عندما إحتل العثمانيون القسطنطينيه هجرها خيرة مثقفيها وعلماؤها وإنتشروا في بقية دول اوربا , عائلة هاجرت الى جزيرة كريت اليونانيه وفيها ولد لهم إبن دعوه : دومينيكوس ثيوتوكوبولس في العام 1541 إسمه هذا معناه : الإبن الإلهي للرب
درس دومينيكوس ثيوتوكوبولس الرسم منذ نعومة أظفاره , وكان يرسم بأسلوب غير عادي حيث يستعمل تصورات غريبة في الرسم ويستعمل ألواناً مشعه تعطي رسوماته طابعاً دينياً دراماتيكياً محتدماً بالمشاعر
إل غريكو , هو اسم شهرته , ويعني ( اليوناني ) هجر كريت الى البندقيه , وقتها كانت كريت تابعه الى البندقيه إداريا ً . ومنها في العام 1572 الى روما التي كانت مركز فنون الرسم في كل أوربا , ولسبب غير معلوم غادرها الى إسبانيا , يقال لأنه كان مهموماً بسبب أن الروم كانوا يلقبون مايكل أنجلو كأشهر رسام في المدينه , وكان يصرح في أكثر من مره بأن مايكل أنجلو لا يعرف كيف يرسم
في إسبانيا كان يحلم أن يصبح رسّاماً للبلاط عندها قدّم لوحتين الى الملك فيليب الثاني لكنهما لم تعجبا الملك بسبب أسلوب الرسم الغريب والألوان المشعه المستعمله , عندها سافر إل غريكو وعاش في طليطله حتى وفاته
في طليطله أصابه نجاح كبير قام بإستئجار الرسام الإيطالي فرانسيسكو بريبوست وإفتتح مشغلاً لعمل التماثيل للكنائس وإطارات لمذابح الكنائس ورسم بعض اللوحات وكذلك كتب في الأدب والنحت والفلسفه والرسم , ولكن بعد وفاته عام 1614 نسيت أعماله تماماً ونسي ذكره مدة 4 قرون وحتى مفتتح القرن العشرين حين عاد إل غريكو الى واجهة الصوره عندما ألهمت أعماله فنانين معاصرين أمثال مونيه وسيزان وبيكاسو
صورة جورجيو جوليو كلوفيو ، أقدم صورة على قيد الحياة من إل غريكو رسمها عام 1570 بالزيت على القماش وهي محفوظه اليوم في متحف دي كابوديمونتي في نابولي
في لوحة دفن كونت اورغاز يتضح أسلوب إل غريكو بقوه حيث جمع العالمين السماوي والأرضي في لوحة واحده قاتمة الألوان تدل على الموت يلتمع فيها اللونان الأصفر الذهبي والأحمر , أسلوب إل غريكو المميز في التلوين
وفي لوحة تعرية السيد المسيح نلاحظ لون الرداء الأحمر المشع ولون الوجه المشع بين وجوه وثياب كالحه لكل الموجودين , كما يلتمع فيها لون الموت الأصفر المشع متمثلاً في ردائي النجارين اللذين سيدقان المسامير في الجسد النبيل لتعليقه على الصليب