پيير لوران
صحيفة اللومانيتيه الفرنسية: ترجمة عادل حبه
( الانتخابات الرئاسية الفرنسية على الأبواب، حيث ستجري في مطلع العام القادم. وتشتد هذه الأيام حمى التنافس الانتخابي بين المرشحين. وبهذه المناسبة بادرت صحيفة اللومانيتيه الناطقة بأسم الحزب الشيوعي الفرنسي بإجراء مقابلة مع الأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي بيير لوران كي يلقي الضوء على تلك الانتخابات).
اللومانيتيه: يسعى مانوئيل والس رئيس الوزراء الفرنسي السابق ومرشح الحزب الاشتراكي في الدوره الأولى من انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، بعد مراجعة التجربة السابقة، إلى تعبئة قوى الحزب الاشتراكي لمواجهة الجناح اليميني واليميني المتطرف، فهل سيؤدي ذلك إلى أعادة الوحدة من جديد لقوى الحزب الاشتراكي؟
بيير لوران: يظن مانوئيل والس أن المواطنين الفرنسيين هم حفنة من الحمقى. فخطابه الأخير في ضاحية أيوري باريس يتضمن ،بكل كلمة قالها، الحديث عن السياسة التي اتبعها طوال سنوات توليه لرئاسة الوزراء. وفي الواقع إنه لم يتغير على الإطلاق. إنه يسعى أن يحمل المشعل بعد فرانسوا اولاند ويحل محله ، ولكن الشعب لا يمكن أن ينسى سياسة نظيره فرانسوا اولاند ولا سياسة رئيس وزرائه، هذه السياسة التي قادت البلاد إلى الأزمة الاقتصادية والسياسية وشكل ذلك مانعاً أمام ترشيح كليهما في انتخابات رئاسة الجمهورية. إن استعفاء والس من منصب رئاسة الوزراء أدى إلى الفوضى والتشرذم الحاد في صفوف الحزب الاشتراكي. فكل من والس ورئيس الوزراء الحالي هما من اقترحا سن قانون العمل الجديد في فرانسا والذي استقبل بردود فعل غاضبة من قبل نقابات العمال والعاملين. إن الطريق الوحيد لمواجهة اليمين واليمين المتطرف هو تعبئة الفرنسيين صوب هدف التقدم الاجتماعي والتحول الواقعي في أوربا. هذا البرنامج الذي يطرجه الشيوعيون على الشعب الفرنسي لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية.
اللومانيتيه: ما هو الدافع وراء قرار الحزب الشيوعي بدعم مرشح مستقل جبهة اليسار ژان لوك ميلانشون في الانتخابات القادمة؟
بيير لوران: مستقل بمعنى أن الحزب الشيوعي سيسعى جاهداً من أجل تحسين ونجاح التنافس الانتخابي، وسيسعى إلى تعبئة كل القوى السياسية على نطاق واسع من النجاح في الانتخابات. وسيقوم ممثلو الحزب في المجلس إلى بذل كل جهودهم على هذا الطريق. إن ما نطرحه أمام الشعب الفرنسي، على خلاف ما يردده المسؤولون في الدولة في الاعلام التابع لهم، هي سياسة تقدمية قائمة على التقدم الاجتماعي في فرنسا. إن هذا الطرح ليس عملياً فحسب، بل هو الطريق الوحيد للتعويض عن التخلف السابق وإعادة البناء والطريق إلى التنمية والتحسن الاجتماعي. ولذا نحن ندعو إلى تعبئة المواطنين الفرنسيين. ويقوم الآن اثنان من النواب الشيوعيين بجولة في انحاء البلاد حاملين معهم الوثائق والمستندات والكتب المنشورة كي يوضحا للمواطنين الفرنسيين حجم النهب الذي تمارسه الشركات المتعددة الجنسيات في البلاد والتهرب من الضرائب البالغة 80 مليار يورو في السنة. ويعادل هذا المبلغ حجم العجز السنوي في ميزانية الدولة. كما إن هذا المبلغ يكفي لرفع الحد الأدنى من الأجور إلى مستوى 1700 يورو في الشهر. إن تعبئة الشعب والكشف عن الحقائق هو الطريق الوحيد لزيادة عدد الآراء لصالح ژان لوك ميلانشون في انتخابات رئاسة الجمهورية وفي المجلس.
اللومانيتيه: هل من الممكن العمل المشترك مع ژان لوك ميلانشون؟ وهل كان لديكم لقاء معه في الآونة الأخيرة؟
بيير لوران: هناك عمل مشترك بين الحزب الشيوعي وجبهة اليسار وكل القوة التقدمية، ومن الطبيعي أن يكون هذا العمل المشترك في محور التنافس الانتخابي. إننا ونسعى إلى تعبئة كل قوى الحزب وجبهة اليسار في فرنسا من أجل أن يحرز ژان لوك ميلانشون النصر في الانتخابات. لقد تحدثت مع ژان لوك ميلانشون يوم الثلاثاء ومن المقرر أن نلتقي في الاسبوع القادم للحديث حول الانتخابات. لقد نشر ژان لوك ميلانشون برنامجه الانتخابي، كما أعلنا نحن برنامجنا للشعب. وهذا الجهد ينبغي أن يتحول إلى مادة للنقاش العام على مستوى المجتمع من أجل العثور على حل يمكن البلاد بالخروج من أزمتها.
اللومانيتيه: في مواجهتكم لفرانسوا فون ومارين لوبان، مرشحي رئاسة الجمهورية من الحزب الجمهوري والحزب اليمني المتطرف، ما هي رسالتكم إلى الشعب الفرنسي؟
بيير لوران: شعبنا واع ويفهم برنامج وسياسة فون، ويعلم ويعرف أنه يريد أن يدمر نظام التأمين الاجتماعي وينعش التأمين الخاص. فرانسوا فون يريد أن يبني مجتمعاً لا رحمة فيه، مجتمعاً استبدادياً يفرض قوانينه على الشعب. ولكن فون لا يشكل الخطر السياسي الوحيد للبلاد. فهناك مارين لوبن مرشحة المحافظين التي تقف بوجه الليبرالية المتطرفة لفرنسوا فون. مارين لوبن ما هي إلاّ غشاشة لا تنكر ترحيبها بانتصار ترامب في الانتخابات الأمريكية. وفي الواقع لا فرق بين برنامج لوبن وترامب. فهما يخدعان الشعب بالحديث عن المهاجرين، وهو كلام خدّاع. فالمهاجرون ليسوا هم السبب الواقعي للأزمة الاجتماعية- السياسية، وهم لا يتحدثون عن المقدرة المالية للحكم. إن برنامجنا هو البرنامج الوحديد الذي يتحدث عن أمكانية التحكم بزمام الرأسمالية والمستغلين.
Related
About عادل حبه
عادل محمد حسن عبد الهادي حبه
ولد في بغداد في محلة صبابيغ الآل في جانب الرصافة في 12 أيلول عام 1938 ميلادي.
في عام 1944 تلقى دراسته الإبتدائية، الصف الأول والثاني، في المدرسة الهاشمية التابعة للمدرسة الجعفرية، والواقعة قرب جامع المصلوب في محلة الصدرية في وسط بغداد.
إنتقل الى المدرسة الجعفرية الإبتدائية - الصف الثالث، الواقعة في محلة صبابيغ الآل، وأكمل دراسته في هذه المدرسة حتى حصوله على بكالوريا الصف السادس الإبتدائي
إنتقل إلى الدراسة المتوسطة، وأكملها في مدرسة الرصافة المتوسطة في محلة السنك في بغداد
نشط ضمن فتيان محلته في منظمة أنصار السلام العراقية السرية، كما ساهم بنشاط في أتحاد الطلبة العراقي العام الذي كان ينشط بصورة سرية في ذلك العهد. أكمل الدراسة المتوسطة وإنتقل إلى الدراسة الثانوية في مدرسة الأعدادية المركزية، التي سرعان ما غادرها ليكمل دراسته الثانوية في الثانوية الشرقية في الكرادة الشرقية جنوب بغداد.
في نهاية عام 1955 ترشح إلى عضوية الحزب الشيوعي العراقي وهو لم يبلغ بعد الثامنة عشر من عمره، وهو العمر الذي يحدده النظام الداخلي للحزب كشرط للعضوية فيه
إعتقل في موقف السراي في بغداد أثناء مشاركته في الإضراب العام والمظاهرة التي نظمها الحزب الشيوعي العراقي للتضامن مع الشعب الجزائري وقادة جبهة التحرير الجزائرية، الذين أعتقلوا في الأجواء التونسية من قبل السلطات الفرنسية الإستعمارية في صيف عام 1956.
دخل كلية الآداب والعلوم الكائنة في الأعظمية آنذاك، وشرع في تلقي دراسته في فرع الجيولوجيا في دورته الثالثة . أصبح مسؤولاً عن التنظيم السري لإتحاد الطلبة العراقي العام في كلية الآداب والعلوم ، إضافة إلى مسؤوليته عن منظمة الحزب الشيوعي العراقي الطلابية في الكلية ذاتها في أواخر عام 1956. كما تدرج في مهمته الحزبية ليصبح لاحقاً مسؤولاً عن تنظيمات الحزب الشيوعي في كليات بغداد آنذاك.
شارك بنشاط في المظاهرات العاصفة التي إندلعت في سائر أنحاء العراق للتضامن مع الشعب المصري ضد العدوان الثلاثي الإسرائيلي- الفرنسي البريطاني بعد تأميم قناة السويس في عام 1956.
بعد انتصار ثورة تموز عام 1958، ساهم بنشاط في إتحاد الطلبة العراقي العام الذي تحول إلى العمل العلني، وإنتخب رئيساً للإتحاد في كلية العلوم- جامعة بغداد، وعضواً في أول مؤتمر لإتحاد الطلبة العراقي العام في العهد الجمهوري، والذي تحول أسمه إلى إتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية. وفي نفس الوقت أصبح مسؤول التنظيم الطلابي للحزب الشيوعي العراقي في بغداد والذي شمل التنظيمات الطلابية في ثانويات بغداد وتنظيمات جامعة بغداد، التي أعلن عن تأسيسها بعد إنتصار الثورة مباشرة.
أنهى دراسته الجامعية وحصل على شهادة البكالاريوس في الجيولوجيا في العام الدراسي 1959-1960. وعمل بعد التخرج مباشرة في دائرة التنقيب الجيولوجي التي كانت تابعة لوزارة الإقتصاد .
حصل على بعثة دراسية لإكمال الدكتوراه في الجيولوجيا على نفقة وزارة التربية والتعليم العراقية في خريف عام 1960. تخلى عن البعثة نظراً لقرار الحزب بإيفاده إلى موسكو-الإتحاد السوفييتي للدراسة الإقتصادية والسياسية في أكاديمية العلوم الإجتماعية-المدرسة الحزبية العليا. وحصل على دبلوم الدولة العالي بدرجة تفوق بعد ثلاث سنوات من الدراسة هناك.
بعد نكبة 8 شباط عام 1963، قرر الحزب إرساله إلى طهران – إيران لإدارة المحطة السرية التي أنشأها الحزب هناك لإدارة شؤون العراقيين الهاربين من جحيم إنقلاب شباط المشؤوم، والسعي لإحياء منظمات الحزب في داخل العراق بعد الضربات التي تلقاها الحزب إثر الإنقلاب. إعتقل في حزيران عام 1964 من قبل أجهزة الأمن الإيرانية مع خمسة من رفاقه بعد أن تعقبت أجهزة الأمن عبور المراسلين بخفية عبر الحدود العراقية الإيرانية. وتعرض الجميع إلى التعذيب في أقبية أجهزة الأمن الإيرانية. وأحيل الجميع إلى المحكمة العسكرية في طهران. وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات، إضافة إلى أحكام أخرى طالت رفاقه وتراوحت بين خمس سنوات وإلى سنتين، بتهمة العضوية في منظمة تروج للأفكار الإشتراكية.
أنهى محكوميته في أيار عام 1971، وتم تحويله إلى السلطات العراقية عن طريق معبر المنذرية- خانقين في العراق. وإنتقل من سجن خانقين إلى سجن بعقوبة ثم موقف الأمن العامة في بغداد مقابل القصر الأبيض. وصادف تلك الفترة هجمة شرسة على الحزب الشيوعي، مما حدى بالحزب إلى الإبتعاد عن التدخل لإطلاق سراحه. وعمل الأهل على التوسط لدى المغدور محمد محجوب عضو القيادة القطرية لحزب البعث آنذاك، والذي صفي في عام 1979 من قبل صدام حسين، وتم خروجه من المعتقل.
عادت صلته بالحزب وبشكل سري بعد خروجه من المعتقل. وعمل بعدئذ كجيولوجي في مديرية المياه الجوفية ولمدة سنتين. وشارك في بحوث حول الموازنة المائية في حوض بدره وجصان، إضافة إلى عمله في البحث عن مكامن المياه الجوفية والإشراف على حفر الآبار في مناطق متعددة من العراق .
عمل مع رفاق آخرين من قيادة الحزب وفي سرية تامة على إعادة الحياة لمنظمة بغداد بعد الضربات الشديدة التي تلقتها المنظمة في عام 1971. وتراوحت مسؤولياته بين منظمات مدينة الثورة والطلبة وريف بغداد. أختير في نفس العام كمرشح لعضوية اللجنة المركزية للحزب
إستقال من عمله في دائرة المياه الجوفية في خريف عام 1973، بعد أن كلفه الحزب بتمثيله في مجلة قضايا السلم والإشتراكية، المجلة الناطقة بإسم الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية، في العاصمة الجيكوسلوفاكية براغ. وأصبح بعد فترة قليلة وفي المؤتمر الدوري للأحزاب الممثلة في المجلة عضواً في هيئة تحريرها. وخلال أربعة سنوات من العمل في هذا المجال ساهم في نشر عدد من المقالات فيها، والمساهمة في عدد من الندوات العلمية في براغ وعواصم أخرى.
عاد إلى بغداد في خريف عام 1977، ليصبح أحد إثنين من ممثلي الحزب في الجبهة التي كانت قائمة مع حزب البعث، إلى جانب المرحوم الدكتور رحيم عجينة. وأختير إلى جانب ذلك لينسب عضواً في سكرتارية اللجنة المركزية ويصبح عضواً في لجنة العلاقات الدولية للحزب.
في ظل الهجوم الشرس الذي تعرض له الحزب، تم إعتقاله مرتين، الأول بسبب مشاركته في تحرير مسودة التقرير المثير للجنة المركزية في آذار عام 1978 وتحت ذريعة اللقاء بأحد قادة الحزب الديمقراطي الأفغاني وأحد وزرائها( سلطان علي كشتمند) عند زيارته للعراق. أما الإعتقال الثاني فيتعلق بتهمة الصلة بالأحداث الإيرانية والثورة وبالمعارضين لحكم الشاه، هذه الثورة التي إندلعت ضد حكم الشاه بداية من عام 1978 والتي إنتهت بسقوط الشاه في شتاء عام 1979 والتي أثارت القلق لدي حكام العراق.
إضطر إلى مغادرة البلاد في نهاية عام 1978 بقرار من الحزب تفادياً للحملة التي أشتدت ضد أعضاء الحزب وكوادره. وإستقر لفترة قصيرة في كل من دمشق واليمن الجنوبية، إلى أن إنتدبه الحزب لإدارة محطته في العاصمة الإيرانية طهران بعد إنتصار الثورة الشعبية الإيرانية في ربيع عام 1979. وخلال تلك الفترة تم تأمين الكثير من إحتياجات اللاجئين العراقيين في طهران أو في مدن إيرانية أخرى، إلى جانب تقديم العون لفصائل الإنصار الشيوعيين الذين شرعوا بالنشاط ضد الديكتاتورية على الأراضي العراقية وفي إقليم كردستان العراق. بعد قرابة السنة، وبعد تدهور الأوضاع الداخلية في إيران بسبب ممارسات المتطرفين الدينيين، تم إعتقاله لمدة سنة ونصف إلى أن تم إطلاق سراحه بفعل تدخل من قبل المرحوم حافظ الأسد والمرحوم ياسر عرفات، وتم تحويله إلى سوريا
خلال الفترة من عام 1981 إلى 1991، تولى مسؤلية منظمة الحزب في سوريا واليمن وآخرها الإشراف على الإعلام المركزي للحزب وبضمنها جريدة طريق الشعب ومجلة الثقافة الجديدة.
بعد الإنتفاضة الشعبية ضد الحكم الديكتاتوري في عام 1991، إنتقل إلى إقليم كردستان العراق. وفي بداية عام 1992، تسلل مع عدد من قادة الحزب وكوادره سراً إلى بغداد ضمن مسعى لإعادة الحياة إلى المنظمات الحزبية بعد الضربات المهلكة التي تلقتها خلال السنوات السابقة. وتسلم مسؤولية المنطقة الجنوبية حتى نهاية عام 1992، بعد أن تم إستدعائه وكوادر أخرى من قبل قيادة الحزب بعد أن أصبح الخطر يهدد وجود هذه الكوادر في بغداد والمناطق الأخرى.
إضطر إلى مغادرة العراق في نهاية عام 1992، ولجأ إلى المملكة المتحدة بعد إصابته بمرض عضال.
تفرغ في السنوات الأخيرة إلى العمل الصحفي. ونشر العديد من المقالات والدراسات في جريدة طريق الشعب العراقية والثقافة الجديدة العراقية والحياة اللبنانية والشرق الأوسط والبيان الإماراتية والنور السورية و"كار" الإيرانية ومجلة قضايا السلم والإشتراكية، وتناولت مختلف الشؤون العراقية والإيرانية وبلدان أوربا الشرقية. كتب عدد من المقالات بإسم حميد محمد لإعتبارات إحترازية أثناء فترات العمل السري.
يجيد اللغات العربية والإنجليزية والروسية والفارسية.
متزوج وله ولد (سلام) وبنت(ياسمين) وحفيدان(هدى وعلي).