نظم: خوانا دي إباربورو*
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**
خذني الآن حيث لا يزال الوقت مبكرا
و أنا أحمل في يدي زهور أضاليا يانعة.
خذني الآن حيث لا يزال فاحما
شعري الطويل هذا.
الآن حيث لحمي لا زال معطارا
و العينان صافيتان و البشرة زهرية.
الآن حيث ينتعل باطن قدمي الخفيف
صندل الربيع الحيوي.
الآن حيث الضحكة تجلجل في شفتي
كجرس قرع بسرعة.
و بعدها،…آه أنا أعرف
أن لا شيء سيبقى لي من كل هذا!
و عندها رغبتك لن تجدي نفعا
كما لو كانت قربانا موضوعا فوق ضريح.
خذني الآن حيث لايزال الوقت مبكرا
و يدي مليئة بزهر الناردين!
الآن، و ليس فيما بعد.
قبل أن تغرب الشمس
و يذبل التويج الريان.
اليوم، و ليس غدا. أيها العاشق!
ألست ترى أن ختام الحياة مماتا؟
*القصيدة في الأصل الإسباني:
La hora
Tómame ahora que aún es temprano
y que llevo dalias nuevas en la mano.
Tómame ahora que aún es sombría
esta taciturna cabellera mía.
Ahora que tengo la carne olorosa
y los ojos limpios y la piel de rosa.
Ahora que calza mi planta ligera
la sandalia viva de la primavera.
Ahora que en mis labios repica la risa
como una campana sacudida aprisa.
Después… ¡ah, yo sé
que ya nada de eso más tarde tendré!
Que entonces inútil será tu deseo,
como ofrenda puesta sobre un mausoleo.
¡Tómame ahora que aún es temprano
y que tengo rica de nardos la mano!
Hoy, y no más tarde. Antes que anochezca
y se vuelva mustia la corola fresca.
Hoy, y no mañana. ¡Oh amante! ¿No ves
que la enredadera crecerá ciprés?
*شاعرة مرموقة من الأوروجواي. توفيت في مونتيفديو سنة 1979 عن سن ناهزت 87 عاما. تلقب بخوانا الأمريكية
(Juana de América).
من رائدات القصيدة الإسبانوأمريكية النسائية. تركت لنا بعد رحيلها أزيد من عشرة دواوين شعرية. و القصيدة الماثلة بين أيدينا تجسيد للفلسفة الأبيقورية القائمة على عيش “اللحظة” قبل أن يفوت الأوان. و هذه واحدة من أشهر القصائد التي نظمتها شاعرتنا الفذة.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.