الفلم السينمائي الذي سأتحدث عنه اليوم يحمل عنوان ( السيده الحديديه ) أنتج عام 2011 ويمكن تنزيله ومتابعته من الرابط التالي :
اللقطه الأولى من الفلم تبدأ في العام 1998 أي بعد 8 سنوات من مغادرة السيده الحديديه لموقعها كرئيسة وزراء بريطانيا , وحيث أنها من مواليد عام 1925 فمعنى ذلك أنها كانت في الثالثة والسبعين من العمر , لكنها كانت تبدو أكبر من ذلك كثيراً , وبدت كمتسوله وهي تعبر الشارع لتشتري قنينة حليب لأفطار الصباح في نفس اليوم من عام 1998 الذي كانت فيه مانشيتات الصحف البريطانيه تحمل أخبار تفجير فندق ماريوت / إسلام آباد , وفي هذا المشهد كان يبدو عليها مرض ( الخرف ) بحيث لم يتعرف عليها أي شخص لاقته في طريقها منذ مغادرتها البيت وحتى عودتها إليه .
الفلم من إخراج فايليدا ليود , وقامت بتمثيل دور تاتشر كرئيسة وزراء الممثله ميريل ستريب , وفي مراحل عمرية أقل قامت بدور تاتشر الممثله ألكسندرا روج .
دينيس تاتشر زوج مارغريت قام بتمثيل دوره الممثل جيم برودبينت , أما نائب تاتشر في الحزب ( جيفري هاو ) فقد كان الممثل أنتوني هيد .
لأن مارغريت تاتشر تعاني من الخرف , فالفتره الحقيقيه الوحيده التي دارت فيها أحداث الفلم هي فترة عملها كرئيسة وزراء والمحصوره بين 4 مايس 1979 وحتى 28 اكتوبر 1990 أما تواريخ الطفوله أو أحداث الحاضر فقد كان يتم الربط بينها عن طريق عمليات التذكر ( الفلاش باك ) .
تخصصي الأكاديمي في ( نظريات بناء الشخصيه ) يجعلني أشخص أن مارغريت كانت لديها حاله أصيله من ( الإحساس بالدونيه ) تحولت فيما بعد الى ( جنون بارانويا ) حاد , وهذا النوع من الجنون يكون مركباً من خليط من أحاسيس العظمه والإضطهاد , فهي ولكي تبرر لنفسها لماذا تشعر بالدونيه ؟ يكون جوابها لنفسها على هذا السؤال بأنها عظيمه لكن الإضطهاد الذي عانته في حياتها هو الذي جعلها تبدو دونيه … وتصورها لنفسها مضطهده هو الذي كان يدفعها الى الكثير من سلوكياتها السوقيه التي لم تكن تتناسب مع مواقعها الإجتماعيه .. مما أدخلها في حلقة مفرغة ما بين طبيعتها المتسلطه ولسانها الطويل وانتقادها اللاذع للناس وبين إنتقادات الناس وسخريتهم … وهذا مما زاد في إحساسها بالدونيه ودفعها الى الخرف المبكر لكي تنفصل عن واقعها تماماً .
___________________ فاصل ثم نعود ____________________
حكومات الأرض قاطبة تكذب على شعوبها فتصور لهم الهزيمة نصراً والعدو حليفاً والعدوان العسكري على بلد آمن من أجل خيراته على أنه تحقيق للديمقراطيه . في الفترات الحرجه التي تتعرض فيها هذه الحكومات الى إفتضاح نواياها على المكشوف … يتم البحث عن شخص يدعى ( البطه العرجاء ) ليكون قائداً خلال الفترة الحرجه .. وكل ما يقع في لفترته من أخطاء يتحملها هو على عاتقه … بينما يبقى وجه سياسة البلد أبيض ونظيف . على سبيل المثال لا الحصر فإن الإدارة الأمريكيه كانت تعرف بأن الدولار الأمريكي على حافة هاويه لم ينحدر إليها من قبل أبداً … ولهذا كانت البطه العرجاء هي وصول الرجل الأسود الى البيت الأبيض .
بنفس هذه الطريقه كانت الإدارة البريطانيه مدركة تماماً لحتمية إنهيار الإقتصاد البريطاني خلال فترة الثمانينات … ولهذا تم إيصال البطه العرجاء مارغريت تاتشر الى سدة الحكم في بريطانيا , وتعالوا نحسبها بالأحداث واحداً بعد الآخر .
أثناء الحرب العالمية الثانيه وبمساعده أمريكيه سقطت باريس بيد الألمان , وكان على باريس لكي تنقذ نفسها أن تتنازل للجيش الأمريكي عن مواقعها في سوريا ولبنان منذ العام 1944 لتتحولا منذ ذلك التاريخ الى جمهوريتين أمريكيتين .
خلال 4 سنوات تاليه طرد الأمريكان البريطانيين من فلسطين وأسسوا دولة اسرائيل عام 1948 .
قلق بريطانيا وفرنسا على وجودهما في ليبيا جعلهما تتصرفان كالتالي : عام 1944 عاد الملك إدريس السنوسي من القاهره الى ليبيا لكن الحكومتين العسكريتين البريطانيه والفرنسيه واللتين تحكمان ليبيا رفضتا منحه الإقامة على أرض بلده لذلك بقي لاجئاً في القاهره حتى العام 1951 في هذا العام وتحاشيا ً للطرد الأمريكي من ليبيا , قامت بريطانيا وفرنسا بكتابة دستور ليبي .. وسمحتا للملك إدريس السنوسي بالعودة الى بلده .. تلك العودة المرفوضة منذ سبع سنوات , حيث تم تنصيبه ملكاً على ليبيا من جديد , ومنحتا ليبيا إستقلالاً شكلياً مربوطاً بمختلف أشكال المعاهدات السرية والمعلنه لإستغلال كل ثروات ليبيا وأهمها النفط .
لم يكترث الأمريكان لهذا التصرف لأنهم قاموا في العام 1952 بقلب نظام الحكم الملكي في مصر وطردوا البريطانيين والفرنسيين منها .. ثم وتحت شعارات الوحده والعروبه دفعوا عبد الناصر الى ذبح الجيش المصري خدمة للأمريكان لكي تطرد بهم البريطانيين من حامية عدن التي تضم زيادة على موقعها الجغرافي محطات لتصفية النفط لا تقدر قيمتها بثمن بالنسبه للإقتصاد البريطاني .
أثناء إشتعال الحرب في اليمن حول حامية عدن , أشعل الأمريكان حرباً اخرى مجاوره لها هي حرب ظفار لأجل طرد البريطانيين من سلطنة عمان , وطالما كان السلطان سعيد بن تيمور والبريطانيين معه مشغولون بهذه الحرب … عمل الأمريكان على مد شيوخ الساحل المهادن بالدعم فبدأت مشيخات النفط دبي وأبو ظبي والعين والشارقه ورأس الخيمه والفجيره وأم القيوين تعلن إستقلالها عن سلطة البريطانيين والسلطان سعيد , مستقويه بالأمريكان .
بمجرد حصول الأمريكان على وعد بريطاني بالإنسحاب من حامية عدن … أدخلوا عبد الناصر الى حرب الأيام السته وإستغلوا مناسبة الهزيمه والنكسه في حرب حزيران 1967 ذريعه لإيصال حكم البعث الى بغداد عام 1968 استعداداً للإنقضاض على المصالح النفطيه الأجنبيه التي بقيت متروكه منذ الإنقلاب الأمريكي الأول في العراق عام 1958 .
1969 قام القذافي وهو واحد من منظومة ( الضباط الأحرار الأمريكيه ) بتسقيط حكم الملك محمد إدريس السنوسي حليف بريطانيا وفرنسا لتصفو خيرات ليبيا للأمريكان وحدهم .
إنسحبت بريطانيا من حامية عدن والجنوب العربي عام 1971 عندها جمعت أمريكا مشيخات الساحل المهادن الغنيات بالنفط تحت قيادة شيخ زايد وأسست بهن ما يدعى اليوم بدولة الإمارات العربيه المتحده التي يصفو فيها صالح النفط للأمريكان وحدهم .
مهندس انتصاراتها وباني نهضتها المنصور بالله حفظه الله صدام حسين أنجز للأمريكان تأميم نفط العراق في خمس مراحل بدأن منذ عام 1972 وانتهين عام 1975 وكان تأميم المصالح النفطيه البريطانيه في العراق ضربه قاصمه لظهر الإقتصاد البريطاني .
منذ العام 1941 تقاسمت الولايات المتحده المصالح في ايران مع بريطانيا عند تولية الشاه محمد رضا بهلوي العرش خلفاً لوالده الذي تم اجباره على الإستقاله . لكن الولايات المتحده الأمريكيه بدأت منذ العام 1964 بالتحرش بالوجود البريطاني في ايران .
ما يسمى ب ( نهوض خرداد ) وهو قيام الخميني وهو واجهه أمريكيه صرفه , بالتحريض ضد الشاه , تم نفيه خارج ايران يوم 17 نوفمبر 1964 فتوجه الى تركيا وبقي فيها 11 شهراً الى أن تم طرده من تركيا في 5 نوفمبر 1965 فجاء الى العراق .
يوم 10 سبتمبر 1978 وفي إجتماع لوزراء الخارجية في نيويورك تسلمت حكومة العراق البعثيه الأمر الأمريكي بطرد الخميني من العراق ولهذا تم تسفيره يوم 12 نوفمبر 1978 فحاول الذهاب الى المحميه البريطانيه الكويت لكنها منعته من دخول أراضيها , بعد يومين ذهب الى باريس يوم 14 نوفمبر .
في بداية شهر كانون الثاني 1979 قام نائب القائد العام لحلف الناتو الجنرال روبرت هويسر بالتواجد في طهران في مهمة بمنتهى السرية , فقد أشرف الجنرال على إعدام جميع القادة الكبار في الجيش الإيراني الموالين للشاه والذين من الممكن أن يديروا البلد في حالة غيابه , ثم أشرف هويسر على تسفير الشاه وعائلته الى خارج ايران يوم 16 / 1 / 1979 .
القائد العام للقوة الجوية الإيرانية الجنرال ربيع قال أثناء محاكمته التي سبقت إعدامه : (( الجنرال هويسر رمى الشاه خارج ايران مثلما يرمى فأر ميت )).
يوم 1 شباط 1979 حملت الطائره آية الله روح الله الخميني من باريس وأعادته الى طهران لتأسيس حكومة ملالي كان أول ما قامت به هو طرد النفوذ البريطاني من ايران وإحلال الأمريكي محله .. وتأميم جميع المصالح البريطانيه في ايران بما في ذلك جميع شركات النفط البريطانيه العامله في ايران .
بريطانيا الآن أصبحت خاسره لجميع مصالحها النفطيه وغير النفطيه بدءاً من شمال افريقيا وصولاً حتى الباكستان , وهذا معناه أن الفترة المقبله ستكون بالنسبة لها مرحلة إقتصاديه صعبة جداً , ومن أجله تم البحث عن ( بطه عرجه ) تحمل على ظهرها عبء وعيب هذه المرحله .. فكانت المصون مارغريت تاتشر .
______________________ انتهى الفاصل وعدنا ________________________
يظهر لنا الفلم مارغريت تاتشر وهي بنت 14 سنه أثناء الحرب العالمية الثانيه , وهي تغسل تل من الأكواب ثم تكنس الرصيف المحاذي لدكان والدها في ( غرانثام ) الذي كان نصفه محل بقاليه ونصفه الآخر مقهى , وهي متأففه متذمره من عملها , وتتبادل نظرات العداوة والإحتقار مع البنات اللواتي يمرن من أمام الدكان , أما سبب العداوه والإحتقار فهو غيرتها من ملابسهن الجميله وأحذيتهن ذات الكعوب العاليه ومجوهراتهن . ومن المؤكد أنها كانت تستعمل لسانها السليط للإنتقاص منهن … لذلك كن يبادلنها نظرات إحتقار تشعرها بالدونيه .
أخيراً وصلت رساله من جامعة أوكسفورد الى دكان الوالد تعلم بقبول الطالبه ( مارغريت روبرتس ) للدراسه فيها . يسلمها والدها الرسالة وهو يبكي من الفرح .
حال دخولها الى الجامعه تعرفت على زميلها ( دنيس تاتشر ) الذي أحبها بصدق رغم طبيعتها المتسلطه ولسانها الذرب , وفي اليوم الذي عرفها فيه على عائلته البارونيه , وبينما كان الرجال يتكلمون في مواضيع السياسه دخلت هي في النقاش وأخذت الكل ( حاصل فاصل ) على اعتبار أنهم جهلاء ويتكلمون في السياسه نظرياً بينما هم لم ينزلوا الى مستوى الشعب ليعرفوا الحقيقه كما تعرفها إبنة بقال , عندها نظر اليها الرجال بسخريه بينما سحبتها النساء الى غرفة ثانيه وأعطينها محاضره في لباقة سيدات المجتمع الراقي .
عند التخرج من الكليه عرض عليها دنيس تاتشر الزواج منه لكنها لم توافق إلا بعد أن أخذت منه وعداً أن لا تقوم بأي عمل بيتي ولا تغسل كوباً واحداً طيلة حياتهما معاً , ولأنه يحبها فقد وافقها على ذلك .
أصبح إسمها بعد الزواج ( مارغريت تاتشر ) وزاولت العمل السياسي , دخلت الى ( بيت العموم ) كعضو بإعتبارها سيده تمثل حزب المحافظين , وتسلمت حقيبة التعليم العالي في مرحلة من مراحل عملها .
أنجبت توأم ( ولد وبنت ) قلما كانت تهتم بهما لأنها طيلة الوقت مشغولة بالتفوق على الرجال الذين تتخذهم وسيلة للتغلب على إحساسها الأصيل بالدونيه .
بريطانيا وهي مقبله على فترة حرجه في وضعها الإقتصادي والإجتماعي قررت أن تبحث عن بطه عرجه تحمل مهانة المرحله المقبله .. ولها نجد أن إثنين من أعضاء حزب المحافظين وهما ( جيفري هاو ) و ( ايري نيڤ ) قاما بإذكاء رعونة العظمه في نفس رفيقتها مارغريت حين بينا لها أنها هي المؤهله لقيادة الحزب ولكن بعد تنفيذ 5 شروط : أن تخفض إرتفاع صوتها عند الكلام لأن الناس لا تحب سماع إمرأة تصرخ , وأن تقلل من سلاطة لسانها وتتحدث بليونة ومرونة أكبر , وأن تلبس ملابس أنيقه لأن ذوقها متواضع جداً , وأن تغير تسريحة شعرها القاتله , وأن تتخلى عن ارتداء المجوهرات بكمية كبيره كما تفعل ربات البيوت .
قبلت هي جميع هذه الشروط عدا الشرط الأخير .. فقد أصرت على أن لا تتخلى عن عقد الؤلؤ الذي في رقبتها ومهما كانت التضحيات . على الفور تم إستئجار المدربين في الصوت والإلقاء وفن الكلام , والحلاقين , والخياطين , وبدأت مرحلة التمرين التي استغرقت أكثر من سنه , بنهايتها رشحت مارغريت نفسها لرئاسة حزب المحافظين .. وفازت برئاسة الحزب لا تدري هل عن جداره أم عن طريق االتزوير .
لقطه مؤثره جداً حين وصلتها رسالة تسلمها رئاسة الحزب , فركبت سيارتها وغادرت المنزل .. تاركة طفليها يركضان خلف السياره مسافة حوالي كيلومتر وهما يصرخان : ماما … ماما , دون أن تكلف نفسها حتى النظر إليهما من خلال مرآة سيارتها … بل على العكس .. فتحت ( چكمجة ) السياره وأخفت فيها أي أثر قد يكون الطفلان قد تركاه في السيارة من قبل . مارغريت في هذه اللحظه صارت تشعر بالعار من كونها أم … لأنها أصبحت رئيسة حزب … فهل يوجد مرض نفسي أكبر من هذا ؟؟
قلنا أن الأمريكان أعادوا الخميني الى طهران يوم 1/ شباط / 1979 وأسسوا فيها حكومة ملالي وقاموا بواسطة هذه الحكومه بركل بريطانيا ومصالحها النفطيه خارج ايران .
آذار 1979 أجريت انتخابات عامه في بريطانيا تم تصعيد مارغريت تاتشر فيها الى رئاسة وزراء بريطانيا , وتسلمت مهام عملها الجديد في شهر مايس 1979 .
واجهت مارغريت تاتشر إضرابات وإضطرابات بريكستون عام 1981 .. هاجت الناس بسبب تخفيض الأجور وتقليل فرص العمل , وكانت مرحلة حرجه جداً … وقتها أنا كنت في بريطانيا .. من شدة حنق الناس على رئيسة وزرائهم نزلت الى جميع الأسواق حمالات ورق تواليت بلاستيكيه على شكل رأس مارغريت تاتشر وهي تصرخ منفعله بأعلى صوتها فاتحة فمها الى أقصاه وقد ثبت مشبك حماله لفة الورق داخل فمها .. والله مسكينة أنت أيتها البطه العرجه .
عام 1982 تحرشت الولايات المتحده الأمريكيه بالمصالح البريطانيه في قارة أمريكا الجنوبيه فأمدت حكومة الأرجنتين بالدعم فقامت حكومة الأرجنتين بطرد بريطانيا من جزر فوكلاند وأنزلت قواتها في الجزيره .
أظهر لنا الفلم مارغريت تاتشر تترأس إجتماعاً عسكريا ً سياسياً ينطبق عليها تمام الإنطباق قولنا العراقي ( حسنه أم اللبن صارت سياسيه ) هذيان بكلام بمنتهى الغباء اليساسي العجيب .. ولا أظن كاتب سيناريو الفلم يجرؤ على وضع هذا الكلام الغبي على لسانها لو لم تكن هي قد قالته فعلاً , فهذه البطه العرجه ذكرت للسياسيين والعسكريين الذين ترأستهم والذين كانوا يتبادلون نظرات السخريه والقلق فيما بينهم وهم يستمعون الى رئيسة وزرائهم تقول : (( على بريطانيا أن تحارب من أجل إستعادة هذه الجزر .. ولا يجوز التعلل ببعد جزر الفوكلاند عن بريطانيا … كما فعلت الولايات المتحده الأمريكيه حين حاربت من أجل إستعادة نفوذها في جزر هاوي حين غزتها اليابان .. ولم يتعلل الأمريكيون وقتها ببعد جزر الهاواي عنهم )) .
عباره بمنتهى الغباء السياسي ولا شك ولا يمكن أن تصدر إلا عن ( حسنه أم اللبن حين أصبحت سياسيه ) . لأن الحقيقه الغائبه عن ( حسنتنا ) هي أن الرحاله جيمس كوك قام في رحلته الثالثه بإكتشاف جزر هاواي وسماها ( جزر السندويج ) وسجلها مستعمرة بريطانيه مكونه من آلاف الجزر الصغيره التي لا ترى على الخارطه وتنتشر في المحيط الهادي المليء بالأهوال .
قامت الحكومه البريطانيه بتشكيل حكومه محليه عميله الى بريطانيا الى جانب ( حاكم عام بريطاني ) . حين أرادت الولايات المتحدة الأمريكيه وضع يدها على هذه الجزر .. قام مواطنون أمريكان قاطنون في عاصمة مملكة هاواي ( هنولولو ) بإنقلاب على ( الملكه للي ) التي كانت تحكم البلاد ووضعوا بدلاً عنها حكومة جمهوريه إنتقاليه وأقروا ضم هذه الجزر إليهم عام 1896 تاركين بريطانيا تضرب أنفها بعرض الحائط ستين عاماً , الى أن تم إعلان هاواي ولاية أمريكيه عام 1959 .
أما الغزو الياباني لهاواي فقد وقع في نفس الفتره التي كانت بريطانيا والولايات المتحده تتنازعان فيها على ملكية الجزر ولو كانت ( السيده الحديديه ) تملك أي خبره سياسيه أو معرفه حقيقيه بتاريخ مصالح بلدها فكان من المفروض عليها أن تقول : حين قلب علينا الأمريكان الوضع في جزر هاواي تعللنا ببعد تلك الجزر عنا وهكذا أضعناها ولا يجوز أن نكرر نفس ذلك الخطأ اليوم في جزر فوكلاند
المهم .. قررت الدخول الى الحرب لإستعادة الجزر , وكان ذلك كارثة مضافه على وضع الإقتصاد البريطاني تم تصويرها على أنها نصر مؤزر , ومارغريت تاتشر التي تخجل من كونها أم .. كتبت رسالة تعزيه الى جميع الأمهات اللواتي فقدن أولادهن في الحرب قالت فيها إنها أم وتشعر بمصيبتهن كأم . متناسيه أن إبنها مارك وإحتجاجاً على موقفها الشاذ منه كأم كان قد غادر بريطانيا منذ يفاعته وعاش في جنوب افريقيا .. وحتى نهاية الفلم كان يتجاهل حتى الرد على مكالماتها الهاتفيه .
في الأعوام 1984 – 1985 عمت في بريطانيا إضرابات عمال المناجم .. كانوا يلاحقون سيارتها في الشوارع برسائل الإحتجاج وهتافات الشتائم .
الأمريكان ومنذ العام 1845 قرروا نقل الحرب الى عقر دار الحكومه البريطانيه بتصدير مرض زراعي الى نبات البطاطا الذي تعتمد عليه ايرلندا في تسيير أمور اقتصادها فعمت المجاعه كل أوربا .. ومنذ ذلك التاريخ تدعم الولايات المتحده الأمريكيه الآيرلنديين ضد الحكومه البريطانيه … وكرد على موقف مارغريت تاتشر من جزر فوكلاند … قام الجيش الجمهوري الآيرلندي السري بتفجير فندق غراند هوتيل في لندن بينما كانت السيده الحديديه وزوجها يقيمان فيه أثناء فترة إنعقاد مؤتمر لحزب المحافظين عام 1984 فكاد الإثنان أن يلاقيا حتفهما في ذلك التفجير .
حدة طباعها وسلاطة لسانها وتصرفاتها ذات الغباء السياسي جلبت عليها إنتقادات واسعه من داخل حزبها وجعلت أعضاء الحزب المقربين منها يستقيلون الواحد تلو الآخر .
لقب السيده الحديديه الذي تحمله هو لقب ساخر أطلقه عليها صحفي سوفييتي إثناء زيارة المريض نفسياً بالدونيه مثلها تماماً الرفيق غورباتشوف وزوجته رايسا الى لندن ( أرجو العوده الى موضوعي المنشور على الموقع تحت عنوان الرفيق غورباتشوف ) وقد بقيت الصحف البريطانيه تتدوال هذا اللقب بسخرية دفينه حتى بات لصيقاً بإسم مارغريت تاتشر .
أخيراً ( وهذا لم يتطرق له الفلم ) ساوت بريطانيا أمور مصالحها مع الولايات المتحدة الأمريكيه أثناء الحرب على العراق لأخراج صدام من الكويت . وعند هذه النقطه لم يعد هناك حاجه بريطانيه الى دور البطه العرجه .. فتم إجبار السيده الحديديه على الإستقاله من رئاسة الوزراء , وتغلب عليها نائبها جيفري هاو في رئاسة الحزب .
عند هذه النقطه وجدت نفسها سيده مضطره للعوده الى البيت الذي لم يعد لها سواه .. لتجد ابنها مارك قد غادر منذ وقت طويل الى جنوب افريقيا ويرفض حتى الرد على مكالماتها الهاتفيه . وإبنتها مجنونه بالتسوق للتعويض عن شيء فقدته يدعى ( أم ) .
وحده زوجها دينيس بقي يحبها رغم كل الذل والمهانه التي عاشها معها , ولذلك أراد مساعدتها على العوده الى حياتها الطبيعيه .. لكنها كانت ترفض الإستماع إليه وتتهمه بالسخف , وتتعارك معه ومع طبيبها الخاص حين يحدثونها عن مرض الخرف الذي أصابها .
جلبوا لها كتاب مذكراتها كي توقع نسخه .. فكانت توقع على كل نسخه ( مارغريت تاتشر ) غير أنها وقعّت على واحده من النسخ بإسم ( مارغريت روبرتس ) إسمها قبل الزواج .. ولإحساسها بدونية الإسم … مزقت الكتاب الى قطع صغيره .
في آخر ليلة جمعتها بزوجها كانت هي تفكر في السياسه أما هو فكان يفكر في نفسه . قال لها ويقصد الكلام عن نفسه : التصرفات الخاطئه تؤدي الى الإحتجاج .
ردت عليه وعقلها مشغول بالسياسه : الناس تحتج .. ولكن بعد مضي أجيال يدركون عظمة من إحتجوا عليه فيضعونه مع الأبطال .
رد عليها : ربما بعد أن يكون كل شيء قد ذهب الى المزبله .
إحتدت بطريقه مثيره للدهشه فقامت على الفور من السرير .. وضربت دولاب أحذية زوجها فأطاحت بتل من أزواج الأحذيه على الأرض . ثم فتحت خزانات الملابس وألقت جميع ملابس زوجها على الأرض .
الزوج بقي ساكتاً فاغراً فمه لرؤية ما التالي .. فكان التالي أن ذهبت السيده الحديديه الى المطبخ وجلبت رزمه كبيره من أكياس الزباله السوداء .. وجمعت كل حاجات زوجها فيها .
عندها شاهدته قد لبس بدلته لمغادرة البيت .. حملت المعطف وألبسته إياه … قبّلها وغادر … نظرت إليه وهو يمشي في الممر فصاحت فيه : أرجع إلبس حذاء .. أنت حافي
رد عليها : لا داعي لذلك
صحت هي ثاني يوم صباحاً .. لبست ملابس أنيقه وتزينت بكل مجوهراتها … وأفطرت .. ثم قامت لأول مره منذ دخلت بيت الزوجيه هذا .. وتوجهت الى المغسله … وغسلت الكوب الذي تناولت به الشاي .ميسون البياتي – مفكر حر؟