متابعة – صافي الياسري
في المؤتمر الدولي الذي عقد بباريس دعت الرئيسة مريم رجوي في كلمة لها الغرب الى استغلال الفرصة للاطاحة بنظام الملالي الايل للسقوط وتخليص الشعب الايراني وشعوب منطقة الشرق الاوسط والعالم من شروره المتمثلة بالارهاب والتطرف والقمع ،والتكفير عن سنوات ‘المهادنة’ التي أتاحت له التمدد في المنطقة.
وقالت إنه إذا كانت محاربة داعش أمرا ضروريا فإن مواجهة نظام ولاية الفقيه وقوات الحرس (الثوري) ومجموعات المليشيات العميلة لها الأخطر من داعش مئة مرة أمر ضروري بأضعاف في الوقت الحاضر’.
واعتبرت أن اعتراف المجتمع الدولي بخطورة مليشيا الحرس الثوري الإيراني ‘خطوة إيجابية وإن جاءت متأخرة’.
ونبهت إلى أنها في الوقت نفسه خطوة ‘غير كافية’ قياسا إلى الأضرار المتزايدة التي تنشرها هذه المليشيا ‘العابثة والمخربة’، وبخاصة أن شعوب المنطقة ‘دفعت ثمنا باهظا وبالدم جراء سياسة المداهنة التي انتهجتها الدول الغربية لسنوات مع النظام الإيراني’.
وتوقعت أن ‘إسقاط هذا النظام حتمي وفي متناول اليد.. وهذا هو الحل الوحيد لكل المشكلات والمعضلات للمنطقة والعالم’.
وشمل المؤتمر الواسع -الذي افتتحت أعماله من قبل عمدة الدائرة الثانية لبلدية باريس جاك بوتو- ثلاث منصات.
المنصة الأولى للشخصيات الأوروبية، والمنصة الثانية للدول العربية والإسلامية، والمنصة الثالثة للشخصيات الأمريكية، وكان ضمن الحضور رؤساء ووزراء سابقون وسفراء ومنظمات سياسية وحقوقية.
واستدلت رجوي على كلامها بأنه ‘لو لم تكن ولاية الفقيه مكروهة ومبغوضة داخل إيران إلى هذا الحد لما كانت تحتاج إلى قوات الحرس وقوة القدس وإلى مجموعات من المليشيات المحترفة بالقتل والفساد في المنطقة، ولو لم تكن ولاية الفقيه فاقدة الثبات، لما كانت تقحم نفسها بشكل استنزافي في حروب المنطقة’.
وتشير رجوي بذلك إلى الهدف الذي من أجله أسس الخميني عقب الثورةعام 1979 مليشيا الحرس الثوري وما تفرع عنها من مليشيات مثل فيلق القدس، القائمة على صنع مليشيات أخرى من أبناء البلاد المستهدفة، مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين وغيرها.
وتأسست مليشيا الحرس لتحمي الخميني وأتباعه من أي محاولة من الجيش لإزاحته عن الحكم، ثم تشعبت وتغولت داخل المؤسسات العسكرية والاقتصادية والثقافية والسياسية حتى باتت قوة فوق الجيش ذاته.
ودعت رجوي الدول الغربية إلى اتخاذ الخطوات التالية لإحكام الحصار على النظام الإيراني:
– إعلان قوات الحرس الثوري قوة إرهابية ومنع وصولها إلى المنظومة المصرفية العالمية.
– طرد قوات الحرس والمليشيات الموالية لها من سوريا والعراق ودول أخرى في المنطقة، ومنع نقل المقاتلين والأسلحة من قبلهم إلى هذه الدول.
– طرد عملاء قوة القدس الإرهابية وكذلك وزارة المخابرات من الدول الأوروبية وأمريكا.
– اشتراط وقف التعذيب والإعدام في إيران لاستكمال العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع طهران.
– مطالب مجلس الأمن الدولي بوضع ترتيبات لتشكيل محكمة خاصة بشأن جرائم نظام ولاية الفقيه، لا سيما مجزرة الـ30 ألف سجين سياسي التي نفذها عام 1988، أو إحالة الملف إلى محكمة الجنايات الدولية.
– دعم طلب تقديم الحكومة العراقية تعويضات ل مجاهدي خلق وجيش التحرير الوطني (حركات معارضة) عن أموالهم وأجهزتهم وأسلحتهم ومعسكراتهم التي صادرها نظام الملالي.
– الاعتراف ب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية باعتباره البديل الديمقراطي لنظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران، باعتبار أن ذلك أمر ضروري لإيقاف سياسة المداهنة الكارثية التي كانت تنتهجها أمريكا وأوروبا في السنوات الماضية.
وشهد المؤتمر زخما في الحضور والكلمات والآراء، وتحدث في المنصة الأولى -التي كانت تشمل شخصيات أوروبية- جيلبر ميتران رئيس مؤسسة فرانس ليبرته، وروجر جودسيف وماثيو آفورد نائبان في مجلس العموم البريطاني، وميشل دو فوكولور رئيسة اللجنة البرلمانية لإيران ديمقراطية في فرنسا، وزابينه لويتهويزر اشنارنبرجر وزيرة العدل الألمانية السابقة، وراما ياد وزيرة حقوق الإنسان الفرنسية السابقة، والسيناتور جري هوركان رئيس لجنة الموازنة ومعاون الحزب المعارض في مجلس الشيوخ الأيرلندي، والسيناتور برايان اودامنل من أيرلندا، وميخائيل كامينسكي عضو البرلمان البولندي، ورومئو نيكوآرا عضو البرلمان الروماني، واتو برنهارد عضو سابق للبرلمان الألماني الاتحادي.
وفي المنصة الثانية الخاصة بالشخصيات العربية تكلم سيد أحمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري السابق، وجورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، وسلوى أكسوي نائبة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وميشل كيلو من الشخصيات المعارضة السورية، وبسام العموش سفير الأردن السابق في طهران ووزير سابق، وعبد الله الطاير رئيس مركز مستقبل الخليج للبحوث والدراسات من العربية السعودية، وعيسى تركي عضو المجلس البحريني، ورياض ياسين سفير اليمن في فرنسا.
وفي المنصة الثالثة الخاصة بالشخصيات الأمريكية تكلم السفير لينكولن بلومفيلد المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي، والجنرال جيمس كانوي القائد الأسبق لقوات المشاة البحرية الأمريكية، وجون بيرد وزير الخارجية الكندي السابق.