صلاح الدين محسن
حول زيارة اول رئيس مصري للصين . رئيس يحفظ القرآن , وينتمي لجماعة دينية محظورة قانونا , جماعة تسلمت السلطة في حماية العسكر – وبصفقة سياسية معهم – وبتواطؤ خارجي متعدد المصادر . … كانت لنا بعض الخواطر فسجلناها كما يلي :
1 – هل يحمل الرئيس المؤمن . لرئيس الصين الشيوعي . رسالة من المرشد . علي غرار رسائل نبي الاسلام لحكام بعض الدول كمصر والحبشة . تقول : اسلم تسلم والا .. الخ ؟
2 – هل قابل رئيس الصين ليوصيه خيرا بالاقلية المسلمة الصينية ؟
وهل ضحك الرئيس الصيني كثيرا وطمأنه بانهم أفضل حالا من الأقليات الدينية المصرية ؟ اذ لا تحرق معابد مسلمي الصين ولا تنهب محلاتهم وبيوتهم ولا تخطف بناتهم تحت الحكم الشيوعي .. – بعكس ما يحدث للأقليات الدينية بمصر – ؟
3 – هل تباهي الرئيس الشيخ مرسي . أمام الرئيس الصيني . بحملات الغزو الاستعماري الاسلامي العربي التي قادها الاسلاميون في العصر الاسلامي العربي العباسي – ووكلاء الاستعمار الاسلامي , مثل محمود الغزنوي – . ضد بلاد آسيا ومنها قطاعات من الصين ؟ أم غالط الشيخ مرسي , الرئيس الصيني بزعم انها علاقات تاريخية وثيقة .. تربط بين الاسلام وشعوب آسيا !؟
وهل هز الرئيس الصيني رأسه وكان جاهزا بالرد . فنظر نحو صور علي الحائط وأطال النظر . لينظر اليها ” الرئيس مرسي ” ويري صور هولاكو , جنكيزخان , وتيمورلانك ؟ هؤلاء القادة الآسيويين الذين بادلوا الامبرطورية الاسلامية . الغزو بغزو معاكس . واذاقوا الخلفاء الاسلاميين مرارة ما فعلوه بشعوب آسيا ؟ وعرفوهم أكذوبة يكررها المشايخ للآن . تقول ” الاسلام يعلو ولا يعلي عليه ” ؟ّ ( ملحوظة : الصينيون للآن .. يعتبرون هولاكو بطلا قوميا ويخلدونه ) .
4 – هل الشيخ الرئيس مرسي , دعاه بلطف وبرقة اخوانية معروفة . لاعتناق دين نبي العرب – النبي ابن القرن السابع الميلادي – . فابتسم الرئيس الصيني برقة وتهذيب . وأشار له نحو صورة كبيرة لنبي الشيوعية ” كارل ماركس ” أحد أهم فلاسفة القرن العشرين ؟ ونوه له بالفرق الشاسع بين القرن السابع الميلادي , وبين القرن العشرين من الميلاد ..!
5 – هل لوح الرئيس الاخواني – الشيخ مرسي – للرئيس الشيوعي – بضرورة دفع الجزية في حالة عدم اعتناق الاسلام – بحكم الشريعة الاسلامية – والا .. فالحرب والسيف . كما يقضي الاسلام ؟
وهل رد عليه الرئيس الشيوعي الصيني . بعرض متواضع – كعادة الصينيين – لآخر ما حققته الصين في مجال أسلحة الدمار الشامل – الذي تمتلك منه الصين الكثير – . وما لديها من صواريخ عابرة للقارات حاملة للرؤوس النووية . وعن سفينة الفضاء الصينية التي تسير بدون صيحة الله أكبر , وعن أول رائدة فضاء صينية . لا ترتدي حجاب أم أيمن – البرلمانية التي تعمل ضد النساء , وضد حقوق المرأة وتمثل المرأة : عن جماعة الاخوان ! -..
6 – هل استفسر منه الرئيس الصيني عن حاضر الشيوعيين المصريين . ومستقبلهم , بعد وصول الجماعة الاسلامية للسلطة – للاطمئنان علي رفاق له في العقيدة السياسية , وأخوة مؤمنين بالماركسية – ؟
7 – هل سأله الرئيس الصيني : متي ستسحب جماعة الاخوان ” الدكتور أيمن الظواهري ” من أفغانستان , القريبة من الصين ؟ ليتوقف نشاط تنظيم القاعدة .. الذي لا يهدد الأمريكيين وحسب , بل يقلق جيران أفغانستان – غير الاسلاميين وكل الدول القريبة منها ؟
8 – هل لاحظ الوفد المرافق للرئيس ” مرسي ” اختلافا في استقبال الصينيين لأول رئيس مصري بلحية , عن استقبالهم لرؤساء مصريين سابقين بدون اللحية ؟
9 – وكم مرة استأذن الشيخ مرسي . لقطع الاجتماع لأجل الصلاة . وماذا كان وقع ذلك علي الجانب المضيف , هل وجدوه تصرفا مخالف للبروتوكولات والأعراف السياسية والدبلوماسية – ان كان قد حدث – ؟
10 – هل ذهب الرئيس مرسي للصين الشيوعية ليستأذنهم في استعارة مشروعهم العظيم للنهضة الذي حول الصين لدولة عظمي . بعدما كان حالها عام 1952 أقل من حال مصر ؟! ام أن الرئيس مرسي . راح لينصحهم بالعمل بمشروع النهضة , الاسلامي الاخواني . الذي وعد الاخوان المسلمون به شعب مصر وقت الدعاية الانتخابية . ثم انكر وجوده منذ أيام , المهندس خيرت الشاطر – نائب المرشد العام للجماعة – ؟ مما اصاب المراقبين السياسيين بالذهول !
11 – هل تناول الضيف المصري الاسلامي الاخواني . طعامه مع مضيفه الرئيس الصيني . من نفس الطعام , ؟ أم جاءوا له بطباخ مسلم – من سفارة مصر – , ليطهو له طعاما خاصا به – – لحومه حلال , مذبوحة حسب الشريعة الاسلامية ؟ّ!
12 – الرجل الذي صنع نهضة الصين وحولها لدولة عظمي – ماو تسي تونج – حكم حوالي 30 سنة . في هذه المدة لم يمنح نفسه وساما ولا نيشانا واحدا , ولم يزر مصر ولا مرة واحدة – 3 رؤساء مصريين زاروا الصين في وجود الرئيس ماو , ولكن مصر كان يزورها رئيس الوزراء ” شواين لاي ” وربما لم يزر – ماو – دولا أخري . كان وقته كله مكرسا لهموم شعبه بالداخل لتحقيق النهضة , وتحويل بلده لدولة عظمي . وتحققت النهضة ..
فكم نيشانا وكم وساما وميدالية منحها لنفسه , الرئيس الاخواني ” دكتور مرسي ” , وكم دولة زارها في مدة شهرين فقط – منذ تولي منصب الرئاسة ؟
13 – عن احدي زيارات الرئيس المصري الأسبق ” جمال عبد الناصر” للصين . كتب الاستاذ محمد حسنين هيكل – في الستينيات – انهم قدموا له علي مائدة الطعام . بطة مطهية . وفور الانتهاء من تناول الطعام . قدم له الرئيس الصيني مروحة . فأعجب ” عبد الناصر” من روعتها ورقتها وجمالها واناقتها . انها مروحة من الريش . بديعة الصنع . . فقال له الرئيس الصيني . هذه المروحة مصنوعة من ريش البطة التي تناولتها علي الطعام . ومن ريش هذه البطة بالتحديد .. لاننا لا نرمي شيئا بدون الاستفادة به .
لم يتعلم عبد الناصر – الذي بدأ حياته السياسية بين جماعة الاخوان المسلمين – ولم يعمل بهذا الدرس الصيني .. ولا علمه لزميلة السابق في جماعة الاخوان , ووريثه في حكم مصر – السادات – , ولا السادات علمه لخليفته ” حسني مبارك ” .. لم يتعلموا الثلاثة درس الصين في عدم رمي شيء بل الانتفاع بكل شيء ..
فتري ماذا فعل الشيخ الرئيس مرسي . بمليارات أطنان الزبالة التي أمر برفعها من شوارع مدن مصر وعاصمتها ؟
هل عنده برنامج اخواني لتصنيعها والانتفاع بها . وتحويلها لمصانع تستخرج منها سماد وصناعات عديدة مفيدة – صناعات تقوم علي الزبالة – وتشغل أيادي عاطلة كثيرة من ابناء مصر ؟؟
فهل أنشأ أثرياء جماعة الاخوان مصانعا لهذا الغرض , ولو من باب الاحسان لعباد الله . شعب مصر , وابتغاءً لمرضاة الله . لكي يضاف لميزان حسناتهم . ذاك الميزان الذي لا يحرصون علي شيء , باكثر من حرصهم علي الاضافة اليه ؟!
ربما – لو كان عندهم مشروع للنهضة – .. ..
—- ما عدا السهو والخطأ -…