الصحافة الاميركية – خمس فرضيات حول الانسحاب الروسي من سوريا

safielyaseriروسيا هل ان اوان الرحيل
هل يمكن وضع هذا السؤال عنوانا لبيان اسباب الاعلان عن الانسحاب الروسي من سوريا ؟؟
ام انها عقدة المستنقع الافغاني وخشية تكرارها في سوريا ؟؟
وهل هو انسحاب حقيقي واستراتيجي شامل وكلي ام انه انسحاب تكتيكي باهداف مرحلية ؟؟
ام انه تقدمة روسية للغرب بانتظار تقاضي ثمن في الشرق ؟؟
اسئلة كثيرة طرحها تصرف بوتين بشان الازمة السورية الذي يفسر على انه يندرج تحت فكرة ان اوان التسوية ،وان روسيا تميل الى التسوية السياسية ،وتصرف الرئيس بوتين بهذا الخصوص غير مؤشر بوصلة المعادلات السورية نحو التسوية حقا ،انما لا يعني هذا كما ارى ان انسحابا روسيا جديا وشاملا هو ما يجري الان ،فلم يجر أي حديث عن سحب الصواريخ الروسيه واخلاء القواعد البحرية والجوية والبرية ،التي جهدت روسيا لتوفير جغرافيا محمية لها ما يؤكد نية البقاء والديمومة الاستراتيجية وعدم رفع القدم عن الموطيء السوري الاستراتيجي على سواحل المتوسط وقرب الحدود السورية التركية
لذلك يدور الحديث عن «سحب الجزء الرئيسي من القوات الروسية» وامكانية روسيا العودة بثقلها الذي حطت به على الاراضي السورية متى شاءت كما قال وليد المعلم وزير الخارجية السوري في مؤتمره الصحفي الذي عقده بشان الانسحاب الروسي ، وعلى وفق ما تفرضه مصلحتها وامنها ومع ذلك يمكن القول بشيء من التفاؤل ان روسيا عملياً خطت نحو الدفع باتجاه «تقدّم العملية السياسية».
وان الانسحاب الجزئي هذا يمكن توصيفه بازالت «فائض القوة» الذي قلب الموازين لصالح الاسد والجيش السوري ،اعترف ان قراءات عديدة للخطوة الروسية يمكن اعتمادها ،بسبب طبيعة قرار الانسحاب المفاجئة ،مع انها تزامنت مع تسليك الهدنة ،وشعور الروس ان الاسد على وفق ما حققه وبدفع ايراني يريد الانسحاب من تعهداته ورفض التسوية والانقلاب على الهدنة يقول تقرير صحفي نشرته جريدة الاخبار اللبنانيه ان مصدرا داعما للمعارضة يقيم في موسكو، رأى أنّ تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأسبوع الماضي، نزلت كالصاعقة في العاصمة الروسية، وأحدثت امتعاضاً في دوائر القرار المعوّلة على مسار جنيف. المصدر، الذي له صلات دبلوماسية في مكان إقامته الدائم، قال أمس إنّ مؤتمر المعلم الصحافي أقفل الأبواب أمام الحوار. ثم أتى «اتصال هاتفي بين بوتين والرئيس السوري بشار الأسد، ليزيد من التباعد بين الطرفين، وينتهي إلى خلاف بينهما، وقرار روسي بالانسحاب من سوريا».
ربما رايت في هذا القول شيئا من الصحة ،لكن الضبابية العامة في التوجه الروسي لا تعطي رؤية واضحة للغز الانسحاب ان جاز التوصيف مع ان التقرير يمضي الى القول ان مصادر المحور الداعم للدولة السورية تقدم رواية مختلفة. تقول إن «الروس أبلغوا الرئيس السوري سابقاً بالانسحاب في منتصف الشهر الجاري».
وبحسب هذه المصادر، إن قرار سحب «القوات الرئيسية» صدر في سياق اتفاق بين موسكو وواشنطن. قدّم الأميركيون للروس على وفقه تعهداً بمنع تركيا والسعودية من أي تدخّل يغيّر الموازين في سوريا، وهذا ما تُرجم ببدء أنقرة إقفال حدودها على نحو جدّي في بعض المناطق. ويفيد التوجّه الأميركي ــ الروسي بتعزيز المصالحات، والاتفاق مع الفصائل على قتال «داعش». ويبقى الاتفاق سارياً، في ما يخصّ معركة يقودها الجيش السوري وحلفاؤه، بدعم روسي، في ريف حمص الشرقي مروراً بتدمر وصولاً إلى الحدود العراقية، وذلك بموازاة الاتفاق على خوض «قوات سوريا الديموقراطية» معركة الرقة بدعم أميركي. وبالنسبة إلى إدلب، يشير الاتفاق إلى أنّ الحلّ يبدأ بمعارك داخلية مع «جبهة النصرة»، يتلوها العمل على مصالحات مع القوى التي تطيح التنظيم «القاعدي» وحلفاءه.
ولعلّ اتفاق الهدنة المفروض روسياً وأميركياً (أولاً وأخيراً)، يُظهر الرقصة الثنائية التي يمارسها الطرفان على الملعب السوري، والتي ظهرت بأوضح صورها في الاتفاق على نزع ترسانة السلاح الكيميائي السوري صيف 2013.
ويردف التقرير القول ان هذه الثنائية كانت بالغة الدلالة في كلام وزير الخارجية سيرغي لافروف قبل يومين، عندما عبّر عن استعداد بلاده للتنسيق مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لطرد تنظيم «داعش» من الرقة. لافروف أكّد أيضاًَ أنّه «ليس سراً إذا قلت إنه في مرحلة ما اقترح الأميركيون تقسيم العمل: أن يركز سلاح الجو الروسي على تحرير تدمر، بينما يركز التحالف الأميركي بدعم روسي على تحرير الرقة».
أما سياسياً، فينص الاتفاق الذي تتحدّث عنه المصادر نفسها على أن تشهد الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف، بعد الرابع والعشرين من الشهر الجاري، تطوّراً جديداً عبر مشاركة أطراف جديدة فيها، كالأكراد. وستحاول موسكو مع واشنطن انتزاع موافقة كلّ من الطرفين (موسكو للوفد الحكومي وواشنطن بالضغط على تركيا والسعودية وخلفها الوفد المعارض) للبدء بمفاوضات مباشرة بين الوفدين، تحت عنوان «قتال الإرهابيين».
الانسحاب الجزئي الروسي يتّصف بالمفاجئ بتوقيته المتزامن مع انطلاق محادثات جنيف، وبتأكيد وقف العمليات في الأراضي السورية بعيداً عن مناطق نفوذ «داعش»، وبعض مناطق «النصرة».
ببساطة، يقول الروس إنّ معركة حلب، مثلاً، لن تتواصل، ولا معركة في إدلب قريباً. والهدف هو دفع الجميع إلى التمسك بالهدنة و«تكثيف الجهود الدبلوماسية» بغية التوصل إلى تسوية. بوتين رأى أن القوات العسكرية الروسية حققت أهدافها إلى حد بعيد، و«كفاءة جيشنا خلقت الظروف لبدء عملية السلام». وهي «إشارة جيدة لجميع الأطراف المتنازعة لزيادة ثقة جميع المشاركين في عملية السلام»، وأضاف مصدر معارض مقرّب من موسكو انه يرى في الإعلان الروسي «بداية للحل السياسي الحقيقي». وأشار، في حديث لـ جريدة الاخبار اللبنانية التي نشرت التقرير أنّ «الأميركيين قدّموا تنازلاتهم عبر تسليم ملف حل الأزمة السورية للروس».
ورغم التنسيق الروسي ــ السوري في ما يخصّ قرار أمس الذي أعلن بعد اتصال بوتين بنظيره السوري الرئيس بشار الأسد، وتأكيد موسكو «استمرار دعمها لدمشق في مجال مكافحة الإرهاب»، لا يبدو أنّ القرار سهل الهضم سورياً. فالسقف الموضوع لمحادثات جنيف و«الخطوط الحمر» حول مقام الرئاسة والدستور وتعريف الإرهاب سوريّاً، لا يتناسب مع الإعلان الروسي وعطفه على دفع عملية السلام. وعلمت «الأخبار» أنّ دمشق أكدت لموسكو عبر قنوات دبلوماسية متعدّدة، خلال الشهر الماضي، أنّ مسألة «المرحلة الانتقالية» بالشكل الذي يُطرح دولياً، وبقاء الرئيس الأسد، خارج التداول.
التباينات الروسية ــ السورية ليست وليدة إعلان أمس. فعلى سبيل المثال، ردّ مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، على تصريحات الرئيس السوري التي أكد فيها (مقابلة مع وكالة «فرانس برس» منذ نحو شهر) «فصل المسار التفاوضي عن مسار مكافحة الإرهاب»، وأنّ هدف دمشق «استعادة كل الأراضي السورية». تشوركين في مقابلته مع صحيفة «كومرسنت» (المقرّبة من الكرملين، والتي تولّت نشر انتقادات حادة للأسد بعد مقابلته المشار إليها أعلاه) اعتبر تصريحات الأسد «لا تنسجم مع الجهود الدبلوماسية لروسيا». وأضاف: «أودّ أن أرى الأسد يأخذ في الاعتبار الجهود الروسية السياسية والدبلوماسية والعسكرية المبذولة في سوريا»، مشيراً إلى أنّه «إذا ما حذت السلطات السورية حذو روسيا، فستكون لديها الفرصة للخروج من الأزمة باستحقاق، لكن إذا ما ابتعدت عن هذا الطريق على نحو ما، فسيكون الوضع صعباً للغاية وبالنسبة إليهم أيضاً».
بعد كلام تشوركين، جاءت «قنبلة» نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف عن إمكانية تطبيق الفيدرالية في سوريا. ورغم أنّ التصريح جاء ردّاً على سؤال وأعقبه توضيح من الخارجية الروسية، جاء كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلّم يوم السبت المنصرم ليحسم أنّ «وفد بلاده لن يحاور أحداً يتحدث عن مقام الرئاسة»، وبأنّ وحدة البلاد خطّ أحمر، رافضاً أي حديث عن الفيدرالية.
السقف الروسي يبدو غير متّسق مع ما تعلنه دمشق منذ بدء الحرب التي قاربت من إنهاء عامها الخامس. موسكو ترى أنها حمت مقام الرئاسة السورية، وأجبرت خصوم دمشق على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بالحدّ المقبول من التنازلات، لكن على ما ينقل زوّار دمشق عن المسؤولين السوريين، لا ترى العاصمة السورية، رغم ذلك، مجالاً «لتسوية مع إرهابيين يحملون السلاح… لذا إلقاء السلاح أولاً ثم التفاوض».
الرئاسة السورية نفت أمس ما تردد عن أنّ إعلان سحب روسيا قواتها يعكس خلافاً بين البلدين. وأضافت، في بيان، أن الرئاسة السورية «تؤكّد أن الموضوع برمته تمّ بالتنسيق الكامل بين الجانبين، وهو خطوة تمّت دراستها بعناية ودقّة منذ فترة على خلفية التطوّرات الميدانية الأخيرة، وآخرها وقف العمليات العسكرية».
وفي هذا الإطار، تفيد معلومات «الأخبار» أنّ موسكو بدأت بسحب عدد من طائراتها من مطار حميميم منذ أسبوع. بعد 5 أشهر ونصف شهر من العمل العسكري «تحقّقت معظم أهدافه» بالنسبة إلى موسكو، وستظهر الأسابيع المقبلة إنْ كانت الأطراف الأخرى المرتبطة بواشنطن، ستلاقي موسكو فعلاً في منتصف الطريق لإنهاء الحرب، والتفرّغ لقتال «الإرهابيين». المنطقة تنتظر ردود فعل حقيقية من تركيا والسعودية وقطر، وكذلك من إيران وحلفائها. سقف «الرئيس، والدستور، ووحدة الأراضي السورية» هو المعلن سورياً، بتقاطعات محسوبة مع الحليف الروسي منذ دخول مظلته الجوية.
«السوخوي» لن تغيب عن السماء السورية، لكنّ تعديلاً بنيوياً في بنك الأهداف يحتّم خلطاً في الأوراق، ميدانياً وسياسياً.
** الفرضيات الخمس للانسحاب الروسي
الصحافة الاميركية وضعت خمس فرضيات تفسر الانسحاب الروسي المفاجيء وعلى خلفة ما قدمنا يمكن لهذه الفرضيات ان تزيد انارة المشهد ووضوحه فقد نشرت صحيفة “ذي ناشيونال إنترست” الأميركية مقالا عن “خمس فرضيات أساسية قدمتها وسائل إعلام غربية حول أسباب سحب روسيا قواتها من سوريا حيث أشارت إلى أن “الفرضية الأبسط تكمن في أن يكون نشر القوات الفضائية الروسية بسوريا في أيلول من العام 2015 قد جاء منذ البداية كعملية قصيرة الأمد”.
كما لفتت الصحيفة إلى “تغيّر الديناميكية السياسية لعملية تسوية الأزمة السورية، الأمر الذي يدل عليه بوضوح عدم طرح استقالة الرئيس السوري بشار الأسد من قبل أحد كشرط أساسي لتنفيذ عملية السلام في البلاد”، مفيدةً أن “موسكو تسعى إلى وقف عمليتها العسكرية وهي في ذروة النجاح”.
وأوضحت أن “التدخل الروسي في الأزمة السورية غير بشكل حاد صورة الكرملين ليس في الشرق الأوسط فحسب إنما وفي العالم برمته، حيث عرض العسكريون الروس قدرتهم على إعلان وتنفيذ العمليات العسكرية خارج حدود بلادهم وأظهروا أن موسكو تستطيع تغيير الأوضاع في سوريا بصرف النظر عما يريده كل من واشنطن وبروكسل والرياض وأنقرة” ورأت أن “السبب الرئيسي لسحب موسكو قواتها الجوية الفضائية من سوريا في سعي روسيا إلى تجنب “الفخ الأفغاني”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “عندما أطلقت روسيا عملية نشر قواتها في سوريا بدأ بعض المعارضين السوريين بالبحث عن وسائل تحويل سوريا إلى أفغانستان ثانية بالنسبة لروسيا”، مشيرةً إلى أن “هذا السيناريو لم يتحول إلى واقع، والأوضاع في سوريا استقرت، رغم توجس سلطات الدول الغربية”.
ولفتت إلى أنه “يربط بعض الخبراء بدء سحب القوات الروسية من سوريا برغبة موسكو في تجنب خوض صراع سافر مع الرياض، إذ أظهرت موسكو أنها ما زالت منفتحة على تسوية الأزمة السورية عن طريق المفاوضات، التي ستأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف، بما فيها الرياض”.
ورأت أن “الفرضية الخامسة هي أن “روسيا تسعى إلى إظهار أن دعمها لدمشق من غير الممكن أن يستمر إلى ما لانهاية، لا سيما وأن الأسد أصبح أقل ميولا للمشاركة في المفاوضات بعد النجاحات التي حققها جيشه في الآونة الأخيرة”، مشيرةً إلى أن “موسكو أعادت إلى أذهان سلطات دمشق أن روسيا تسعى إلى التسوية السلمية للأزمة السورية”.
ومع ذلك يمكن القول ان المشهد السوري يبقى مفتوحات على احتمالات متعددة بحسب متغيرات الوضع على الارض وتفاهمات الطرفين – واشنطن ومن معها وموسكو ومن في ركابها .

About صافي الياسري

كاتب عراقي في الشأن الإيراني
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.