الأنظمه الدكتاتوريه والشموليه والقمعيه هي أنظمة جائره , وهناك الكثير من الدول تعاني من مثل هذه الأنظمه في مختلف أرجاء العالم , ولكن حالما يفقد النظام الحاكم سلطاته بالإطاحه به فإن البلاد تتحول مباشرة الى الفوضى وكما هو حاصل اليوم في دولنا العربيه وكما حصل سابقاً عند انهيار النظام السوفييتي المنحل . نذكر جيداً خراب رومانيا عند الإطاحه بتشاتشيسكو وما حدث في روسيا عند الأطاحه بغورباتشوف , أما ما يقع اليوم في العراق ومصر وليبيا من فوضى فهي مازالت ماثلة للعيان
جبار محسن الذي كان يوماً مديراً للمكتب الصحفي لصدام حسين كتب الى صدام في مقال منشور على الصفحة الأولى من جريدة الثوره : سيدي ما نريد ديمقراطيه انت فصل ونحن نلبس . كان هذا رداً على ( مقال لكاتبه ) وعد العراقيين بعد هزيمة أم المعارك 1991 بالسماح بتأسيس الصحف والتعدديه الحزبيه ومزيد من الممارسات الديمقراطيه
أول وأعظم ديمقراطيه في العالم هي ديمقراطية أثينا , لكن ديمقراطية أثينا لم تكن تعني تأسيس ألف حزب في بلد واحد كي تحتوي سياسيين فاسدين مرتشين سارقين يغيرون تحالفاتهم كل يوم كما يغيرون أحذيتهم , ولا تعني فتح ألف قناة تلفزونيه وتحويلها الى منابر للسب والشتيمه وتصدير فضائح السياسيين الى المواطنين , هذه ممارسة للفوضى بإسم الديمقراطيه . الفوضى التي جعلتنا نترحم على مقولة جبار محسن : ما نريد ديمقراطيه سيدي انت فصل ونحن نلبس
من الجيد أن تكون لدينا قيادة قويه , لكن القائد ينبغي أن ينتخب بكل حزم لأنه اذا كان فاسداً أو واقعاً في أخطاء لا تغتفر فإن قيادته لبلد واقع في الفوضى ستتحول الى وضع كارثي
هناك حكمه موجهه الى كل القاده في العالم تقول : اذا كنت غير صالح لإدارة أمورك الشخصيه فالأمر بسيط , لكنك حين لا تصلح لإدارة أمور شعب فالأمر سيتحول الى كارثه
د. ميسون البياتي