرتين كبيرتين كانتا تتنافسان على زعامة القرية. وفي سبيل ذلك كانت تقع الكثير من الصدامات الدامية بين الأسرتين. عندما يقع الصدام يخرج الشباب من بيوتهم يحملون ما هو متاح لهم من عصي وأسلحة للمشاركة بينما كان الأطفال و العواجيز من الرجال والنساء يخرجون للمساعدة في الحملة المعنوية الداعمة للمتقاتلين. غالباً ما تكون تلك الحرب المعنوية في تلك القرية على شكل صيحات وشتائم يصل بعضها إلى حد الكفريات: دينكن ربكن يابيت فلان.
بعد انتهاء إحدى المشاجرات لاحظ شباب الأسرة فلان غياب قريبهم خالد عن المشاركة فتوجه زعيمهم إلى بيت خالد ليدور بينهما الحوار التالي:
الزعيم: وينك ماشفناك في القتالة؟
خالد: والله يا ابن عمي متل مانك شايف.. أنا صرت ختيار ومابقيت أقدر أقاتل معكن.
الزعيم: على الأقل اطلاع اكفير.
تذكرني هذه الحكاية بالقتال الدائر في حلب هذه الأيام: طرف يملك الطيران والمدفعية الثقيلة و ويتلقى الدعم بأقصى الحدود والأنواع من روسيا، القوة العظمى البارزة، وطرف آخر يقاتل بإمكانيات متواضعة بيد أنه يتلقى الدعم المعنوي (الكفر) من الغرب. وكل طرف غير قادر على حسم المعركة لصالحه. وفي المحصلة يدفع الشعب الحلبي ثمن تبعات هذا الصراع الشرس.
وبالطبع أنا أدين كل هجوم على المدنيين من كلا الطرفين.

About أديب الأديب

كاتب سوري ثائر ضد كل القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية والاسرية الموروثة بالمجتمعات العربية الشرق اوسطية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.