د. ميسون البياتي
ولد جيمس ماركر لانغستون هيوز عام 1902 وتوفي عام 1967 وكان شاعراً وناشطاً اجتماعيا وروائي ومسرحي وكاتب صحفي . ويعد واحداًمن اوائل الذين كتبوا ( شعر الجاز ) وهو الشعر الذي تشبه موسيقاه موسيقى الجاز ويعرف بانه واحد من قادة الحركه الشعريه المسماة ( عصر نهضة حي هارلم ) التي بدأت منتصف العشرينات من القرن الماضي
ينحدر هيوز من عائله افريقيه امريكيه وقد ولد في ولاية ميسوري وعاش في العديد من مدنها الصغيره , هجر والده العائله وفيما بعد تطلق من زوجته وسافر الى كوبا ثم المكسيك هربا من التفرقة العنصرية السائده في الولايات المتحده الأمريكيه
بعد الطلاق سافرت والدة هيوز للبحث عن عمل فبقي مع جدته لوالدته وهي التي ربته وبعد وفاتها ذهب للعيش مع بعض الأصدقاء وكتب عن ذلك فيما بعد في مذكراته انه كان حزيناً ووحيداً ولم يعد يؤمن بشيء غير الكتب والعالم العجيب في الكتب حيث البشر حين يتعذبون فهم يعبرون عن ذلك بلغة جميله وليس بمجرد همهمات لا معنى لها
عاد للعيش مع والدته وكانت قد تزوجت من جديد ودخل المدرسة الإعداديه حيث تم انتخابه ك ( شاعر للمدرسه ) بسبب نمطه الشعري في كتابة شعر الجاز
عمل هيوز في وظائف غريبه , فقد عمل بحاراً على متن احدى السفن وغادر الى اوربا وغرب افريقيا وبقي في رحلته 6 أشهر ثم اقام إقامة مؤقته في باريس بعدها انتقل الى لندن ثم عاد الى الولايات المتحده الأمريكيه عام 1924 ليعمل مساعداً للمؤرخ الأمريكي كارتر وودسون لكنه ترك العمل وفضّل عليه العمل كنادل في احدى الحانات حيث تعرف على الشاعر فيتشل ليندسي الذي أعلن هيوز شاعراً عبقرياً جديداً من الشعراء السود , فتم نشر أعمال هيوز في الصحف وقد قام بجمعها فيما بعد وأصدر منها مجموعته الشعرية الأولى
انتسب الى جامعة لينكولن وبعد حصوله على البكالوريوس عام 1929 عاد الى نيويورك ثم سافر الى الإتحاد السوفييتي وأجزاء من منطقة الكاريبي وخلال الثلاثينات من القرن الماضي كان يقيم في نيوجيرسي
يعتقد كثير من الباحثين بأن هيوز كان مثلياً جنسياً بسبب تضمن قصائده الكثير من مواضيع المثليه . كاتب سيرته الذاتيه ( ارنولد رامبرساد ) كتب بان هيوز كان يفضل في حياته وعمله النماذج الأفريقيه الأمريكيه من الرجال لكنه نفى عنه صفة المثلية الجنسيه , بينما باحثون آخرون يؤكدون عليه هذه الصفه من خلال عرضهم لعدد من قصائده غير المنشوره والتي تتغنى بالمثليه
في 22 مايس 1967 توفي لانغستون هيوز بعد مضاعفات ألمت به جراء عملية جراحيه لسرطان البروستات وكان في 65 من العمر ودفن رماده في ( مركز شومبرغ لثقافة السود في حي هارلم ) في بهو حمل عناون ( الأنهار ) تخليداً له في قصيدته ( الزنجي يتحدث عن الأنهار ) والتي قال فيها : لقد غدت روحي مثل أنهار عميقه