الشيعة والسنة من يمثل الإسلام ..؟؟‎

المذاهب الإسلامية ليست دينا أو بمعنى آخر ليست هي تلك الرسالة التي جاء بها محمد ولا تمثل الإسلام الأولي وهي تنقسم بين مذاهب سياسية ومذاهب روحية وكبرى هذه المذاهب الباقية حتى الآن هي المذهب السني والمذهب الشيعي و هما مذهبان سياسيان وليسا دينيين وقد كانا نتيجة الصراع بين بني أمية وعلي وأولاده وكلاهما كانا صنيعة السلطة التي أطرت فيما بعد المذهب ووضعت له سننا وقوانين وأحاديث مخترعة تثبت له الشرعية وتؤكد أنه الدين الصحيح .
المذهب السني هو صنيعة سلطة دكتاتورية ظالمة هي سلطة بني أمية حين استغلت عدم وجود رؤية دينية واضحة لشكل الحكم فجعلته وراثة بحد السيف والمذهب الشيعي هو صنيعة خرافات متطرفة لجهة انظلمت فتمسكت بتلابيب الخرافة والغيب والفكر الباطني أما التصوف فهو مذهب روحي لا سياسي وإن استغله الساسة فيما بعد للتحكم بالشعوب بعد انتهاء سلطة العباسيين وبداية عهد الأيوبيين والمماليك ومن ثم العثمانيين الذين رأو فيه خير طريق للتحكم في الشعب وأصبح التصوف جزءا من مذهب السنة وبمعنى أوضح تم تطعيم المذهب السياسي الجاف بمذهب روحي لين لتحقيق نوع من التوازن لكننا نستطيع أن نقول أن المذهب الصوفي قد اتخذ منحى آخر في الصراع الأخير في الشرق الأوسط حيث بدا أكثر قربا من التشيع وتحالف مع النظام السوري ومحوره الإيراني بينما استهدفت الجماعات السنية السلفية هذا الفكر ودمرت لهم الكثير من المراقد والمزارات داخل سورية بل واتهموهم بالشرك والكفر والضلال .
المعتزلة سمو بهذا الإسم لأنهم اعتزلو المذاهب وأعملو العقل على حساب النص والقاعدة عندهم أن العقل مقدم على النقل على عكس أهل السنة الذين يقولون أن النقل مقدم على العقل بينما يرى الشيعة أن قول الإمام مقدم على العقل والنقل معا والمعتزلة يعتبرون بمثابة حركة تنويرية إصلاحية في التاريخ الإسلامي و قد حاول العباسيون استخدامه مذهبا لدولتهم كردة فعل على المذهب السني الذي صبغ الدولة الأموية خاصة بعد تنكرهم للشيعة الذين خرجو على أكتافهم حيث كانو ينادون بداية أنهم ثارو على بني أمية ثأرا لأهل البيت لكسب تعاطف الشيعة وعندما ثبت لهم الأمر تنكرو لأهل البيت واتجهو نحو المذهب المعتزلي لكن الأمر لم يدم طويلا حيث أن العامة من الشعب لا تتقبل المذاهب العقلية وتفضل الخرافات والقصص والغيبيات فكان أن تخلى العباسيون عن المعتزلة واضطرو لممالأة العامة واتخذو من الخرافات الدينية مطية للتحكم في الشعب الذي يفضل عادة المخدرات الدينية على حركة التنوير والعقل وإن ظلت حركة العقل والترجمة والعلم أكثر نشاطا فيما سيلحقها من عصور الظلام فيما بعد .
في عهود المماليك أصبح الشعب يتجه إلى الخرافة أكثر فأكثر واختلط التصوف بالمذهب السني وأخذ مجده فيما بعد في العهد العثماني الذي كان أشد عهود الخرافة والظلام قتامة حيث توقف العقل الإسلامي تماما وانهدمت الحضارة وانعدم الإجتهاد وتفككت بنية الدولة الفكرية والأدبية والعلمية حتى نهايات الدولة العثمانية و كان من أهم نتاجات هذا الجمود بروز الحركة الوهابية البدوية الأكثر تشددا من السلفية القديمة كردة فعل على سيطرة الخرافة والدروشة ما جعل الدين يتأرجح بين الخرافة والفهم الخاطئ المتشدد للنص وما زال العالم الإسلامي يدفع ثمن هذا التداخل الديني غير المترابط الذي أفضى لأن يدعي كل واحد أنه يمثل الإسلام الصحيح والدين القويم وكان من أكبر نتائجه كل هذا الصراع الذي تشهده المنطقة اليوم وما يترتب عليه من هدر لموارد المنطقة ونزيف للدماء وتدمير وتفكيك لبنية هذه الدول .
محمد حبش كنو كاتب سوري

About محمد حبش كنو

محمد حبش كنو كاتب سوري مقيم في ألمانيا متخرج من قسم التاريخ والحضارة جامعة الأزهر له العديد من المقالات والأبحاث المتعلقة بالقضايا السياسية والعلمانية والإجتماعية في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.