المذاهب الإسلامية ليست دينا أو بمعنى آخر ليست هي تلك الرسالة التي جاء بها محمد ولا تمثل الإسلام الأولي وهي تنقسم بين مذاهب سياسية ومذاهب روحية وكبرى هذه المذاهب الباقية حتى الآن هي المذهب السني والمذهب الشيعي و هما مذهبان سياسيان وليسا دينيين وقد كانا نتيجة الصراع بين بني أمية وعلي وأولاده وكلاهما كانا صنيعة السلطة التي أطرت فيما بعد المذهب ووضعت له سننا وقوانين وأحاديث مخترعة تثبت له الشرعية وتؤكد أنه الدين الصحيح .
المذهب السني هو صنيعة سلطة دكتاتورية ظالمة هي سلطة بني أمية حين استغلت عدم وجود رؤية دينية واضحة لشكل الحكم فجعلته وراثة بحد السيف والمذهب الشيعي هو صنيعة خرافات متطرفة لجهة انظلمت فتمسكت بتلابيب الخرافة والغيب والفكر الباطني أما التصوف فهو مذهب روحي لا سياسي وإن استغله الساسة فيما بعد للتحكم بالشعوب بعد انتهاء سلطة العباسيين وبداية عهد الأيوبيين والمماليك ومن ثم العثمانيين الذين رأو فيه خير طريق للتحكم في الشعب وأصبح التصوف جزءا من مذهب السنة وبمعنى أوضح تم تطعيم المذهب السياسي الجاف بمذهب روحي لين لتحقيق نوع من التوازن لكننا نستطيع أن نقول أن المذهب الصوفي قد اتخذ منحى آخر في الصراع الأخير في الشرق الأوسط حيث بدا أكثر قربا من التشيع وتحالف مع النظام السوري ومحوره الإيراني بينما استهدفت الجماعات السنية السلفية هذا الفكر ودمرت لهم الكثير من المراقد والمزارات داخل سورية بل واتهموهم بالشرك والكفر والضلال .
المعتزلة سمو بهذا الإسم لأنهم اعتزلو المذاهب وأعملو العقل على حساب النص والقاعدة عندهم أن العقل مقدم على النقل على عكس أهل السنة الذين يقولون أن النقل مقدم على العقل بينما يرى الشيعة أن قول الإمام مقدم على العقل والنقل معا والمعتزلة يعتبرون بمثابة حركة تنويرية إصلاحية في التاريخ الإسلامي و قد حاول العباسيون استخدامه مذهبا لدولتهم كردة فعل على المذهب السني الذي صبغ الدولة الأموية خاصة بعد تنكرهم للشيعة الذين خرجو على أكتافهم حيث كانو ينادون بداية أنهم ثارو على بني أمية ثأرا لأهل البيت لكسب تعاطف الشيعة وعندما ثبت لهم الأمر تنكرو لأهل البيت واتجهو نحو المذهب المعتزلي لكن الأمر لم يدم طويلا حيث أن العامة من الشعب لا تتقبل المذاهب العقلية وتفضل الخرافات والقصص والغيبيات فكان أن تخلى العباسيون عن المعتزلة واضطرو لممالأة العامة واتخذو من الخرافات الدينية مطية للتحكم في الشعب الذي يفضل عادة المخدرات الدينية على حركة التنوير والعقل وإن ظلت حركة العقل والترجمة والعلم أكثر نشاطا فيما سيلحقها من عصور الظلام فيما بعد .
في عهود المماليك أصبح الشعب يتجه إلى الخرافة أكثر فأكثر واختلط التصوف بالمذهب السني وأخذ مجده فيما بعد في العهد العثماني الذي كان أشد عهود الخرافة والظلام قتامة حيث توقف العقل الإسلامي تماما وانهدمت الحضارة وانعدم الإجتهاد وتفككت بنية الدولة الفكرية والأدبية والعلمية حتى نهايات الدولة العثمانية و كان من أهم نتاجات هذا الجمود بروز الحركة الوهابية البدوية الأكثر تشددا من السلفية القديمة كردة فعل على سيطرة الخرافة والدروشة ما جعل الدين يتأرجح بين الخرافة والفهم الخاطئ المتشدد للنص وما زال العالم الإسلامي يدفع ثمن هذا التداخل الديني غير المترابط الذي أفضى لأن يدعي كل واحد أنه يمثل الإسلام الصحيح والدين القويم وكان من أكبر نتائجه كل هذا الصراع الذي تشهده المنطقة اليوم وما يترتب عليه من هدر لموارد المنطقة ونزيف للدماء وتدمير وتفكيك لبنية هذه الدول .
محمد حبش كنو كاتب سوري
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :