الحلقة 1
شكرا للدكتور طلال الخوري على تفضله بنشر مقالي المعنون (حوار بين البروفيسور العريفي وقس انكليزي ) في موقعه ( مفكر حر) ولنشره رد المدعو عبد القادر خطاب المنتدب للرد والدفاع عن دكتور الشريعة والديانات الشيخ محمد العريفي مفندا المقال بلسان العريفي و قلم عبد القادر خطاب .
نظرا لطول المقال ولعدم جعله مملا ساكتبه في حلقات
سأرد على السيد عبد القادر خطاب حول ما ذكره في دفاعه المطول عن العريفي ونقده للكتاب المقدس ، وما جاء في مقالي الذي يعكس اسئلة العريفي الموجهه الى القس الانكليزي في احدى كنائس مانشستر في بريطانيا .
لنفترض ان السيد عبد القادر خطاب شخصية حقيقية اوكلت له مهمة الدفاع عن العريفي وليس اسما مستعارا للشيخ البروفيسور محمد العريفي ، وانا على قناعة تامة ان كاتب الرد ( خطاب ) ليس العريفي ، وانما شخص آخر من محترفي المحاورات الدينية في الغرف الاسلامية على البالتوك لسببين :
1 – العريفي لايفقه في المسيحية وعقائدها غير القشور فقط ، وما يعرفه عن المسيحية مستمد من الاسلام فقط ( القرآن والحديث وكتب التراث الاسلامي ) . ولو كان ضليعا في المسيحية وكتابها المقدس – كما ادعى السيد عبد القادر خطاب – ما زار عدة كنائس ليستفهم من قساوستها عن العقائد المسيحية للتعلم وطلب مساعدتهم للرد على اسئلة طلابه في الجامعة .
2 – (البروفيسور) الشيخ العريفي لا يحفظ آية واحدة من الكتاب المقدس ليستشهد بها في حواره مع القس ، وان اسلوب ونوع الاسئلة التي وجهها للقس تدل على مدى ثقافته المتدنية في المسيحية وعقائدها وعدم فهمه لتفاصيل الكتاب المقدس ، بعكس كاتب الرد السيد عبد القادر خطاب الذي ملأ رده الطويل بعشرات الايات من الكتاب المقدس ليقول لنا انه قارئ جيد و دارس للكتاب وعارف باسراره .
من يدقق في رد السيد عبد القادر خطاب في موقع مفكر حر سيكتشف ان الرد كتب على عجل دون ان يراجعه الكاتب بعد الكتابة ، لكثرة الاخطاء الاملائية الواردة فيه ، لكون العريفي قد استعجله في كتابة رد مناسب وسريع على مقالي نيابة عنه لكونه ( خبير في نقد الكتاب المقدس ) .
من هنا يبدا الرد على ما قاله عبد القادر خطاب في نقده لمقالي وللكتاب المقدس :
عبد القادر خطاب كشيخه العريفي متطرف اسلامي حد النخاع ، لاينقد الكتاب المقدس نقدا علميا بل يستخدم الايات في غير موضعها ، ولا يفهم اساسيات العقيدة المسيحة او علم اللاهوت ولا يعرف شيئا عن جوهر المسيح وطبيعته ورسالته ، ويناقض نفسه كثيرا ، ويستدل بشرح الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد بما يتداوله اصحاب حوارات البالتوك المعروفين في تكرار نفس الاسئلة والشبهات التي كثيرا ما تم تفنيدها مسيحيا والرد عليها .
اولا- السيد خطاب غير عنوان المقال عن العريفي بعنوان آخر اخذه من تعليق على صورة العريفي في موقع مفكر حر . ( العريفي يسربح في لندن … الخ ) بينما عنوان مقالي هو ( حوار بين البروفيسور العريفي وقس انكليزي ) .
ثانيا – كاتب الرد يشكك بكاتب المقال، مرة يقول الدكتور طلال الخوري هو كاتب المقال اعلاه ، ومرة اخرى يقول ربما كاتبه شخص آخر لم يكتبه الخوري في المقال ، وهذا خطأ وكذب لكون اسم الكاتب صباح ابراهيم مكتوب مرتين على اصل المقال في اعلى وفي اسفل الصفحة مع نبذه عنه . فهو يتخبط وغير متأكد من شخصية كاتب المقال .
يقول عبد القادر : ” ان كل ما جاء على لسان العريفي من اسئلة للقس لهي عين الصواب وهي ابعد واعمق في المعنى بكثير مما تضن . .. . ” وان دل على شئ فيدل على سذاجتكم انت والكاتب ” . لحد الان غير متأكد من هو الكاتب الحقيقي.
وللقارئ الكريم ننقل احد اسئلة العريفي الموجهه للقس الكاثوليكي ليعرف مدى الصواب وعمق المعنى الذي يستفسر عنه ومن هو الساذج في اسئلته .
العريفي يسأل القس : (هل عيسى شرب في حياته الويسكي ) ؟
هل يتوقع القارئ سؤالا مثل هذا من بروفيسور وشيخ يدرّس في الجامعة الديانات والمسيحية عن المسيح الذي يقول عنه القرآن انه كلمة الله وروح منه ؟
ويصف كاتب الرد القس انه لم يكن يملك المعلومات المقنعة و الكافية للرد على اسئلة العريفي !! …. تصور عزيزي القارئ التخاريف.
ثالثا – عبد القادر خطاب كتب ردا للدفاع عن حوار العريفي ، لكنه نسي الموضوع الاصلي وانفرد لنقد الكتاب المقدس وآياته بعيدا عن موضوع حوار العريفي مع القس الانكليزي ، وتطرق الى موضوعات لم تدخل في الحوار مطلقا .
رابعا : انا اتسائل لماذا لم يرد الشيخ البروفيسور محمد العريفي نفسه على ما كتبته في مقالي ، وانتدب شخصا آخر ليرد بدلا عنه ، اليس هو بروفيسور واستاذ جامعي والموضوع يخصه شخصيا ؟
يقول كاتب الرد : ان اسئلة العريفي للقس كان القصد منها معرفة هل قرأ المسيحيون عن الاسلام وحاولوا معرفة ما جاء في القرآن من آيات حول المسيح .
وانا اقول له : ان اعظم من كتب عن الاسلام وفند القرآن هم علماء وفلاسفة الغرب المسيحي ، وهم يعرفون ادق التفاصيل عن القرآن وسيرة نبي الاسلام واحاديثه وافعاله وغزواته ، ويعرفون جيدا ما هو رأي الاسلام والقرآن في شخصية المسيح وتحريفهم لجوهر اللاهوت ورسالة الصلب والفداء التي انكروها تماما باسلوب غامض فالإسلام يرفض الثالوث المقدس وصلب المسيح، ويزعمون أن عيسى تنبأ بظهور النبي محمد من بعده ..
محمد ادعى في القرآن ان شخص المسيح استبدل بآخر صلب بدلا عنه دون ان يقول لنا القرآن من هو هذا الشخص المجهول . ويقولون عنه انه كتاب عربي مبين !!!
يدعي كاتب الرد السيد عبد القادر خطاب ، ان اسئلة العريفي كان الغرض من ورائها معرفة ان كان القس المسيحي يعرف ان (النبي) المقصود في بعض آيات العهد القديم والجديد على لسان موسى واشعيا واليهود هو النبي محمد .
ويستشهد خطأ بقول الله للنبي موسى ( واقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك ، واجعل كلامي في فمه ، فيكلمهم بكل ما اوصيه به ) .سفر التثنية 18-18
ويعتبر المسلمون والعريفي منهم ان ذلك (النبي) هو محمد وليس المسيح.
الرد : الله كلم موسى عن الشعب اليهودي ( العبرانيين) انه سيقيم من بين اخوتهم اليهود نبيا مثل (موسى) . فهل كان محمد من شعب اليهود ومن اخوتهم ومن اسباط العبرانيين حتى تعتبرون هذه النبوءة تخص محمد ؟
– أن النبي المنتظَر في آية البحث موعود به أن يُرسَل لبني إسرائيل, يقول العدد 15 يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون. أما محمد فأعلن رسالته بين العرب الذين منهم وُلد وبينهم نشأ ، وهو ليس من اخوة بني اسرائيل . لأن أسباط إسرائيل الاثني عشر إخوة بعضهم لبعض ، وليس بينهم عربي واحد .
– ان الله نفسه فسّر في الإنجيل ما أنبأ به في التوراة، وأظهر أن النبي الموعود به هو المسيح (قابل تثنية 18: 15 و19 متى 17: 5 ومرقس 9: 7 ولوقا 9: 35, ثم أن المسيح ذاته طبّق هذه النبوة وغيرها من نبوات التوراة على نفسه (يوحنا 5: 46 انظر تكوين 12: 3 و22: 18), أولًا: لأنه من نسل يهوذا، وبالتالي من بني إسرائيل وصرف معظم حياته بين اليهود، وإليهم أرسل رسله أولًا، ولم يرسلهم إلى الأمم إلا ً أخيرا تصريح بأن آية البحث تشير إلى المسيح وليس لغيره . (متى 10: 6 ولوقا 24: 47 ومتى 28: 18-20), وفي الأعمال 3: 25 و26)
– هل محمد وحده هو نبي ؟ وهل اينما ذكرت كلمة نبي في الكتاب المقدس المقصود به نبيكم المزعوم ؟ هذه حساسية زائدة تريدون الاستفادة من اي كلمة تطابق احلامكم لتستدلوا بها على صدق نبوة محمد . المسيح اعلنها صراحة كل من يأتي بعدي يدعي النبوة فهو كاذب . («اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ !) إنجيل متى 15:7
سأل اليهود يوحنا المعمدان من انت … النبي انت ؟ – عندما
كانوا يسألون عن مجيئ النبي المنتظر وهو المسيا الموعود به في توراة موسى ، وما كانوا يشغلون بالهم عن نبي عربي سيظهر في بلاد العرب ومن قبائل بدوية عربية لا علاقة ولا نسب يربطهم بها . لا يمكن أن يكون هذا إشارة إلى محمد. لان محمد هو من نسل إسماعيل ، ولم يعتبر اليهود أن نسل إسماعيل هم اخوة لهم . ومن الجانب الآخر تنطبق هذه الصفات على السيد المسيح . كان المسيح يهودياً وأيضا كذلك موسى النبي في حين محمد لم يكن يهوديا .
شهادة محمد للمسيح
يقول الكاتب : ان نبيا اعظم من المسيح وهو (النبي محمد) سيشهد لعيسى وليس النبي يوحنا ويستند الكاتب الى ايات مثل : ( ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا ، ان الذي يشهد لي هو آخر ، وانا اعلم ان شهادته التي يشهدها لي هي حق انا لا اقبل شهادة من انسان … الاعمال بعينها التي اعملها هي تشهد لي …… ان الآب قد ارسلني ، والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي ) . انتهى
السؤال : اين هي شهادة محمد في هذه الآية ، ان كانت الاعمال المعجزية تشهد للمسيح والآب يشهد له ، و المسيح لا يقبل بشهادة انسان فاين موقع محمد من الاعراب ؟
شبهة اخرى يثيرها الكاتب لا علاقة لها بحوار العريفي مع القس ويقول :
في انجيل متى الاية 17 من الاصحاح 19 تقول فيها السيد المسيح :
( لماذا تدعوني صالحا ؟ ليس احد صالحا الا واحد وهو الله )
ويقول فهذا تأكيد على ان المسيح انسان وليس اله .
المسيح له طبيعة الهية وانسانية ، فهو كلمة الله المتجسد على الارض ، والاله له صفات العلم بالغيب ، وغفران الخطايا ، وشفاء المرضى ، واقامة الموتى ، وخلق اعضاء للانسان وغيرها . وهذه كلها عملها المسيح وقد انفرد بها من دون البشر ، فهل كان لمحمد مثل تلك الصفات ليكون اعظم من المسيح ؟ الا تكفي كل تلك الصفات ليكون الها ؟ وقد تنبأ الكثير من انبياء العهد القديم بمجيئه وبصفاته .
القرآن ذكر صفات الله واسمائه الحسنى منها ( الخالق – العليم – الغفار – السلام – الحكيم – الاول – الاخر – النور – الرب – العالم – الديان – السيد – الشافي – الطيب – الغافر- المُطعم – علام الغيوب – الطبيب – نور السماوات والارض – ) وغيرها من الصفات … هذه الصفات كلها هي صفات السيد المسيح ذكرت في الانجيل . فهل هناك اي نبي او شخص آخر حمل كل هذه الصفات الالهية غير السيد المسيح ؟ وهل حمل نبي الاسلام محمد جزء قليل من هذه الصفات ؟
المسيح في نظر الناس انسانا ، فهل يمكن ان يقول لهم انا اله ليصدقوه ، انما اقواله واعماله المعجزية هي من شهدت بالوهيته كما قال اعلاه .
هل ملك اي دولة يسير بين شعبه ويقول لهم انا الملك ، او يكتب على صدره لافته ليقول للناس انا الملك ، ام من ثماره وصفاته واعماله يعرفونه .
شبهة اخرى للسيد خطاب : هل مات المسيح وهو اله ام انسان ؟
الرد : الانسان يموت بجسده ولكن الروح لا تموت ، المسيح مات بالجسد فقط ، لكن لاهوته لم يمت ، فان كان الانسان العادي لا تموت روحه ، فهل تموت روح الله الساكنة في المسيح يسوع ؟ المسيح قام من الموت بعد ثلاثة ايام ، فهل قام نبيكم محمد بعد موته ام تفسخ جسده بعد ثلاثة ايام ولم يدفن الا بعدها ، حتى كان الصحابة ينتظرون قيامته مثل المسيح ؟ وبعد ان انتفخ وانتن اسرعوا في دفنه تحت سريره وفي غرفته ، ولم يسير خلف جنازته اي انسان . فهل هذا نبي اعظم من المسيح ؟
شبهة اخرى من عبد القادر خطاب ولا علاقة لها بمقالي عن العريفي .
جاءت اقوال العهد الجديد ان من مات وقام هو الرب ، مما يخالف نصوص التي يوردها النصارى ان الاله لا يموت !!!
مما سبق يتضح ان الزعم ان من مات على الصليب ( حسب زعمهم ) هو الطبيعة الانسانية فقط مرفوض، ويتعارض مع النصوص الواضحة في الكتاب المقدس .
ان كان الذي يهب الحياة قد مات فمن سيعيده الى الحياة مرة اخرى ؟ انتهى كلام خطاب
الرد : هذا سؤال في منتهى السذاجة حسب التفكير الاسلامي .
الاله الذي لا يموت هو من اقام جسد المسيح الانسان الذي مات مؤقتا الا تعقلون؟
ويستشهد محامي العريفي ( خطاب) بموت المسيح وان الله تركه بقول المسيح على الصليب : ( الهي الهي لما تركتني ) .
الرد :
لو كان هذا الخطاب دارسا للكتاب المقدس لما سأل هذا السؤال الذي يسأله الكثير من المسلمين لعدم الفهم .
الجواب : المسيح لا يقصد ان الله تركه ، أن السيد المسيح كان يلفت نظر اليهود وقياداتهم إلى ما ورد عنهم من نبوات في المزمور الثاني والعشرين للملك داؤد:
لأن به إشارات كثيرة إلى صلب السيد المسيح.. فعندما يقول “ثقبوا يديّ ورجليّ. أحصى كل عظامي وهم ينظرون ويتفرسون فيّ” (مز22: 16، 17) الذي بدايته عبارة “إلهي إلهي لماذا تركتني؟ انصحك ان تراجع المزمور 22 لتعرف الحقيقة .
شبهة الخطيئة الاصلية
آدم لم يخطئ ، لكن حواء هي من اخطات ، ولهذا لا يوجد خطيئة اصلية .
الرد : الله اوصى آدم بعدم الاقتراب من شجرة الحياة ، ,آدم اطاع الشيطان وحواء وشارك في عصيان الله مع زوجته حواء ، فكان شريكا في العصيان ، وعاقبهما الله سوية ، وبذلك انتقلت الخطيئة الاصلية من آدم وزوجته الى ذريتهما .
يدعي الكاتب ان الحكمة خلصت آدم من خطيئته وانقذته بعد زلته ، ولكنه لم يفسر كيف عملت الحكمة ضد ارادة الله . واستشهد بآية لا علاقة لها بالموضوع .
يزعم الكاتب ان ميخائيل رئيس الملائكة لم يجسر عند محاججة ابليس عن جسد موسى ان يورد له حكم افتراء بل قال له لينتهرك الرب .
الرد : وهل يوجد اقوى كلمة من الاستعانة بقوة الرب لأنتهار ابليس ؟ ام تريدها معركة بالسيف كما كان يفعل نبي الاسلام ؟
البقية في الحلقة 2
مواضيع ذات صلة: حوار بين البروفيسور العريفي وقس انكليزي