أدب الأديب 2\4\2016 © مفكر حر
هذا المقال تثقيفي مبسط بعلم السياسة والاقتصاد كما تدرس بأرقى جامعات العالم مثل هارفارد, ولكي يفهمه الجميع سنأخذ مثال برنامج أحلام الملكة الذي تم توقيفه بتدخل من الشيخة هند آل مكتوم زوجة حاكم دبي (شاهد الفيديو اسفلاً), وليس له اي علاقة بالمهاترات التي تجري بين الفنانة الكويتية أحلام ومقدمي برامج ” التوك شو” في لبنان.
فريق الإنتاج الذي عمل على برنامج الملكة أحلام استثمر المال والوقت والافكار الخلاقة المبدعة لكي يصلوا الى سلعتهم الفنية هذه, والتي ارادوا ان يعرضوها في سوق البرامج الترفيهية لكي تنافس بقية السلع المعروضة, وهنا يجب ان تخضع السلعة لقانون السوق التنافسي الحر ونعني ” قانون العرض والطلب”, والمستهلك هو الذي يقرر اذا كان يرغب بهذه السلعة او تلك, وأكبر جريمة يمكن ان ترتكب في العالم الحر المتحضر هو ان يتدخل السياسي الذي بيده سلطة بمصير سلعة معينة, وكل فقهاء القانون في العالم يعملون ليل نهار لسن القوانين الاقتصادية التي تجعل من السوق تنافسيا حراً بعيدا عن تدخل أهل السلطة, وأنا أذكر عندما تدخل وزير خارجية كندا لصالح مساعدة فريق أوتاوا ” السيناتور” المقبل على الافلاس لكي ينقذه من الافلاس, وبهذا هو يؤثر على السلع الاخرى المنافسة ويحرمها من قوانين السوق الحر التنافسي, وقد كلفه هذا التدخل البسيط منصبه, ولو كان هناك قوانين عادلة في العالم العربي فكان بإمكان فريق الانتاج رفع دعوى على الشيخة هند وتغريمها بجميع الخسائر المادية والمعنوية, وانا اقول لكم ان مثل هذا الرقم في الغرب يصل الى عدة مئات من ملايين الدولارات, ولكن للاسف نحن نعيش في بلاد ليس فيها عدل وليس فيها اقتصاد وتنافس, فالطغاة العرب يحتكرون الاقتصاد وهم يقررون لمن يعطوا هذا الاستثمار او ذاك حسب قربهم للسطلة والمنفعة التي يحصلون عليها منه, وليس حسب مصلحة المستهلك اي المواطن, فلو لم تعتد الشيخة هند على القوانين, وتم اعطاء سلعة احلام فرصة المنافسة في السوق وتم رفضها من قبل المستهلك, عندها نقول بان احلام هي التي فشلت, ولكن بإعتداء الشيخة على قوانين السوق اصبحت هي مذنبة بإرتكاب جرم اقتصادي واصبحت احلام بذلك هي الملكة الفعلية المتوجة.