د. ميسون البياتي
ولد داغ سولستاد عام 1941 وهو روائي نرويجي وكاتب قصه قصيره ومسرحيه ونشر 30 كتاباً تضمنت أعماله وهو الكاتب النرويجي الوحيد الذي حصل على ( جائزة نقّاد الأدب النرويجيه ) ثلاث مرات متتاليه , كما ترجمت أعماله الى 20 لغه
يعد سولستاد بين أبناء جيله من ألمع نخبة كتّاب النرويج , وتعد كتاباته مثيرة للجدل الى حد ما بسبب تركيزها على الأمور السياسيه لميله الى الجانب الماركسي اللينيني ضمن أطياف السياسه السائده في أوربا اليوم , وهو يعيش متنقلاً بين برلين وأوسلو بما يتماوج بين هاتين المدينتين من صراع غربي التفكير مع آخر مازال يحمل بقايا الشيوعية السوفييتيه
تزوج سولستاد 3 مرات , زواجه الأول كان عام 1968 , زواجه الثاني استمر بين عامي 1983 _1990 , ومنذ العام 1995 هو متزوج للمرة الثالثه . هذه الزيجات المختلفه والتغيير في نمط الحياة غالباً ما سيظهر على شكل صور ورموز في كتاباته مترافقاً مع مواضيعه الأخرى
في روايته المعنونه ( 16.07.41 ) يحكي لنا كراوي عن نفسه وهو يسير في رحلات طويله عبر شوارع برلين وما صادفه فيها , غير أن الروايه في نهاية المطاف هي محاولة رجل يسعى الى تحقيق علاقة مع إبنه الذي لا تربطه به حياة مشتركه
في روايته ( ت . المغني ) يحكي لنا عن قصة عامل مكتبه ترك أوسلو باحثاً عن حياة مُرضيه ومجهوله في بلدة صغيره , يتزوج من أم وحيده , ويقوم بدور الزوج وزوج الأم , لكن الزوجه تطلب منه الطلاق بعد عامين ثم تموت بحادث سياره , فعاد الى أوسلو ومعه إبنتها ليعيشا مستقلين في مدينة واحده حيث يمكن له الإشراف على أوضاع البنت بشكل مباشر دون أن تربطه بها قرابة مباشره أو صلة مباشره . في الروايه تصوير لحياة غامضه وملاحظات فلسفية عن الوجود لبشر إختاروا العزلة عن الوجود رغم كونهم يعيشون داخل المجتمع
قام تولستاد مع زميله الروائي جون مشيليت بنشر كتب عن ( الفيفا لكرة القدم ) للأعوام 1982 , 1986 , 1990 , 1994 , 1998 تضمنت الكتب مزج التقارير التحليليه بالتعليقات السياسيه والثقافيه لإنتاج نوه من ( الأدب الحقيقي ) المرتبط بالواقع
كما نشر كتاباً عن الهندسة المعماريه لكنه يصر على إعتباره رواية تتحدث عن الناس من خلال واقعهم الذي يعيشونه
في رسالة دكتوراه مقدمه الى جامعة أوسلو عام 2009 تم إعتبار داغ تولستاد أعظم كاتب نرويجي معاصر وذلك لأن كتاباته تضمنت تحليلات تعطي لنصوصه عدة تفسيرات عند القراءه مابين نص ظاهر , ونص باطن , وصور ورموز محملة بالدلالات