طلال عبدالله الخوري8\10\2017 © مفكر حر
لكي نفهم الطبخة الفاسدة التي يعدها الخليفة العصملي رجب طيب أردوغان مع القيصر المستبد الروسي فلاديمير بوتين, وايران, وجماعة الاخوان النسخة السنية لولاية الفقيه, يجب ان نعود الى المشروع الاخواني الاردوغاني الفاشل الذي تبنته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما, والذي كتبنا عنه مقال سابق ( تجدونه على الرابط التالي: مغامرة اردوغان الجلبية الاخونجية ستؤدي الى تقسيم سوريا لا محالة), وقلنا حينها بأن أردوغان اقنع أوباما وكلينتون, عند انطلاق شرارة الربيع العربي, بأن جماعة الاخوان المسلمين هم افضل بديل للأنظمة العربية الاستبدادية وهم مستعدون بان يحكموا البلاد ديمقراطيا كما هو الحال في النظام التركي العلماني, وقلنا بأن اميركا ساعدت في وصول الاخوان في كل من تونس وفرضتهم فرضا بمصر بعد ان كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية, الذي كان يدير البلاد بعد خلع مبارك, على وشك اعلان اللواء أحمد شفيق فائزا بالانتخابات, وفرضت كلينتون بدلا منه الاخونجي محمد مرسي, .. وقلنا أيضا بأن دول الخليج جنت جنونها بعد علمها بالمخطط الأميركي-التركي-الإخواني-القطري, وقامت بتمويل انقلاب الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر, ومولوا أيضا عودة النظام القديم في تونس للحكم, وضغطوا على اميركا لكي توقف دعمها للمشروع الإخواني .. وهذا ما حصل خاصة في عهد ترامب.
من بديهيات الحنكة السياسية في الحرب الباردة بين الجبارين روسيا والولايات المتحدة, ان تتبنى كل منهما الدول التي تعادي الاخر, حيث تتبنى روسيا كل الدول التي على خلاف مع اميركا وتفعل اميركا نفس الشئ مع الدول التي تعادي روسيا, فمثلا روسيا تدعم ايران وكوبا وفنزويلا وسوريا وكوريا الشمالية, لأنها دول تعادي اميركا, وتحاول ان تساعدها في صمودها في معاداة اميركا, وحاولت روسيا ان تجذب الى معسكرها كل من مصر وتركيا بعد ان اصبح لديهما خلافات مع أميركا… وأيضا من بديهيات الحنكة السياسية في الحرب الباردة بينهما ان يتبنى كل منهما المشاريع التي فشل بها الاخر .. ونحن هنا لا نكشف سراً عندما نقول بأن روسيا البوتينية تبنت مشروع أردوغان الإخواني, والذي لفظته اميركا ورمته في الزبالة, وهذا هو سر مؤتمرات الأستانة حول الحرب في سوريا التي اطلقها بوتين مع أردوغان.
نكرر للأهمية : فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية تبنى مشروع أردوغان الإخواني: وهو إيصال جماعة الاخوان الى الحكم في الدول العربية والإسلامية لكي تصبح حليفة لروسيا بعد سحبها من المعسكر الموالي لأميركا, وبهذا روسيا تعتقد بأن بهذه الخطوة توجه ضربة محكمة لمنافستها الولايات المتحدة الأميركية.
نعم الأنظمة الاستبدادية والدينية لا يناسبها التحالف مع اميركا, لان لديها مطالب مرتفعة بشأن حقوق الانسان والتنمية البشرية, لاحظوا مثلا كيف فرضت اميركا على حليفتها السعودية التحرر واحترام المرأة وحقوق الانسان والأقليات.. بينما من يتحالف مع روسيا فيمكن ان يكون مستبدا يمارس كل أنواع انتهاكات حقوق الانسان على شعبه كما هو الحال في سوريا وفي روسيا ذاتها.
ولكن السؤال هنا: كيف ستتصرف روسيا إزاء حليفها النظام السوري والمتحالف أيضا مع ايران اذا قررت استبداله بحكم جماعة الاخوان السورية؟
بالنسبة لإيران فالأمر محلول, بسبب التحالف القديم بين جماعة الاخوان ونظام الولي الفقيه, وهي تفضل ان يحكم بسوريا الولي الفقيه السني ( أي جماعة الاخوان) من نظام الأسد الذي يدعي الحكم العلماني, وقد عبر عن هذا نائب رئيس الأركان الإيراني غلام علي رشيد الذي قال:” ان مشكلة ايران مع بشار الأسد انه ليس مرجعاً دينيا, ونحن نفضل ان نتعامل مع أحزاب مثل الاخوان المسلمين المفوضين إلهيا مثل المرشد اية الله خامنئي” .. وقد كتبنا عن هذا الموضوع مقالا تجدونه على هذا الرابط: (إضعاف عائلة الاسد استراتيجية الولي الفقيه)
اذاً: النظام الإيراني غير مسرور بتوجهات النظام السوري الذي يدعي العلمانية ويفضل نظاما ثيوقراطيا دينيا مثل الاخوان المسلمين, وقد حاولت ايران مع شقيق حافظ الأسد الاب ” جميل الأسد” وعم الحالي, تحويل سوريا الى ثيوقراطية شيعية, حيث تجدون الكثير من المقالات حول هذا الموضوع في موقع مفكر حر.
أما بالنسبة لبشار الأسد, فمن السهل جدا بالنسبة لروسيا التضحية به, وقد صرح العديد من قادة المعارضة المسلحة في ادلب في غرف الدردشة الخاصة بهم مئات المرات بأن أردوغان قد قال لهم حرفياً بانه اتفق مع روسيا على ان بشار الأسد لن يستمر في السلطة في سوريا, وأيضا تجدون الكثير من المقالات حول هذا الموضوع في موقع مفكر حر.
١: ما يفعله المُلا المزيف أردوغان ليس أكثر من إشغال للجيش والشعب التركي لنسيان إنقلابه المفبرك ؟
٢: المُلا المزيف هذا ليس بأكثر من طاغية مطلوب حياً أو ميتاً تركياً وغربيا بعد أن وعى متنوري الشعب التركي زيف دينه ووطنيته وخبث نواياه ؟
٣: وأخيراً …؟
نوم ساسة النظامين الروسي والايراني على سرير الاسد ، ليس حباً بل زواج متعة وشهية جسد ،سلام ؟
شكرا للسيد الزميل سرسبيندار السندي على هذه المداخلة التي اضافت للمادة واغنتها