الشاعر الروسي يوري غلانسكوف

ولد الشاعر يوري تيموفيتش غلانسكوف في موسكو عام 1939 وتوفي في موردوفيا عام 1972 وكان شاعراً ومؤرخاً وناشطاً في حقوق الإنسان ومعارضاً لسياسة الإتحاد السوفييتي وبسبب معارضته للنظام زج به في السجون ومعسكرات الإعتقال ومستشفيات الأمراض العقليه

بدأ يوري غلانسكوف نشاطه المعارض منذ عام 1959 حين إنضم الى مجموعة قراء الشعر في ساحة مايكوفسكي وسط موسكو والذين كانوا يحتجون على السياسة السوفييتيه في الفتره التي أعقبت مقتل ستالين ووصول نكيتا خروشوف الى الحكم , كما نشروا العديد من الأعمال في الصحف التي تعرف باللغة الروسيه ب ( ساميزدات ) ومعناها الصحف التي تكتب باليد ويتم تدوالها بشكل محظور من شخص الى آخر وتعاقب السلطه ناشرها ومتداولها بأقصى العقوبات

عام 1960 قامت السلطات السوفييته بإعتقال ( ألكسندر غانزبورغ ) بسبب نشره لصحيفه من نوع ساميزدات , عندها أصبح يوري غلانسكوف قائد حركة المنشورات المعارضه في الإتحاد السوفييتي

عام 1961 أصدر صحيفة ( العنقاء ) مواصلاً نقده للحكومه وسياستها بواسطة الشعر ونشر كتابات بوريس باسترناك و ناتاليا غوربانيفسكايا وإيفان خارابوف , فكانت النتيجه أن ألقت السلطات القبض عليه وأودعته في مصحة للأمراض العقليه لعدة أشهر , وحالما أطلق سراحه إتفق مع صديقه ألكسندر غانزبورغ على إصدار صحفهما المعارضه من خارج الإتحاد السوفييتي

خلال عهد نكيتا خروشوف كان الكرملين محبطاً بسبب صعوبة السيطره على نشر صحف الساميزدات ولهذا قامت الحكومه عام 1965 بإعتقال إثنين من أكبر كتّاب هذه الصحف وهما : يوري دانييل و أندريه سنيافسكي ونشرت محاضر محاكمتهما في صحيفة البرافدا , ورغم ذلك لم ينثن عزم كتّاب صحف المعارضه بل على العكس ساهم الحدث في إندلاع مظاهرات كانت ممنوعه في الإتحاد السوفييتي منذ 30 عام وكان يوري غلانسكوف هو الرأس المدبر من أجل إشعالها , كما قام بالتعاون مع ألكسندر غانزبورغ بتوثيق محاكمة زميليهما وإصدار كتاب ( سري ) عنوانه ( الكتاب الأبيض ) من 400 صفحه يتحدث عن المحاكمه وتمكنا من تهريب الكتاب خارج الإتحاد السوفييتي

بعد إصدار الكتاب الأبيض أعاد يوري غلانسكوف نشر صحيفة ( العنقاء ) وأسماها ( العنقاء 66 ) نشر فيها بعضاً من كتابات ناتاليا غوربانيفسكايا ويوري ستيفانوف وفلاديمير باتشيف , وكانت الصحيفة جريئة في إصدارها الثاني , أكثر مما كانت عليه في الإصدار الأول لهذا قامت الكي جي بي بإعتقال يوري غلانسكوف عام 1967 مع ثلاثة من زملائه

عرفت محاكمة يوري غلانسكوف وزملاؤه في الإتحاد السوفييتي ب ( محاكمة الأربعه ) حيث وجهت التهمه الى يوري غلانسكوف بنشر صحيفة العنقاء وحكم عليه بالسجن 7 سنوات في معسكر أشغال شاقه في موردوفيا , ألكسندر دوبروفولسكي اتهم بالمساهمه في التحرير وحكم عليه بالأشغال الشاقه مدة عامين , فيرا لاشكوفا اتهمت بالمساعده في طباعة النص وحكمت بالسجن عاماً واحداً , أما ألكسندر غانزبورغ فإتهم بالمساعده في نشر الكتاب الأبيض وحكم عليه بالأشغال الشاقه مدة 5 سنوات

خلال سنوات سجن يوري غلانسكوف كان يطالب بحقوق المساجين وتعاون مع زميله في السجن ألكسندر غانزبورغ على كتابة رسائل تصف الحاله السيئه داخل السجن وتم تهريب هذه الرسائل خارج الإتحاد السوفييتي حيث تم نشرها

وفقاً لإفادات وصلت خارج الإتحاد السوفييتي فإن يوري غلانسكوف أصيب بقرحه نازفه وهو في السجن , لكن إدارة السجن لم تسمح بتلقيه العلاج اللازم ولم تسمح له بغذاء خاص بل كان يتناول السمك المملح والخبز الأسود كأي سجين آخر , وبعد نوبة نزيف حاده وافق على إجراء عملية جراحيه على يد سجين آخر لم يكن يمتلك المؤهلات المطلوبه فتوفي بعد هذه العمليه في السجن وكان في الثاثه والثلاثين من العمر