د. ميسون البياتي
ولد بول ماريا فيرلين عام 1844 وتوفي عام 1896 وهو واحد من أعظم الشعراء الرمزيين ومن أعظم ( شعراء آخر القرن ) في فرنسا والعالم أكمل دراسته في باريس ثم تطوع في الخدمة المدنيه
بدأ بكتابة الشعر منذ مرحلة مبكرة من عمره وتأثر بالحركة البرناسيه أو ما تعرف بمذهب الفن للفن الذي ظهر على يد الكونت دي ليل . نشر فيرلين اول قصائده عام 1863 في مجلة التقدم وهي مجله أسسها الشاعر لويس كزافييه دي ريغارد الذي كان فيرلين يتردد على بيته لزيارة صالونه الأدبي الذي إلتقى فيه بالعديد من نجوم الثقافه والأدب البارزين
تزوج فيرلين عام 1870 وعند اعلان الجمهوريه الفرنسيه الثالثه انضم الى الحرس الوطني وأصبح مديراً للمكتب الصحفي في كوميونة باريس , وأثناء أسابيع القتال الداميه في باريس كان يختبيء مختفياً عن الأنظار من أجل سلامته
عاد فيرلين الى باريس عام 1871 وفي نفس العام تعرف على الشاعر الفرنسي رامبو فتخلى عن زوجته وإبنه الرضيع ليتفرغ لعلاقته المثليه مع رامبو . سافرا معاً الى لندن عام 1872 ثم الى بروكسل عام 1873 وفي أجواء من إدمان الكحول والمخدرات والغيره أطلق فيرلين رصاصتين على رامبو فأصابته احدى الرصاصتين في ذراعه فحكم على فيرلين بالسجن سنتين بتهمة محاولة القتل , وخلال هذه الفتره إعتنق الكاثوليكيه التي أثرت على إنتاجه الأدبي وجعلته يكيل النقد الصارخ لرامبو
قصائده التي جمعت في مجموعة ( أغاني بلا كلمات ) كتبها بين عامي 1872 _ 1873 كانت مليئه بالحنين الى حياته مع زوجته ومن ناحية اخرى تضج بمشاعر فراقه عن رامبو
بعد إطلاق سراحه من السجن غادر الى لندن وعمل فيها معلماً للغات الفرنسيه واليونانيه واللاتينيه ومن لندن إنتقل الى بوسطن وهي ميناء صغير في لينكولنشاير على الساحل الشرقي من إنجلترا وخلال هذه الفتره نشر مجموعته الشعريه : حكمه
حين عاد الى فرنسا عام 1877 وأثناء تدريسه اللغة الإنكليزيه في احدى مدارسها وقع فيرلين في غرام أحد تلاميذه مما ألهمه لكتابة المزيد من الشعر , وكانت ضربة قاصمه لظهر فيرلين حين توفي تلميذه المعشوق بمرض التيفوس عام 1883
في سنواته الأخيره أدمن فيرلين الكحول والمخدرات وكان فقيرا ويعيش في حي معدم , ولهذا كان بعض من عشاق الأدب يساعدونه مادياً , ورغم هذا فقد تم انتخابه أميراً للشعراء الفرنسيين عام 1894 وعدت قصائده واحدة من مصادر الإلهام للكثير من الشعراء , تأثرت صحته كثيراً بإدمانه فتوفي في باريس عام 1896 وهو بعمر 51 سنه