الدكتور سفيان عباس التكريتي
التاريخ السياسي للأديان يخلوا من أي دليل أو إشارة معتمدة المصدر الموثوق إلى وجود أحزاب تنظيمية ذات أغراض سياسية بحتة كونها تتخندق طائفيا بالضرورة الحتمية لطبيعة الدين والمذهب المنزلة بالتخصيص الالهي في الحقبة الزمنية لتقويم الشرك وأهله ونصحهم إلى طريق التوحيد وتقف الديانات الرئيسية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية على رأسها وان كتبها الموسومة بالتبجيل قد خلت في نفحاتها الكريمة بكرم بارئها جلا وعلا وكذلك سنن الأنبياء المختارين لم تمنح الجواز الشرعي إلى تسييس المفاهيم السماوية لأنها محكومة بمجموعة من القواعد الربانية الآمرة الواجب إتباعها. اذاً التحزب داخل الدين الواحد أضحى صناعة سياسية دنيوية ينتهج الطائفية والعنصرية حتما وتنعدم فيه العدالة بكل أنواعها عندما يتبوأ الصدارة في قيادة الجمع المؤمن التي تتعدد فيه المعتقدات الدينية والدنيوية ومنها التشريعات الوضعية التي تتبنى المقررات الأممية المتعلقة بالعهود والمواثيق الدولية التي تمنح حق الضمير وحرية التفكير والمعتقد، كما تنتشر في ظلها الفتوى غير المسندة والدجل والشعوذة لديمومة البقاء على سدة حكم العباد تحت أي ثمن حتى وان كانت تتعارض مع الأحكام إلالهية المطلقة. فالدين الإسلامي مثلا يعتبر كل المؤمنين حزب الله من اجل التوحيد والتقوى وصفاء النفس وطهارتها وان التاريخ الإسلامي منذ عصره الأول على زمن النبي الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وتابعيه بإحسان من خلفائه الراشدين وما أعقبه من خلافات متعاقبة كالأموية والعباسية والعثمانية التي تشرفت جميعها حمل لواء الجهاد الأكبر بنشر الراية المحمدية في إرجاء المعمورة بالتكليف الالهي، ولم تكن الأحزاب حاضرة أو أنها أسهمت في هذا الشرف عال المآب. إن آلية التحقيقات التاريخية الباحثة في صحة الأحداث وما صاحبها من متغيرات وما واكبها من إرهاصات لا تحتاج العناء عند أصحاب الشأن الموثقين النجباء للموروثات الاجتماعية والسياسية . فالأحزاب الإسلامية نشأت حديثا بطريقة دراماتيكية وتحديدا في فترة الخمسينيات القرن الماضي وخاصة في الوطني العربي وما جاوره من البلدان الإسلامية حتى انتشرت في عموم العالم الإسلامي بعد حين ومن بينها ما يسمى الثورة الإسلامية في إيران حيث تكشفت الأسرار مؤخرا عن اتصالات خميني الدجال مع المخابرات الأمريكية التي تسربت بعد مرور المدة القانونية المانعة من النشر فأن الفضيحة هذه قد رافقتها فضائح مخزية على نظام الفاشية الدينية في طهران مثل زيارة مكفارلين نائب وزير خارجية أمريكا آنذاك الى طهران سرا إبان الحرب العراقية الإيرانية وفضيحة ايران كيت وغيرها الكثير. وحدة موضوعنا لديها وثائق موثقة وأدلة دامغة لا تقبل التأويل أو التطبيل أو البطلان مأخوذة من مصدرها الأساسي ومنشورة في كتب (عبد الحسنين هيكل) مفادها ما يلي حينما تبوأ الرئيس ( أيزنهور) رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية العام 1953 اختار صفوته للإدارة هذه الدولة العملاقة للخارجية والدفاع والأمن القومي والمخابرات المركزية وقد وقع الاختيار على الأخوين جان فوستر دلس لوزارة الخارجية وألن فوستر دلس للمخابرات المركزية ، كانت هذه الفترة بداية الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي والصراع على النفوذ في محيط الأرض عبر القارات الخمس . وقد تبنى هذا الرئيس ذو الخلفية العسكرية خطة جهنمية لمواجهة النفوذ السوفيتي المتنامي وانتهج أسلوب استراتيجي نوعي يسمى حرب الأفكار للوقوف بوجه العقيدة الأيدلوجية الشيوعية. وقد أوعز للأخوين جان فوستر وألن فوستر بتقديم دراسة حول حرب الأفكار والذهاب إلى المنطقة العربي والدول الإسلامية المجاور لحثهم على تأسيس أحزاب دينية وتخويفهم من المد الشيوعي الملحد وتقديم كل إشكال الدعم المادي والوجستي على المستويات التنظيمية والأهداف الفكرية والعقائدية المستوحاة شكلا من الدين الحنيف وهكذا الحال مع باقي الدول الإسلامية من التبت شرقا وحتى شمال إفريقية غربا ) هذا ملخص تراجيدي لنشأة التيارات الدينية الإسلامية التي تتحكم بمصير العباد في العديد من دول الشرق الأوسط وتتحدث عن المبادئ الوطنية والقومية والقيم السماوية والأخلاق والعدل والإيمان والصراع مع الغرب وعلى رأسهم الشيطان الأكبر وقضايا المسلمين المهضومة من قبل أمريكا والديمقراطية وحقوق الإنسان . عزيزي القارئ الكريم هذه المعلومات المؤكدة نسردها كما هي دون رأي اجتهادي من قبلنا لان الرعاية الميمونة لأحفاد ايزنهور لا زالت قائمة لهذه الأحزاب بمختلف مذاهبها بل قد سلمتها صناعة القرار وشؤون العباد وأوعزت للبعض منها بخيار التطرف. لان فترة الخمسينيات لم يكن مفهوم الإرهاب مطروح على الساحتين الأمريكية والدولية ولا التطرف الإسلامي كان ظاهرا أو موجودا على الإطلاق .
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- كيف تفكك مجتمعا ما وتدمر حاضره ومستقبله؟بقلم علي الكاش
- مباحث في اللغة والادب/ 78 وسامة الرجل في التراثبقلم مفكر حر
- دراسة موجزة عن ديوان (فصائد في قصيدة واحدة) للشاعر والأديب ميخائيل ممو.بقلم آدم دانيال هومه
- ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ** لماذا الإطاحة بالنظام الايراني … غدت ضرورية غربية ودولية **بقلم سرسبيندار السندي
- الحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولودبقلم مفكر حر
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
أحدث التعليقات
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **