اذا كانت الجرأة شجاعه فهي بحاجة الى الحكمه , أما اذا كانت طموحاً عندها تستطيعهذه الجرأه القيام بكل شيء
نحن كأفراد علينا أن نتحلى بالشجاعه للتغلب على المحن والنكسات التي نواجهها في حياتنا , وكلما تغلبنا على مصاعب أكبر كلما أصبحنا أكثر شجاعه , وما نتمنى إحرازه لن يكون ممكناً بالفهم والحكمة وحدهما دون أن نمتلك الشجاعه
يجب أن نتعلم الشجاعه ونجعلها نابعة من أنفسنا , وليس من معيتنا مع الغير , فنحن أحوج ما نكون الى الشجاعه حين نواجه مواقفنا منفردين . الشجاعه الحقيقيه هي تلك القوة الكامنة بداخلنا والتي تشعرنا بالثقه بأنفسنا أينما وكيفما كنا أو نكون
الخوف في كثيرٍ من الأحيان يكون سبباً رئيسياً للفشل ، فعدم محاولة إعطاء النفس فرصة تجربة شيء ما ، أو عدم التغلّب على المخاوف بالخوض فيها ستمنع عنا فرصة التعرف الى قابلية ذواتنا , وفيما اذا كنا سننجح أم نفشل في أمر ما
من مظاهر التعبير عن الشجاعه , خوفنا من العار , وإعترافنا بأخطائنا , تواضعنا , توبتنا عن كثير من الأفعال التي لا تليق بنا . أختبار قدرتنا على التحمل وتحملنا للمسؤوليات يحتاج الى الشجاعه
النساك الذين يعتكفون في المعابد والرهبان والراهبات يظهرون شجاعة عظيمه وهم يهجرون حياتهم السابقه , ويتخلون عن كل شيء تقريباً , ويسافرون مسافات بعيده في سبيل نشر دعواتهم الى الإيمان دون أنانيه من أجل مصلحة الغير
من السهل في عالم اليوم أن نحصل على أية معلومه , ولكن من الصعب جداً أن نتعلم الشجاعه . بعض الناس يدّعون الشجاعه أمام الغير , لكنهم لحظة مواجهة مواقفهم يفقدون نزاهتهم الأخلاقيه وينسون مسؤولياتهم , ولهذا فلا يمكن الوصول الى الشجاعة الحقيقيه إلا بعد سنوات من تدريب النفس وتهذيبها
رواد الفضاء , وقبل أن يتم إرسالهم الى أية رحلة فضائيه , يتم تدريبهم على التأمل لأنه يعلمهم الشجاعه , حين يكون المرء شجاعاً في مواجهة الموت , هل هناك أمر آخر في الحياة يجعله يخسر شجاعته ؟
د. ميسون البياتي