الروس يتشاطرون بمبادرات وقف إطلاق النار المجانية، وكأن الشعب السوري هو الطرف الآخر في معادلة الشرعية الحربية العسكرية التي تخوضها روسيا ضد سوريا !!!!
الشعب السوري والثورة السورية ليس لها اية مشكلة مع روسيا المافيوية البوتينية اليوم، إلا مشكلة انخراط روسيا في قبول دور استعماري ضد الشعب السوري، دعما لنظام مافيوي طائفي أقلوي بربري استيطاني في بلده سوريا، الذي يكره فيها شعبها السوري المديني الأكثري وطنيا وتاريخيا، أكثر من الاستعمار الخارجي الذي لا يعتبر فيها الطائفيون الأسديون العدو الخارجي عدوا بالمقارنة مع العدو السوري الأكثري ( السني)، الذي يؤمن له زاد الكره التاريخي الذي يبرر ويفسر وجوده الطائفي الحاقد عبر التاريخ باسم آل البيت، والذين لا تربط إيران بهم سوى ان الحسين تزوج إحدى بنات يزدرج السبيات تكريم لها بعد هزيمة أبيها في القادسية، فـأسس الفرس ايديولوجيتهم ( الشيعية المعارضة ) على نسب دم ابناء بنت يزدجرد زوج الحسين، وليس على نسب الحسين للبيت النبوي الهاشمي القريشي ….، وهذا ما عبرت عنه رسالة النخبة العلوية للاستعمار الفرنسي أن لا يخرج من سوريا خوفا من الأكثرية السورية المدينية (السنية) بوصفها عدوة أساسية للعلوية، أكثر من اليهودية الصهيونية في إسرائيل تجاه الفلسطينيين ….. !!
ووفق هذا المنظور الطائفي العلوي تعلن موسكو تأييدها لبيت الأسدعلى لسان وزير خارجيتها الموسيقي لافروف، بانهم لن يسمحوا للأكثرية السنية الرجعية ان تهزم الأقلية الطائفية العلوية التنويرية الحداثية) وفق التنظيرات (الشيوعية البكداشية الستالينية والرياض تركية )، ومن ثم وفق تأييد الاسلام السياسي (الاعتدالي الأخواني ) المتوافق معها على وطنية النظام الوطني المقاوم المعادي لإسرائيل حتى فترة قريبة لا تتجاوزأيام قبل الثورة السورية العظمى، ولعل ذلك يفسر الحماس الأخواني للمشاركة كأغلبية في الوفود المعارضة لموسكو، حنى نشكيل الوفد المعارض الأول في مؤتمر أنطاليا، حيث أصر الأخوان على أن تكون أغلبية الوفد المعارض المنبثق عن مؤتمر انطاليا الذي أتاح لهم دعمهم تركيا (أن يكونوا الأكثر ثقلا تمثيليا تركيا لقيادة المعارضة السورية ) ….
لقد كان هذا أول إشارة معارضة سورية لقبول دور (حكم ) قيادي روسي، ليتضاعف هذا الدور مع الاسلام السياسي ( معاذ الخطيب) ليسمي دور موسكو في مأساة الشعب السوري (بأن الشمس ستشرق من موسكو على حد تعبير الشيخ معاذ ..)
ومن يومها والروس قد حصلوا على تفويض سوري (أسدي ومعارض ) على دور الخصم والحكم المفوض بين النظام الأسدي ومعارضيه المصنوعين دوليا واقليميا ،واستطاع مجموعة من مخابرات (الكي جي بي) الروس والسوريين ( اإئتلافيين: الأخوانيين –الإسلاميين والشيوعيين المتوحدين (بكداشيين ورياض تركيين وحزبا عماليا شيوعيا ) ، من فرض الموقف الروسي حتى على امريكا والغرب، عندما تحولت موسكو إلى قبلة سياسية لهم دون ان يتمكنوا أن ينتزعوا من موسكو الحد الأدنى من تفليص حملات طيران القتل الجماعي للشعب السوري ، وهم في غمرة تشكيل وفودهم المتوجهة لها!!! .
ولهذا فإن موسكو اليوم باسم هذه المعارضة الإئتلافية (المتهافتة الرخوة والرخيصة المجانية ) تعلن مبادراتها عن وقف اطلاق النار ووقف طلعاتها الجوية الكيفية كرسائل للمجتمع الدولي غير المعني بها شرعيا ودوليا، باسم توجهها لمعارضة سورية متهافتة كاريكاتورية مسخرة تستعيض بل وتعوض من خلال شرعيتها الرخيصىة الثمن عن التوازن الدولي، لتقوم بمبادراتها العزلاء ( وطنيا وعربيا ودوليا ) بوصفها شريكا زائفا لموسكو …
وهذا الموقف المعارض (الإئتلافي) الجبان والنذل يوفر على روسيا والأمريكان، الحرج الدولي للطرفين، حيث تبدو روسيا وكأنها تقوم بخطوات تندرج في سياق الشرعية الدولية التي لم تكلفها يوما بأية مهمة دولية في الحرب على سوريا، في حين أن المجتمع الدولي ييدو أنه هو المحرج دوليا في عدم استجابته لهذه المبادرات الخلبية الروسية المعبرة عن حسن النوايا …التي لا تمتلك أية شرعية دولية أو قانونية بالأصل …….!!!؟؟؟
وعلى هذا فإن الاعلانات الروسية عن وقف تمثيليات وقف اطلاق النار أو تمديدها، فهي لا تعني الشعب السوري او الثورة السورية سوى أنها مسخرات لا يعنى بها لا الشعب السوري ولا الثورة السورية ولا المجتمع الدولي …
فهي لا تعني سوى ما يسمى معارضة سورية لا تمثل الشعب، بل هي لا تمثل سوى الجهات الدولية والاقليمية الخارجية بما فيها الروسية التي صنعتها …..فلتعصرها ولتشرب مياهها الملوثة