طلال عبدالله الخوري حصريا مفكر حر
قام الزميل الكاتب الملحد شامل عبدالعزيز بكتابة مقال يتسأل به : هل هناك دين مسالم ؟ ولقد وصل الزميل بنهاية بحثه بأنه لا يوجد دين مسالم؟ والاكثر من هذا بأن أتباع جميع الاديان هم متخلفون لان جميع الاديان تدعو الى تغييب العقل؟
في البداية ارجو ان يتسع صدر الزميل للرأي الاخر, وان الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية, حيث اني سأقوم بهذه المقالة بالرد على مقالة الزميل, وسأستخدم اسلوب الحجج المنطقية والعلمية والواقعية, ولن افعل كما فعل استاذنا الكبير كامل النجار عندما دحض افكار الزميل شامل عبدالعزيز, ثم اتهمه بأنه يسعى الى الشهرة من خلال كتاباته, على مبدأ خالف تعرف, فعندما هاجم الزميل شامل عبدالعزيز الاسلام ولم يجلب له هذا اي شهرة, قام بتغيير توجهاته لمهاجمة اشياء اخرى, لعلها تجلب له ما يطمح اليه من الشهرة, وذلك لأنني شخصياً ضد مهاهجمة الاشخاص وانا مع مقارعة الفكر بالفكر.
هذا من جهة. ومن جهة اخرى لن يكون ردي من وجهة نظري كمسيحي ولكن كعلماني محايد يقف على مسافة واحدة من جميع الافكار.
يستشهد الزميل بقول أوليفر هولمز ” عقل المتعصب يشبه بؤبؤ العين كلما زاد الضوء المسلط عليه زاد انكماشه “,
ردنا: نعم هذا صحيح وهولمز يقول المتعصب وليس المؤمن العادي المسالم, ولا يستثنى من هذا المتدينون الملحدون العرب والذين هم متعصبون اكثر من كثير من المؤمنين بالاديان.
نعم اوروبا كانت تعيش بعصور الظلام بالنسبة للزمن المعاصر, ولكن مسأله الظلام هو شئ نسبي يرتبط بالزمان والمكان, والظلام في ذلك الوقت هو تنوير بالنسبة لكثير من الاماكن في الوقت الحالي, حيث كان الادب والفسلفة والفن وعلم الاجتماع وعلوم الرياضيات والبيولوجيا والهندسة تتطور في تلك الحقبة في اروروبا, ولقد ساهم العلماء من رجال الدين المسيحي في كل مجالات العلوم الفلسفية وعلوم البيولوجيا والرياضيات والهندسة, وانا احيلكم الى مقال الدكتور كامل النجار: لماذا يزداد تخلفنا, لكي تتطلع على بعض مساهمات رجال الدين المسيحي انفسهم في الابداع العلمي.
لم يقل اي مسيحي بالعالم بأن الكتاب المقدس هو كتاب علمي يؤدي الى التنوير, وانما يقولون بأن التعاليم السامية للمحبة والتسامح التي يعلمها الدين المسيحي تخلق الاجواء المناسبة للحرية والتفكير والذي نتج عنه وعلى ارض الواقع التقدم العلمي الذي حصل هناك ومن ضمنه مساهمات رجال الدين المسيحي انفسهم في هذا التقدم ومساهمات المسيحيين انفسهم بهذا التقدم والتطور.
، يقول الزميل في مقاله: “قام سبينوزا بتفنيد منطق الحكم الديني و أسس للفكر العلماني و دعا جون لوك لحرية العقيدة و الفكر و الملكية و طالب مونتيسيكيو بفصل السلطات الثلاثة و قدم روسو نظرية العقد الاجتماعي و التي تأسست عليها الديمقراطية الحديثة و دعمها كانط بنظريته “من اجل سلام دائم ” انتهى ..
بفضل هؤلاء كان التغيير وكانت النهضة وكان العلم والنور وحقوق الإنسان ودولة المواطنة دون تمييز والديمقراطية والليبرالية وحرية الاعتقاد وباقي المبادئ السامية ..
لنقرأ معاً ثمّ لتقولوا رأيكم :
خمسة أشخاص لعبوا دورا محوريا في نقل أوروبا من حالة السبات العميق إلى مرحلة النهضة . هؤلاء الأشخاص هم البولندي كوبرنيكوس , الدنمركي براهه , الألماني كبلر , الايطالي جاليليو والانجليزي نيوتن .
رد الكاتب: نحن لاحظنا بأن معظم الملحدين واليساريين العرب يقعون بنفس الخظأ الشنيع عندما يعتقدون بأن هناك فكر علماني, مع اننا كتبنا مقال بعنوان: العلمانية, الاِلحاد والتدين, وبناء دور العبادة, اوضحنا به معنى العلمانية, وقلنا بأن العلمانية هي عدم الانتماء الى اي فكر فلسفي او ديني او اجتماعي, اي العلمانية هي (اللا فكر), وليس معناه معاداة الفكر والمفكرين ولكن على العكس العلمانية هي الوقوف على مسافة واحدة ومتساوية من جميع الافكار الدينية والفلسفية والاجتماعية.
اذاُ كما قلنا بمقالاتنا السابقة, لا يوجد مفكرين علمانيين ينظرون للعلمانية, وانما العلمانية هي اتفاق سياسي حصل بين المتحاربين من مختلف الطوائف الدينينة على الفصل بين الدين والدولة ومنذ ذلك الحين تؤكد الكنيسة بجميع وثائقها ومؤتمراتها على مبدأ العلمانية في التعامل بين الناس, وعلى العكس من الاديان الاخرى والتي تعتبر العلمانية إلحاد وفجور وزنا والعوذ بالله؟
اما سبينوزا, وجون لوك, وروسو وكانط, وغيرهم من التنويريون, فهم كانوا مسيحيين وعاشوا وترعرعوا باسر مسيحية ومجتمع مسيحي, وقاموا بانتاج فكرهم التنويري في اجواء ما تتبناه المسيحية من حرية وسماحة, وكذلك الامر بالنسبة لابنائهم واحفادهم والذين ما زالوا يعيشون كمسيحيين حتى الآن.
نعم لقد نهضت اوروبا وانتقلت من عهود الظلام الى التنوير بفضل الاجواء السمحة للمسيحية, ولكن السؤال الاهم والذي لم يناقشه الزميل شامل عبد العزيز هو لماذا نهضت اوروبا وتقدمت وتنورت وتطورت ولم تفعل ذلك بقية شعوب الديانات الاخرى؟؟ هل هذا تميز للمسيحية عن باقي الأديان؟ نترك الاجابة لذكاء القارئ؟
بالواقع تمت الاجابة على هذا السؤال بكثير من الابحاث ومنها بحث الدكتور كامل النجار بمقاله: “لماذا يزداد تخلفنا” وايضا بمقالتنا: ما هو الحل ؟ والتي نصل بنهاية البحث بان الاجواء السلام والتسامح المسيحية ضرورية لتطور اي مجتمع.
هناك دراستان علميتان احب ان اشير لهما, الأولى تؤكد بأن الانسان روح ومادة, وان الانسان بحاجة للغذاء الروحي كما حاجته للماء والهواء والطعام, والاكثر من هذا فأن علوم الطب النفسي الحديث تطورت في معالجة الجانب الروحي للانسان, وتستعين بالتعاليم الدينية الروحية لمعالجة المشاكل والإضطرابات النفسية عند الانسان.
اما الدراسة الثانية فوجدت بان المؤمنين الروحانيين هم اكثر سعادة بالحياة من الماديين, فإذا كان هدفنا الاساسي هو سعادة الانسان فيجب ان نحترم الجانب الروحي لبعض الناس والذين لا يستطيعون العيش من دون الروحانية.
ومن يريد مراجع في هذه المواضيع العلمية عليه بالعم جوجل؟
اما بالنسبة للآيات الانجيلية والتي يمكن اخراجها من السياق وتفسيرها على انها عدائية واجرامية, فنقول له بأن تفسير اي نص هو كما يفهمه الناس المعنيون به لا كما تريد انت, فاذا كان المسيحيون يفهمون هذه الايات من منطلق روحي وهذا ما يعلموه لابنائهم في اسرهم وفي كنائسهم وفي مدارسهم, وهذا ما يفعلونه عمليا بتصرفاتهم منذ مئات السنين, فلا يحق لك بعد ذلك بان تأتي بتفسيرك الشخصي لهذه الايات وتتهم المسيحية على اساسها بانها ديانة غير مسالمة.
وهنا يحضرني المثل الايطالي ونسخته بالانكليزية هو كالتالي:
‘If you look like a duck, walk like a duck and you talk like a duck . . . you must be a duck.’
ومعناه بالعربي : اذا كان مظهرك كالبطة وتسير كالبطة وتتكلم كالبطة … فانت بالتأكيد بطة ..اي لا نحتاج الى فلسفة عبقري لكي نعرف من انت.
وبالمثل, اذا كانت المسيحية تقول بانني دين سلام وتسامح مع الاخر, وكتبي كلها عن السلام والتسامح, وأن اتباعي يمارسون السلام والتسامح مع الناس, ولم يرى اي انسان بأن المسيحية تدعو الى عكس السلام والتسامح اذاُ المسيحية هي دين سلام وتسامح, ولا نحتاج الى عبقرية وفلسفة شامل عبد العزيز لكي نقرر فيما اذا كانت المسيحية هي دين سلام ام لا؟
وبرأينا هذا هو الطريق الوحيد للإقرار فيما اذا كان اي دين دين سلام ام لا, اما اللجوء الى جملة هنا او هناك ونخرجها من السياق ونحملها معان اخرى لا يقبل بها اتباع هذا الدين فهذا اسلوب خاظئ, فالذين يقررون المعنى هم اتباع الدين وتصرفاتهم واعمالهم, وليس تأويلات الاخرين, لاننا عن طريق التأويل واخراج الجمل خارج السياق نستطيع ان نحمل اي نص باي موضوع كان, معاني شريرة وارهابية .
يقول الزميل شامل :” لا يوجد دين مسالم فإن جرى تقليم أظافر الديانة المسيحية بعد العصور المظلمة والمشينة فلا يعني أن الأظافر لا تنمو مجددا ..وان استطاعت الكنيسة لذلك سبيلا فلن تقصر بذلك….”
رد الكاتب: موضوع المخالب او الاظافر, فأي انسان يستطيع ان يركب مخالب واظافر لأي نص كما ذكرنا سابقا. على سبيل المثال: اعطني نصا شعريا مؤلف من جملة واحدة تقول مثلاُ “حبك كالسيف القاتل بالقلب” واي انسان يستطيع ان يأخذ هذا النص ويأوله, ويكتب عنه اطنان من الكتب, ويجعل من هذا النص فكر نازي اجرامي وارهابي, وكذلك الامر نستطيع ان نفعل عكس هذا.
ما نريد ان نقوله هو ان اي انسان يستطيع ان يضع اظافر لأي شئ, فالكومبيوتر يمكن ان يتحول لوسيلة للقتل والإجرام, والامثلة العملية على هذا كثيرة, فهل نتوقف عن استخدام الكومبيوتر لان هناك احتمال بان يتم قتل انسان بواسطته؟ السيارة يمكن ان يكون لها اظافر تقتل بها الناس فهل نتوقف عن استخدام السيارة او نتهم السيارة بانها اداة للقتل والاجرام؟
في كل هذه الامثلة المجرم هو الانسان الذي اراد ان يستخدم النص او الكومبيوتر او السيارة للقتل والإجرام؟.
اذا نحن لا نقول لكم بانه لا يجوز تفسير الأناجيل من قبلكم لأنكم لا تعرفون المعنى أو المغزى, ولكننا نقول بان المعنى يحدده كتب ومراجع اصحاب العقيدة وافعالهم وتصرفاتهم, لاننا كما قلنا النص هو عبارة عن وعاء يمكن ان تحمله باي معنى تريده.
اما عن الحرية الجنسية فقد قامت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية, وهي رأس الكنيسة الانكليزية, بدعوة التون جون وزوجه المثلي الى حفل زفاف الامير ويليام وكيت, وقاموا بتلاوة الترانيم المسيحية , وهذا دليل على تسامح المسيحية ولقد كتبنا مقال عن هذا الموضوع ننصحكم بقرأته وهو بعنوان:
رسائل ملكية – كنسية من زواج ويليام وكيت والتغيير بالاقتداء
نحن لا ننكر بان هناك بعض رجال الدين الفاسدين والذين قاموا بتفسيرات معينة من اجل مطامع سياسية كانت بسبب سعي البعض الى تقليد النجاح الذي حققه انتشار الاسلام ظنا منهم بان استخدام الدين بالحروب المقدسة من اجل التوسع, كما فعل المسلمون هو شئ مربح, ولكن هذا اصبح جزء من التاريخ ولا علاقة له بالتعاليم المسيحية السمحاء.
يقول الزميل شامل: “من الصحيح أن عدد الآيات التي تتحدث عن السيف في الإسلام أكثر منها في المسيحية ولكن العبرة ليس بالعدد بل العبرة بالنص والإيمان به ..”
رد الكاتب: هنا وقع زميلنا شامل بتناقضين الاول: يقول بان العبرة ليس بالعدد, ونحن نقول له بان العدد فيه الكثير من العبرة, فلو كان لديك كتاب يدعو الى السلام عشرة الاف مرة وبكل سطر من سطوره وكل جملة من جمله, وهنالك صدفت مرة واحدة جملة تظن بانها تدعوا عكس ذلك , فمن المؤكد بان هناك مشكلة ما, ويجب ان تستوضح الامر من اصحاب الكتاب وايديولوجتهم الموثقة لكي تحل هذا الاشكال, ولا يحق لك ان تنسف الكتاب من اوله الى اخره بسبب ظنك هذا.
اما التناقض الثاني الذي وقع به زميلنا فهو يقول العبرة بالنص والايمان به, ونحن نقول له احسنت وها انت توكد بأن العبرة بالايمان, وهذا نفس المثل الايطالي : اذا كان مظهرك كالبطة وتسير كالبطة وتتكلم كالبطة … فانت بالتأكيد بطة, وأن تصرفات المسيحيين واقوالهم وايمانهم يؤكدون بان المسيحية دين سلام.
وبالختام نكرر السؤال الذي طرحناه اعلاه لماذا تقدم المسيحيون بينما تأخر اصحاب الديانات الاخرى؟ والجواب تجدونه بمقالة الدكتور كامل النجار : لماذا تأخرنا؟ ومقالة الكاتب : ما هو الحل؟
مما سبق نرى بأن اي نص يمكن ان نضع له مخالب, وان نظرية الاظافر للزميل شامل لا تصلح لنعت المسيحية بالارهاب والتخلف, ونحن هنا نكرر له المثل الايطالي الذي يقول:
اذا كان مظهرك كالبطة وتسير كالبطة وتتكلم كالبطة … فانت بالتأكيد بطة ..اي لا نحتاج الى فلسفة عبقري لكي نعرف من انت
واذا كان المسيحيون والرهبان يبدعون في العلم, ويتصرفون بمنهجية علمية, ويطالبون بالنهج العلمي ….. فهم بالتأكيد ليسوا جهلاء
ونحن نطالبه بان يطبق المثل الايطالي على جميع الاديان الاخرى؟
لقد حاول زميلنا شامل عبدالعزيز ان يضع جميع الاديان بسلة واحدة كما يفعل جميع الملحدين العرب ولكنه للأسف فشل فشلا ذريعا.
الهوامش :
ماقل ودل … لمن يدعي الحكمة والمنطق والعقل وتعليقي ؟
١: بداية تحياتي للأخ العزيز شامل عبد العزيز ولك ياعزيزي طلال ؟
٢: إن من يدعون بعدم سلمية الديانة المسيحية فهم معذورن ، فهذا شأن المفلسين الذين يتمنون ألإفلاس لغيرهم ، لتصدق المقولة كلنا في الهوى سوى ، ولكن هيهات أن تصدق أحلامهم ؟
٣ : إن أول من فصل الدين عن الدولة هو شخص السيد المسيح نفسه عندما قال { أعطو مالقيصر لقيصر … وما لله لله } كما قال لايمكن لإنسان أن يعبد ربين ، كما قال مقولته الذهبية { إفعلو بالناس … ماتحبون أن يفعلوه بكم } فهذه هى خلاصة الشريعة وكلام ألأنبياء ؟
٤: بالنسبة للذين ينكرون وجود ألله فلقد أجاب الكتاب المقدس عليهم إذ قال { قال الجاهل في قلبه لايوجد إله } ولكنه لم يكفره أو أهدر دمه كما في ألإسلام ؟
٥: لولا قيم المسيحية الحقة لما كان بمقدور إنسان اليوم في الغرب أن يكون حرا في عبادة مايشاء ، ولما كان هنالك لاجئين فيه من الطوائف والأجناس والأديان ، وغدا عندما تنتهي هذه القيم من هذه المجتمعات على المسلمين وغيرهم التفكير مليا في مكان أفضل للعيش فيه ؟
٦: الحقيقة التي هى أسطع من شمس الظهيرة والتي يدركها كل ذي عقل وضمير هى { إذا تعمق المسيحي في دينه صار قديسا … وإذا تعمق المسلم في دينه صار إرهابيا } بدليل الواقع والتاريخ ؟
٧: وأخيرا حقيقة أخرى مرة كالعلقم هى { إذا أفلس المسلم من دينه … لجا للإقتراض من الشيوعية واليسارية وليس من المسيحية } ناسين أن 65 سنة من عمر الشيوعية واليسارية والإشتراكية لم تشفع حتى لأصحابها ، كما أنها لم تستطع أن تقهر المسيحية رغم طول أنيابها ومخالبها ورغم ما إقترفته من جرائم بحقها ، فهاهى الشيوعية قد ماتت لتولد من جديد المسيحية وفي نفس قلاعها ؟
ويبقى مسك الكلام سؤال لكل المنصفين { أليست هذه هى الحقيقة } ، سلام ؟
تحياتي
أخطأت حين وافقت أخي وزميلي رعد الحافظ في نشره المقال هنا
لن تتكرر بعد الآن – كان من الواجب الرد على صفحات الحوار
أول القصيدة كفر حين تقول بانني أبحث عن الشهرة بعد فشلي في مهاجمة الإسلام فبحثت عن بديل – هل مقالي هذا يدافع عن الإسلام ؟
ثم أي شهرة وانت تكتب وانا ومن استشهدت بقوله نرتدي أقنعة مزيفة ؟
لم اكمل مقالك بعد قراءتي لهذا الاتهام المعيب
أنت تقول بانك علماني وانا أقول لك بانك مسيحي وتكتب من خلفيتك
وبعدين ؟
يا سيدي لنبتعد عن هذه الترهات مثل الشهرة والتعليقات
أنا وجدت نقد الأديان فيه ضحالة لذلك ابتعدت عن الكتابة في هكذا مواضيع ومنذ زمن ولولا الأستاذ نجيب توما لما نشرته
نبقى عرب لا فائدة ترجو فهناك من يبحث عن تعليقات وهناك من يبحث عن من يريد ان يغازلها ولن اقول اكثر
نحن لا نسير في الطريق الصحيح لذلك سوف يبقى البعير على التل
سلامًا ونعمة. سرت في عصر الانترنت موظة الخلط بين الديانات من جهة أشخاص من خلفية إسلامية. وهذه الموظة لا تشمل جميع المسلمين الذين اكتشفوا أن الإسلام ديانة أرضية أي ليست من عند الله. فالمسلمون الذين تركوا الإسلام انقسموا إلى أربع فرق؛ فرقة تركت الإسلام بصمت فأصبحت «لا دينيّة» أو مشكِّكة. وفرقة تركت الإسلام وانتقدته ولا تزال، بدون التفكير في صحّة غيره، فهي في طور الإلحاد. وفرقة تركته وانتقدته هو وسائر الديانات انتقامًا للسنين التي عاشها أفرادها مخدوعين ومخدوعات. وفرقة عرفت الطريق والحقّ والحياة بشخص يسوع المسيح له المجد وهذه هي الفرقة الناجية! أمّا بعد فإن الأشخاص الذين انتقدوا المسيحيّة والكتاب المقدّس فقد رجعوا إلى كُتّاب الغرب الملحدين الأغبياء الذين لم يكلّفوا أنفسهم عناء البحث والذين منهم مَن ترك المسيحية لأسباب واضحة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية. ومنهم من ترك المسيحية لسبب ديني متعلّق بتعاليم غريبة من عدد من رجال الكنائس ومنهم من صدمته تصرّفات عدد من رجال الدّين غير المسؤولة وغير المبرّرة عبر القرون
أمّا الكويتب الصغير المدعو “شامل عبد العزيز” فقد أرسل إليّ أحد أصدقائي رابط خزعبلاته المنشورة في موقع “الحوار المتمدن” وطلب إليّ التفضّل بالرّدّ عليها. لكنّي اكتفيت بردود مفحِمة كتابيّة ومنطقيّة من إخوة تطوّعوا لهذا العمل مشكورين. أمّا ردّ الكويتب عليهم فكان ما معناه: (لا أريد تفسيرات وتبريرات) فذكّرني بحادثة تُجّار بغداد الذين سيقوا إلى محكمة، من محاكم النظام السابق في العراق غير العادلة، لسماع الحكم الغالب عليهم وهو الإعدام (بحجّة رفع أسعار المواد الاستهلاكيّة في أيّام الحصار الذي فرضه النظام نفسه على الشعب في أعقاب ثورتي الشمال والجنوب، والحقيقة هي أنّ التجّار خفّضوا الأسعار، ما نافس أسعار بعض أركان النظام) ذلك بدون إعطائهم حق الدفاع عن أنفسهم. فالكويتب المذكور عراقي الجنسية ولا شكّ في أنّه تأثّر سلبيًّا بوقائع مثل واقعة التجّار. فأنصحه بالعودة إلى مقاعد الدراسة الإبتدائيّة لتعلّم القراءة ثمّ الكتابة فيما بعد، لأنّ خزعبلاته مليئة بأخطاء إملائيّة ونحويّة وتفتقر إلى الطريقة الموضوعيّة في الكتابة وإلى البحث العلمي
والخلاصة إن الكويتب المذكور يفتقر إلى اثنين: الضمير الحيّ فهو حاليًّا سافل بتعمّد (غير جاهل) وإلى أدوات الكتابة. لذا أدعو إلى رفع خزعبلاته من هذا الموقع وحذف اسمه والإكتفاء بذكر عنوان خزعبلاته، إذ لا يُشرّف موقع “المفكّر الحرّ” نشر مثل هذه الخزعبلات والأسماء
ما هذا الهراء الفكري!
هل قرأ صديقنا تفسير الكتاب المقدس
او قرارات المجامع المسكونية او كتب توما الاكويني لكي يحكم علينا بان المسيحية مسالمة ام لاء!