نعترف بداية بأن الواقع العربي الفاسد يحتاج الى أكثر من ثوره والى أكثر من ربيع , ولكن يجب أن ندرك وبعمق حقيقة أن الغرب ومن أجل مصالحه قام بالمتاجرة بمصائبنا فشن علينا حروب شعارها الحريه والديمقراطيه وحقوق الإنسان وحقيقتها السلب والنهب من ثروات العرب المغلوبين على أمرهم
عام 2007 قام معمر القذافي بزيارة الى فرنسا إلتقى فيها بساركوزي ووقّع معه عقداً لشراء طائرات حربيه فرنسيه , وتصادف في تلك الفتره أن الشركة البتروليه الفرنسيه ( توتال ) كانت قد عثرت في مدينة غدامس الليبيه على حقل غاز مهول ( إن . سي . سفن ) يكفي لسد كامل إحتيات قارة أوربا من الغاز مدة 30 عام
عام 2008 حصلت مباحثات بين فرنسا وليبيا عبر وسيط دولي هو الفرنسي من أصل لبناني ( زياد تقي الدين ) أثمرت عن منح ليبيا كامل حقوق العمل في حقل ( إن . سي . سفن ) مقابل مبلغ وقدره 140 مليون دولار, ووضعت ليبيا شرطاً لهذا العمل هو أن لا تدخل شركة توتال أي شريك ثانوي للعمل معها في هذا الحقل بل تقوم هي منفرده بكل العمل
في يوم 22 حزيران 2009 وصلت الشيخه موزه والشيخ حمد من قطر الى باريس وقاما بالإتفاق مع ساركوزي على الإستيلاء فيما بينهما على حقل النفط الليبي , فقامت قطر بشراء حصة كبيره من أسهم شركة توتال تؤهلها لهذا الإستيلاء
حين علمت ليبيا بالخبر طار صوابها وطالبت بطرد القطريين من توتال , فما كان من القطريين إلا رشوة ساركوزري بالمال كما صرح بذلك زياد تقي الدين ليشن ساركوزي الحرب على ليبيا , وأكد تقي الدين أن الحرب على ليبيا كانت مدفوعة الثمن بالكامل من قطر
لا تدري كيف تحرك ساركوزي ولا كيف أقنع بريطانيا معه , والأدهى هو كيف إستطاع الحصول على قرار الأمم المتحده بإدانة الى ليبيا والموافقة على شن الحرب عليها وهي لم تقترف جرماً !!
تشرين الأول 2010 هرب ( نوري المسماري ) الذراع الأيمن للقذافي والمشرف العام على البروتوكول الى فرنسا تحت حجة العلاج ثم منحته فرنسا الحماية الكامله وأخذت منه كل المعلومات اللازمه عن القذافي , أماكن عمله وتحركاته وتواجده , كل شيء
من أجل التغطية على الحرب المجرمه التي ستشن على ليبيا الآمنه التي لم ترتكب جرماً تقرر إعلان شيء إسمه ( الربيع العربي ) بعد أقل من شهر واحد على هروب نوري المسماري من ليبيا . إستغلت حادثة بوعزيزي في تونس لقدح زناد الحرب .. مات الرجل أو قتل في المستشفى بعد تعرضه للحروق فعم الربيع العربي في تونس يوم 17 كانون الأول 2010 ومن تونس وصل الى مصر بعد 38 يوم في 25 كانون الثاني 2011 ثم تم نقله من مصر الى اليمن خلال 17 يوم وكان ذلك في 11 شباط 2011 . عراب النقل كان برنار هنري ليفي الذي شاهدنا صوره بين الجموع في كل هذه الدول العربيه . بعد 7 أيام من إشعال الربيع في اليمن تم إشعاله في ليبيا بتاريخ 17 شباط 2011 مظاهرات ومواجهات بين الجيش والشرطه والمتظاهرين
قام برنار هنري ليفي بنشر تقارير صحفيه ملفقه عن إستعمال القذافي الأسلحه الكيمياويه ضد شعبه وأن بنغازي معرضه للإباده وغيرها من الأكاذيب , فصدر قرار الأمم المتحده بالتدخل العسكري لإنقاذ الحريه والديمقراطيه وحقوق الإنسان , على الفور بعد صدور القرار وبدون إبطاء بدأت الطائرات الفرنسيه والبريطانيه بعمليات القصف الواسعه على ليبيا منذ تاريخ 21 آذار 2011
خلال هذا الوقت إعترفت فرنسا بالمجلس الإنتقالي الليبي وخرج ساركوزي في الإعلام يتحدث عن الشرعيه وحقوق الإنسان وما الى ذلك من شعارات رنانه لايوجد تحتها غير الخواء معلناً بإسمها حرباً كامله على ليبيا حتى إسقاط القذافي العدو الأول للشرعيه
بعد بداية هذه الحرب ب 15 يوم وقّع المجلس الإنتقالي الليبي اتفاقاً سرياً مع الحكومه الفرنسيه منح فرنسا بموجبه 35 % من كامل الإنتاج النفطي الليبي لتتحول فرنسا الى المنتج الأوربي الأول للنفط , ولهذا قامت برفع إنتاج شركة توتال وطرحت عدداً من الأسهم الجديده للإكتتاب .. عندها قامت قطر بشراء 3% من الاسهم المطروحه
نعود الى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني , قلنا أن حربه المدفوعة الثمن في ليبيا قد تم إشعالها في ليبيا بتاريخ 17 شباط 2011 …. أما حربه الثانيه المدفوعة الثمن فتم إشعالها في سوريا بتاريخ 18 آذار 2011 والحرب فيها قائمة حتى اليوم اذا ليس من مصلحة الغرب ولا من مصلحة اسرائيل إزالة شخص مثل بشار, والحرب القائمه في سوريا اليوم والواقعه على رؤوس الأبرياء ليست حرب لإزاحته عن الحكم بل حرب تقاسم مصالح لم يجد لها المتحاربون ساحة غير أرض سوريا
الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني ربما لأن دوره انتهى .. أو ربما لأنه قام بخطأ ما أثناء تنفيذ المراحل السابقه من المخطط .. تقرر أن يشمله الربيع العربي هو الآخر ولكن بسيناريو مختلف .. ليس حرصاً عليه ولا على شعبه ولكن لطبيعة الأرض المتخمه بالنفط والغاز التي يعيشون عليها . إستقبل اوباما الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني في البيت الأبيض بتاريخ 23 نيسان 2013 وتباحث معه في شأن تغير رؤساء دول الشرق الأوسط .. بعد شهرين من هذه المباحثات وبالتحديد في 25 حزيران 2013 وفي خطاب طوله 7 دقائق تنحى الشيخ لإبنه تميم عن الحكم , لا تدري إن كان لقاعدة السيليه دور في هذا التنحي الذي يقال أنه كان سريعاً وسلساً وناعماً