الساعات المتوقفة

فى أيامنا صار السنكسار مرئياً و ليس مكتوباً. سيقف القارئ في الكنيسة و يقول اليوم تحتفل الكنيسة بشهداء هذا عددهم و هذه لحظة إستشهادهم شاهدوها بأنفسكم.مع تنبيه الشعب أنهم محسوبون للذبح.لن نقرأ سير الشهداء بل سنشاهدها حية و هى تقدم أرواحها على الهواء مباشرة.و يخرج كل مسيحي من الكنيسة –هذا لو لم يحدث تفجير إنتحارى – و يكون في جيبه سى دى سنكسار اليوم.هذا ما تبقي لنا.أصبحنا في عصرالإستشهاد .شهداء أساقفة و آباء كهنة و شعب تزينوا بتيجان المجد يحيطون شعب محكوماً عليه بالإعدام كل قداس . شعب صار منه اليتيم و الأرمل و الأرملة. يصلي و هو منتظر أُسود الإرهاب الكذبة تدخل عليهم و تقتنصهم بعدما أصبحت كنائسنا مثل الكوليزيوم أي الساحة التي إستخدمها الرومان للقضاء على المسيحيين و إمتاع الحكام و راغبى الدماء في مشاهدة المسيحيين و هم فرائس للأسود و السيوف.صارت كنائسنا كوليزيوم يدخلها الشعب و لا يدر هل سيستكمل القداس في الأرض و يتقدم إلى القدسات أم سيستكمله في السماء و يصير مع القدسات السمائية.رغم هذا صار هذا الشعب العجيب أقوى إيمانا و أشد ثباتاً .نعم صرتم منظراً للعالم و الملائكة.يا لفخركم يا شعب المسيح.
كنا نستعد لنعيش ذكرى و شركة آلام ربنا يسوع المسيح فإذا به يأتينا حى و يعيش معنا شركة آلامنا.المسيح معنا و ليس عندي أي شك أنكم واثقون من ذلك و أنكم صرتم أقوى من الأسود.ليس من شك أن إيمانكم يزداد صلابة مع كل قرابين بشرية تقدمها الكنيسة لمسيحنا.ليس من شك أنكم ستبقون حديث الأجيال القادمة.حين ظننا لفترة أننا ضعفنا و أن إيماننا مهلهل فإذا بالروح فينا ينتفض و يدافع عن جيلنا هذا .هذا أعظم جيل قدم شهداء.هذا أعظم جيل لم يتحول إيمانه إلى كلام بل إلى ذبائح.إفتخروا بالرب لأنكم قريبين منه كما هو قريب منكم.المسيح يقود الكنيسة لا البشر.و هو يمسك الدفة و يسيرها حيث يشاء فإطمئنوا.
أنظروا الساعات كيف تتوقف عند كل إستشهاد.لقد وقفت لتكتب صفحة السنكسار بالدقيقة و ليس باليوم فقط.لقد وقفت تشاهد تيجان المجد فوق رؤوس أبطال الصلاة و التسبيح و المحبة ينسكبون دماً قدام المصلوب.وقفت الساعات تعلن للعالم أن ساعة الألم قد حانت و ساعة المجد هى بذاتها قد دنت منا جداً جداً.وقفت الساعات كى لا يكذب أحد و يبرأ القتلة و دينهم من سفك دمائنا ..توقفت الساعات لأن شهدائنا صاروا فوق الزمن مع إله الأبدية.توقفت الساعات لكي نرصد أن المتبقي من الوقت صار كأنه لا شيء و أن أسعد لحظات حياتنا هي حين تتوقف الساعات.صارت الساعات المتوقفة أحد مستلزمات الهيكل و لا ندر أين أو متي ستتوقف الساعات في الهياكل.إحفظوا هذه الساعات المتوقفة فهي أدوات تعلن الحقيقة مع الدم.
يا شعب المسيح المبارك خذوا من هذه النفوس التي رحلت شحنة إيمان.خذوا أولادكم و إذهبوا إلى كنائسكم كشهداء.صلوا كشهداء.رنموا كشهداء.فإذا عدتم دياركم السمائية ستبتهجون و إذا عدتم دياركم الأرضية ستشكرون من أجل السلام.لهذا لن تضلوا أبداً ما دمتم هكذا تقدمون أنفسكم كشهداء فى كل وقت.و لي أيضاً كلام آخر.

عيشوا فرحين بالحياة حتى و إن كان الموت يترصدنا.تكلموا بالحق لا تخشوا أحداً إذ ماذا سيفعلون فينا؟ هل يوجد ما هو أكثر من الموت فإن كنا لا نخش الموت فهل نخش الناس.إتبعوا الحق لا يخدعكم أحد بكلام المنهزمين لأننا منتصرين و لن نمت مرتين.نحن الشجعان و لسنا أدنياء لأحد.نحن نور العالم بصوت الحق و القوة.لسنا يائسين من حياة أفضل.لسنا مستسلمين للموت مع أننا لا نخشاه.لسنا ضعفاء مع أننا نحب الجميع.حين توقفت الساعات كان وقت للقول الفصل أننا لن نسكت لأننا مثل الله نفسه الذى لن يسكت . فينا الكلمة و نحن في الكلمة.فينا الحق و فينا ينطق الحق.لسنا جبناء و لن نسكت للجبناء منا.قفوا اليوم على قمة العالم تسيدوا الأرض بمنطق المسيح .بالمحبة و القوة و السلام.لأنه أعطي الودعاء كما يرثوا السماء يرثون الأرض أيضاً.فإحتفظوا بالأرض التي أعطاها المسيح للودعاء.و إنتهروا الجبناء لا تخافوا.
ايها الكهنة صلوا من القلب فقد تكون هذه آخر صلاة على الأرض. أيها الشمامسة رنموا بفخر لأنكم ترنمون فى السماء مع أخوتكم. أيها الشعب أغمض عينيك عن الدنيا و سبح فقد تجد نفسك من المسبحين فى الأعالى.هذه هى الصلاة التي ترفعنا من الأرض و تحسبنا مع القوات السمائية فإستثمروها لأنها نافعة لخلاصنا.
#Oliver_the_writer

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.