الكرماء أناس غير طمّاعين , أما أولئك الذين يضحون بحياتهم من أجل مبادئهم فهم ليسوا أوغاد , أما المبتعدين عن ملاذ الدنيا فهم لا يتصارعون من أجل إسم فارغ , ومن يكدحون من أجل خير عوائلهم فهم ليسوا بلا قيمه
لا يوجد ما هو سيء عند بحثنا عن سمعة بين الناس أو ثروه , فالسمعه الطيبه تجلب الخير . أما الثروه فيجب أن نحصل عليها بشكل قانوني ومساعي حميده , لأنه سيكون من الكارثي علينا أن نحصل على العار ونحن ماضون نبحث عن السمعه الطيبه بين الناس , فنقوم بأعمال مشينه عند بحثنا عن الثروه
من المقلق حقاً أن أجيالنا الماضيه فقط هي من كانت تبحث عن السمعة الطيبه , أما أجيالنا اللاحقه فلم تعد تهمها السمعة في شيء . الشخص ذو السمعة الطيبه يجب أن يكون مخلصاً , مطيعاً للقانون , متعاطفاً مع هموم الناس , كريماً , وذو نزاهة أخلاقيه
اذا تمكن المرء من خدمة مجتمعه وساهم في خدمة الإنسانيه , فهناك الكثير من طِيْب السمعه مما سيلحق بإسمه , ولكن مع الأسف كثيرون يتسابقون للإستحواذ على الألقاب والثروات دون إستحقاق أو جداره وهم غافلون عن سوء السمعه الذي سيلحقونه بأنفسهم , لكنهم مع هذا يتسابقون دون حكمة أو تعقل
ليس هناك شيء خطأ اذا تاجرنا بأموالنا الشخصيه وربحنا منها , ولكن اذا حصلنا على الثروة بأي أسلوب غير سليم أو لائق فإننا نضحي من أجل ذلك بكرامتنا الإنسانيه ونزاهتنا الأخلاقيه عندها ستكون خسارتنا في قيمة أنفسنا أكبر كثيراً من أية ثروة نستولي عليها
من كان يعرف حقاً كيف يعيش , فهو يعلم أن عليه أن يكون حراً كريم العيش , مثل غيمة محلقة في السماء تنثر المطر على الدنيا أينما حلت . علينا أن لا نسمح لوظائفنا أو ثرواتنا أن تكبلنا , لهذا علينا عدم تخطي حدودنا حتى لا نُحْرم
يجب أن ندرك أن لا أحد خالي من الهموم , فالباحث عن اللقب والثروه غير سعيد بسبب شعوره بالحرمان , ونفس الشيء بالنسبة لمن يحصل عليهما لأنه سيواجه أعظم قلق في حياته من أجل المحافظة عليهما , لهذا علينا أن ندرك بإمعان أن السمعة والنزاهه الأخلاقيه هي أثمن ما نملكه في هذه الحياة سواء كنا نملك أو لا نملك
يجب تقاسم السمعة الطيبه والثروه مع عوائلنا وأصدقائنا وأن ننفع بهما المجتمع والوطن وأن نستخدمهما في خدمة الإنسانيه أينما كانت ومهما كانت , علينا أن لا نجعل منهما شيئاً عابراً خاطفاً في حياتنا سرعان ما نفقده مع خسارة السمعه والنزاهه , بل علينا جعلهما مذكوُرَين بإمتنان عبر الزمان
د. ميسون البياتي