صباح ابراهيم
المعروف عن الشيخ ابو اسلام انه من الشيوخ السلفية المصريين، الذي يتصف بالحقد والتعصب الاعمى ضد المسيحية وعقائدها واتباعها الى حد النخاع ، وانه لا يتوانى في اي مناسبة واثناء تصريحاته في القنوات الفضائية من نفث سموم الحقد وازدراء المسيحية وعقائدها وكتابها المقدس بكل صلافة واصرار .
قام هذا الشيخ المتخلف بتمزيق الكتاب المقدس ومن ثم حرقه امام الناس علنا وامام الكاميرات متباهيا بفعلته الصبيانية ، ومصرحا انه سيبعث حفيده ليتبول على الكتاب المقدس امام الكاتدرائية القبطية .
هل هناك ازدراء بالاديان اكثر من هذا يا حكام مصر وقضاتها ؟ وانتم تصرخون ليل نهار انكم تطالبون بعدم الازدراء بالاديان وتقصدون عدم الازدراء بالاسلام فقط ، وتتجاهلون افعال ابو اسلام وبقية شيوخ الدجل والحقد من الوهابيين والسلفيين والاخوان المسلمين .
– المعروف ان ابا اسلام يستمد حقده على ما تعلمه وما يؤمن به من آلايات والاحاديث التي تدعو الى قتال اهل الكتاب حتى يؤمنوا برسول الاسلام او يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، ونسى الآيات التي تقول لكم دينكم ولي دين ، وجادلوا اهل الكتاب بالتي هي احسن .
– و انا انزلنا عليك الكتاب للناس بالحق , فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فانما يضل عليها .
– وما انت عليهم بوكيل.
– ثم الىّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم تختلفون .
لماذا وانت شيخ ورجل دين تلغي كل تلك الايات وتتمسك بما قاله شيوخ الدجل من ان الانجيل محرف وان المسيحيين كفارومشركون ! . لماذا لا تبرزوا الانجيل الاصلي الغير محرف كي تكون لكم بينه وصدق في الادعاء ؟
المسيحيون شعب مؤمن بالله الواحد وملائكته ووصاياه وانبياءه السابقين وباليوم الاخر ، وإن اختلفوا مع الاخرين في عقيدتهم في بعض الامور فهذه مشيئة الله وهو اعلم بما ينزل .
والاختلاف في العقيدة بين الاديان ليس مبررا لتحقدوا وتحرضوا على اخوانكم من الشعب القبطي المسالم الذي يعيش معكم في ارض واحدة ويتقاسم معكم الحلوة والمرة وقدم الشهداء دفاعا عن ارض مصر في حروبها عبر التاريخ .
يدعى ابو اسلام مبررا حرقه للكتاب المقدس ان الكتاب الذي حرقه امام الناس علنا ا ليس انجيل المسيح بل هو كتاب محرف واسمه ليس ( انجيل ) بل الكتاب المقدس وان النسخة العربية منه يحترمها مؤقتا ! وانه حرق النسخة المطبوعة بالانكليزية والتي اسمها The Holy Bible ، وهذا ليس بانجيل المسيح !
كلام سخيف وفعل قبيح لا يدخل في عقل طفل .
الكتاب المقدس الذي يؤمن به اكثر من ملياري مسيحي على سطح الارض والمترجم الى كل لغات العالم عن اللغة اليونانية التي كتب بها يقول عنه ابو اسلام انه ليس بأنجيل المسيح لأن اسمه ليس ألانجيل بل اسمه الكتاب المقدس او The Holy Bible ، او كتاب الحياة او العهد القديم والعهد الجديد، وهذا لا يدل على الانجيل لأن الاسم يختلف عما ورد في القرآن، هل هناك كلاما اسخف من هذا ؟
لو قلنا النبي محمد او او رسول الاسلام او المصطفى او نبي المسلمين فهل هناك فرق بين تلك الاسماء ، او لا تدل كلها على مسمى واحد ؟
فهل اختلاف الاسم يدل على اختلاف االنصوص المقدسة الواردة فيه ؟
وان كان هذا الكتاب الذي حرقه ابو اسلام ليس هو انجيل المسيح ، فلماذا حرق كتابا لا علاقة له بالمسيحية كما يدعي ، اليس ذلك ما يدل على القذارة التي تنضح من جوفه وعقله المريض ؟
التدليس والمراوغة في الكلام معروف جيدا لدى شيوخ الحقد وتجار الدين الذي يعتاشون على بث الفرقة بين الشعب الواحد مسلميه ومسيحييه .
لقد ردت على (ابو اسلام) مقدمة البرنامج في قناة البغدادية اثناء المقابلة ،(وانت مالك)؟ ان كان هذا الكتاب الذي يؤمن به المسيحيون فما دخلك انتَ ؟ فكان هذا الرد خير اهانة لهذا الشيخ المتخلف .
كما ادعى هذا المعتوه ان مصر بلاد المسلمين فقط ، متناسيا بغباء ان اسم مصر Egypt مشتقا من اسم القبط المسيحي وان سكان مصر الاصلاء هم الاقباط احفاد الفراعنة بناة الحضارة المصرية والذين آمنوا بالمسيح وتعاليمه منذ القرن الاول للميلاد على يد البشير تلميذ السيد المسيح مار مرقس الرسول ، الذي كتب احد الاناجيل الاربعة الاصلية في القرن الاول وبشر بأسم المسيح في ارض مصر مؤسسا اول كنيسة بالاسكندرية .
وان المسلمين جاءوا غزاة لمصر في الغزوات الاسلامية لنهب خيراتها وتدمير حضارتها وخير دليل على ذلك حرق مكتبة الاسكندرية العامرة بملايين الكتب والتي جعلوها وقودا لنيران الحمامات ، لأن ما فيها يختلف عما ورد بالقرآن .
ليعلم المدعو ابو اسلام ومن هم على شاكلته ، ويحملون نفس افكاره المريضة ، ان المسيحيين لن يتأثروا بحرق الكتاب المقدس ، لأنهم لايؤمنوا بقدسية الورق المكتوب عليه الذي حرقه ومزقه ابو اسلام، كما يفعل غيرهم ، بل يقدسوا العقيدة التي يؤمنون بها والتي هي ليست مطبوعة على ورق بل مطبوعة في العقول ومحفوظة في القلوب . وان المسيحيين لا يخرجوا بمظاهرات ومسيرات غوغائية لحرق الابنية والسفارات وتمزيق الاعلام والهجوم على المنشآت الرسمية او الدينية احتجاجا على رسم صورة كما يفعل الاخرون ، لأن عقولهم اكبر من تلك التصرفات الصبيانية ، وان قادة الكنيسة لا يحرضون اتباعهم للقيام بتلك الاعمال الغوغائية ، فقد سبق وان تم تفجير الكثير من الكنائس وحرق الكتب المقدسة وقتل رجال الدين المسيحيين في مصر والعراق ونجيريا وباكستان دون رد فعل همجي او غوغائي من قبل المسيحيين ، والفاعل هونفس الارهابي الذي يحمل ذات الفكر الظلامي المتخلف لأبي اسلام مهما كان موقعه الجغرافي في العالم لأنه يستقي فكره من منبع واحد.
تاسست كنيسة المسيح منذ الفي سنة وبقت صامدة شامخة رغم الاضطهادات وستبقى كذلك لأن مؤسسها قال :”على هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها ” فلا ابو اسلام ولا شياطينه ولا اباليس جهنم قادرون ان يهدموا حجرا واحدا من كنيسة المسيح ولا ان يزعزعوا الايمان الراسخ في العقول والقلوب وإن حرقوا الاف النسخ المطبوعة على ورق من الكتاب المقدس فنحن لا نقدس الورق المطبوع كما يفعل اتباع ابو اسلام بل نقدس العقيدة ، فشتان بين ما يؤمن به هذا المعتوه وما يؤمن به اتباع المسيح .