الثروه الحقيقيه هي السعاده وليست المال
والفاقه الحقيقيه هي الإهمال وعدم الشعور بالمسؤوليه وليست نقص المال
هناك أنواع عديده للثروه , بتعريف بسيط هي مقدار ما نملك من مال , وبتعريفها الواسع فهي مقدار سعادتنا وشعورنا العميق بالرضا عن أنفسنا , في الزهد بالأشياء نمتلك ثروة عظيمه لا يعرفها غير الزاهدين
يحكى أن بوذا كان يسير مع أحد تابعيه في سوق فرأيا مجموعة من الناس يتعاركون على فأر ميت حتى جرح أحدهم الآخر ( الصينيون يأكلون الفئران ) نظر التابع الى بوذا بأسف وقال له : كم هم مساكين .. هل يستحق فأر ميت كل هذا العراك وهذه الجروح ؟ فرد بوذا بهدوء : كل البشر في العالم يتعاركون على الشهرة والمال كما يتعارك هؤلاء على الفأر
بثروة الزهد التي تملكها بوذا تمكن من رؤية الشهرة والثروه فأراً ميتاً . ولهذا يقال أن ثروة الزهد هي أن تعيش بفكر صافي وحكيم والتمتع بالهدوء والحب والتواضع والقوه والشده مع الحياة دون أية محددات أو حدود . فمهما يكسبنا الجشع فلن يزيدنا إلا ضعفاً وهزالاً من داخل أرواحنا
نستطيع أن نؤسس ثرواتنا الشخصيه بأنفسنا ولكن ينبغي أن نكون بضمائر مرتاحه للمصادر التي حصلنا منها على هذه الثروه , وأن نعرف كيف نستمتع بهذه الثروه . والأمر لا يقتصر على النقود وحدها , لأن الهواء النقي ثروه , الشمس المشرقه ثروه , والماء النقي ثروه , والصحة ثروه , ونظر العين أعظم ثروه . الثروات التي حبانا بها الخالق لا تعد ولا تحصى لكننا اعتدنا عليها ونسيناها , ولن نذكرها إلا يوم فقداننا لها , اذا إمتلكنا الزهد وفهمنا فلسفته فكل شيءسيصبح ملكاً لنا , الحدائق , الشوارع , كل شيء
هل ستبقى جشعاً.. هل قررت أن تعيش عمرك كله فقيراً ؟
د. ميسون البياتي