– يرجع تاريخ مدينة القدس إلى أكثر من خمسة آلاف سنة.
– سكنت قبيلة اليبوسيين -أحد البطون الكنعانية ,-وهؤلاء ليسوا عربا -المدينة حوالي عام 2500 ق.م فأطلقوا عليها اسم يبوس, وهؤلاء من السكان الأصليين الذين تناوبوا على مدينة القدس,ولم نسمع اليوم أي أحدٍ منهم مطالبا بالقدس لتكون عاصمة له,أو بإحياء التاريخ القديم.
– العصر الفرعوني من القرن (16 – 14 ق.م):
خضعت مدينة القدس للنفوذ المصري الفرعوني بدءا من القرن 16 ق.م. وفي عهد الملك إخناتون تعرضت لغزو “الخابيرو” وهم قبائل من البدو، ولم يستطع الحاكم المصري (عبدي خيبا) أن ينتصر عليهم، فظلت المدينة بأيديهم إلى أن عادت مرة أخرى للنفوذ المصري في عهد الملك سيتي الأول 1317 – 1301 ق.م, ولو صحّت مزاعم المسلمين لقال المصريون اليوم بأن القدس لهم, فالشعوب التي سكنت القدس واحتلتها كثيرة جدا والمسلمون هم آخر شعب في العالم سكنوا القدس أو فلسطين, وبالتالي لا توجد لديهم مبررات منطقية للمطالبة بالقدس لتكون عاصمة إسلامية لهم.
العصر اليهودي (977 – 586 ق.م), وخلال هذه الفترة بنا اليهود المدينة وشيدوها بقصص وروايات الأنبياء, وهم بحق يُعتبروا من أصحاب الأولوية الأولى للقدس ذلك أن اليهود مثلا لم يأتوا من الحجاز أو من أوروبا حين سكنوا القدس, ولم يأتوا من دمشق أو العراق, هم قبائل كانت تسكن منطقة القدس وما حولها مثلهم في ذلك مثل المؤابيين والعُمانيون(عمان).
-العصر الفارسي (537 – 333 ق.م):
ثم سمح الملك الفارسي قورش عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس, هنا تجدر الإشارة إلى أن الفارسيين احتلوا القدس لفترة من الزمن وذلك مثلهم مثل( العرب) غير أن الفرس يعترفون بأنهم كانوا جيوشا محتلة احتلت أرض الغير بالقوة وسيطروا عليها وأعادوا أليهود إليها, بخلاف العرب المسلمين الذين جاءوا كغيرهم محتلين ومستعمرين والخطأ الوحيد الذي ارتكبه المسلمون هو الوهم المعشش في عقولهم من أن فلسطين كلها لهم والقدس كلها لهم, وهذا بخلاف كل الشعوب التي استعمرت واحتلت القدس.
دام حكم اليهود للقدس 73 عاماً طوال تاريخها الذي امتد لأكثر من خمسة آلاف سنة. فقد استطاع داود السيطرة على المدينة في عام 977 أو 1000 ق.م وسماها مدينة داود وشيد بها قصراً وعدة حصون ودام حكمه 40 عاماً. ثم خلفه من بعده ولده سليمان الذي حكمها 33 عاماً, وهنا اليهود ليسوا محتلين أو مستعمرين لأنهم من إحدى القبائل الأصلية التي سكنت بيت المقدس وأطراف بيت المقدس, ولا نستطيع أن نقول بأن اليهود مستعمرين أو محتلين لأراضي الغير بالقوة, وما ينطبق على العرب والفرس والرومان واليونان والفراعنة لا ينطبق فعلا على بني إسرائيل, والمسألة هنا بحاجة فقط إلى تمييز وتدقيق وكلمة حق.
وبعد وفاة سليمان انقسمت الدولة في عهد ابنه رحبعام, الذي كثرت الاضطرابات في عصره بسبب كثرة الضرائب…إلخ, وأصبحت المدينة تسمى “أورشليم” وهو اسم مشتق من الاسم العربي الكنعاني شاليم أو ساليم الذي أشارت التوراة إلى أنه حاكم يبوسي كان صديقاً لإبراهيم. (سفر التكوين- 14: 18-20، والرسالة إلى العبرانيين في الإنجيل 6:20،7:1-5).
– العصر البابلي (586 – 537 ق.م):
احتل الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني مدينة القدس بعد أن هزم آخر ملوك اليهود صدقيا بن يوشيا عام 586 ق.م، ونقل من بقي فيها من اليهود أسرى إلى بابل بمن فيهم الملك صدقيا نفسه, وقبل البابليون بالكر وبالفر وبأنهم كغيرهم احتلوا هذه المدينة وغزوها وقبلوا بالرحيل عنها دون أن يحلموا بالعودة إليها.
– عرفت في العصر اليوناني باسم إيلياء ومعناه بيت الله.
-ويقال انقسمت الإمبراطورية الرومانية عام 395 إلى قسمين متناحرين مما شجع الفرس على الإغارة على القدس.
الحرب البيزنطية-الساسانية 602-628، وقعت معركة بين الفرس والروم سنة614م انتصر فيها الفرس وسيطروا على الهيكل والقدس بمساعدة اليهود,والقرآن أشار إليها في سورة الروم:غُلبت الروم في أدنى الأرض.
-العصر اليوناني (333 – 63 ق.م).
استولى الإسكندر الأكبر على فلسطين بما فيها القدس عام 333 ق.م، وبعد وفاته استمر خلفاؤه المقدونيون والبطالمة في حكم المدينة، واستولى عليها في العام نفسه بطليموس وضمها مع فلسطين إلى مملكته في مصر عام 323 ق.م. ثم في عام 198 ق.م أصبحت تابعة للسلوقيين في سوريا بعد أن ضمها سيلوكس نيكاتور، وتأثر السكان في تلك الفترة بالحضارة الإغريقية.
القدس تحت الحكم الروماني (63 ق.م – 636م):
استولى قائد الجيش الروماني بومبيي
Pompeji
على القدس عام 63 ق.م وضمها إلى الإمبراطورية الرومانية. وشهد الحكم الروماني للقدس والذي استمر حتى عام 636م حوادث كثيرة، ففي الفترة من 66 إلى 70م قام اليهود في القدس بأعمال شغب وعصيان مدني, ضد سياسة الرومان,ولكن هذه الثورة قمعها الحاكم الروماني (تيتس) بالقوة فأحرق المدينة وأسر كثيراً من اليهود، وعادت الأمور إلى طبيعتها في ظل الاحتلال الروماني للمدينة المقدسة. ثم عاود اليهود التمرد وإعلان العصيان مرتين في عامي 115 و132م وتمكنوا بالفعل من السيطرة على المدينة، إلا أن الإمبراطور الروماني هدريان تعامل معهما بعنف وأسفر ذلك عن تدمير القدس للمرة الثانية، وأخرج اليهود المقيمين فيها ولم يُبق إلا المسيحيين، ثم أمر بتغيير اسم المدينة إلى “إيلياء” واشترط ألا يسكنها يهودي.
كنيسة القيامة.
-نقل الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول عاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى بيزنطة، وأعلن المسيحية ديانة رسمية للدولة فكانت نقطة تحول بالنسبة للمسيحيين في القدس حيث بنيت كنيسة القيامة عام 326م.
– ثم بعد ثلاثة قرون-614-,بعد الميلاد زحف جيش القائد الفارسي شهربراز إلى إيلياء (القدس). حيث حاصرها الفرس حوالي 20 يوماً، ثم دخلوها عنوة وجعلوها نهبا للحرائق. وقتل اليهود (حلفاء الفرس التقليديين) وأعداء الرومان التقليديين عدداً كبيراً من المسيحيين يقدره بعض المؤرخين بـ57 ألف رجل. ودمر الفرس كنيسة القيامة واستولوا على الصليب المقدس ,ونقلوه إلي عاصمتهم المدائن. وكان لسقوط بيت المقدس في أيدي الفرس صدمة كبيرة بين المسيحيين. فهذه كانت أول مرة تقع فيها هذه المدينة المقدسة بأيدي غير مسيحية.
– ومن ثم استرد الروم عافيتهم وحاصروا العاصمة الفارسية واشترطوا أن يفكوا الحصار عن الفرس شريطة إنسحاب القوات الفارسية المتواجدة على الأراضي الإسرائيلية وأهمها أراضي القدس,وانتصروا على الفرس سنة624م وأعادوا سيطرتهم على الهيكل وحولوه إلى مكب لنفايات المدينة, وهذا يدل دلالة تاريخية عميقة بأن الهيكل اليهودي ليس هيكلا مزعوما ولا هيكلا خياليا, فهذه الشروط التي جرت والمفاوضات تدل على أن القدس والهيكل كانا موجودان فعلا في القدس.
– ودخل الرومان القدس مرة أخرى وظلت بأيديهم حتى الفتح الإسلامي عام 636م, ونكاية وعمدا باليهود تم اهمال الهيكل وطمس أثاره حتى تذهب حقيقة إلى مجرد روايات تاريخية وكأنه لم يكن, ومما زاد الطين بلة أن المسلمين فعلوا جريمة أخرى مع الهيكل لم يفعلها الرومان أنفسهم, فصحيح أن الرومان خربوا الهيكل ولكنهم لم يبنوا على أنقاضه كنيسة مسيحية أو معبدا مسيحيا كما فعل بعد ذلك عبد الملك بن مروان لأسبابٍ سياسية كما سيتضح معنا بعد قليل.
– الإسراء والمعراج (621م/ 10هـ).
– أدار المسلمون في السنة الثانية للهجرة وجوههم نحو القدس لمدة 16 عشر شهرا بمكة, وذلك كاعتراف من محمد نفسه بأن بيت المقدس أو الهيكل كان موجودا فعلا في فلسطين وأراد محمد جذب الاهتمام العاطفي بالهيكل لكي يعترف به اليهود بأنه نبيٌ من الله ولكن اليهود لم يقبلوا بطلبه أو بعرضه أو لنقل بأن طرحه سياسيا ودينيا كان مرفوضا, فغضب محمد ووجه وجهه إلى الكعبة في مكة.
-رجاء بن حيوه بنا قبة الصخرة سنة62 هج.. ويقال65هج وانتهى منها سنة72 هج685م مات سنة112هج, وكانت تقوم على صخرة في وسط الهيكل,مما أدى بالتالي إلى تحويلها إلى مسجد قبة الصخرة, ويعتقد أغلبية المسلمين أو لنقل 99% منهم ما زالوا يعتقدوا بأن مسجد قبة الصخرة كان موجودا أيام قصة الإسراء والمعراج وهذا الكلام عاري تماما عن الصحة 100% بل مليون بالمليون, فلم يكن هنالك لا مسجد ولا أي شيء وهذا المسجد والقبة بناه الأمويون نكالا بعبد الله بن الزبير الذي استولى على مكة والحجاز قاطبة.
– عبد الله بن الزبير ولد سنة 1 للهجرة وهو أول مولود ولد بعد الهجرة وكانت الناس تقول عنهم قطع نسل المسلمين فلما ولد لهم عبد الله هللوا وكبروا حتى ارتجت أركان يثرب,وتوفى سنة73 للهجرة في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان, وفي أثناء الصراع السياسي والديني الذي نشب بين عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم تم بناء المسجد الأقصى وقبته.
– ويقال بأن عبد الملك بن مروان بدأ حكمه سنة 65هجري وهذا يرجح أن بداية إنشاء وبناء قبة الصخرة والمسجد الأقصى كان في بداية حكمه الذي بدأه بمواجهة الاضطرابات السياسية , ودامت مدة حكمه 21 سنة إلى 86 هجري.
,تولى الخلافة بعد مقتل والده مروان بن الحكم سنة 65 هجري.
وكانت العراق ومكة والمدينة والحجاز كله قد سقط بقبضة عبد الله بن الزبير,ولم يكن عبد الملك يحكم إلا جزء من الشام ومصر ولكنه بعد قضاء الحجاج على عبد الله بن الزبير دانت له كل الحجاز والعراق ودخلت تحت حكمه,قطع الحجاج رأسه وصلبه في مكة وبعث للخليفة برأسه.
– وقد ورد ذكر القدس في التوراة 680 مرة.