«عكاظ» (عمّان)
ألم يكن الأجدى بحركة «حماس» بدلا من انتقادها لتصريحات وزير الخارجية عادل الجبير أن تسارع لإنهاء الكارثة الإنسانية التي جلبتها لقطاع غزة وإنقاذ أكثر من مليوني مواطن فرضت عليهم الإقامة الجبرية، وأبقتهم في سجنها الكبير، فتهديد حياة سكان القطاع وحرمانهم من الماء والكهرباء والعلاج وسلب حريتهم يفوق ما مارسته «داعش» في سورية والعراق بممارستها القتل المباشر فيما تمارس حماس القتل البطيء.
قادة «حماس» في غزة وقطر الذين يبتلعون كل ملايين الدولارات من المساعدات التي تقدمها السعودية والإمارات بالإضافة إلى المعونات الدولية لإبعاد شبح الكارثة الإنسانية عن أهالي غزة تخصصها «حماس» وفقا للتعليمات الإيرانية لدعم الإرهاب وحفر الأنفاق، تاركة أهالي غزة يغرقون في جوعهم وفقرهم ومرضهم وحصارهم ودفعهم للضرائب التي تفرضها عليهم ما تسمى بحكومة حماس.
الأوضاع التي عاشها أهالي الموصل عندما استولت «داعش» على المدينة لا تختلف كثيرا عما تفعله «حماس» في غزة، فحرمان أهالي غزة من أموال المساعدات الإنسانية واستخدام هذه الأموال للإقامة في الفنادق الفخمة التي يرتادها قادة الحركة وحفر الأنفاق وحرمان سكان القطاع من الماء والكهرباء والعلاج يشكل خيانة مزدوجة للقضية الفلسطينية. إن الاستغلال الإجرامي لأموال المساعدات الإنسانية المخصص لرفع المعاناة عن سكان القطاع بات يتطلب تدخلا عاجلا لإنقاذ حياة سكان غزة الذين يقفون الآن على حافة الكارثة الإنسانية، فمنذ انتهاء عملية الجرف الصامد في آب أغسطس 2014 استثمرت حركة حماس الإرهابية 120 مليون دولار بالأنفاق أي بمعدل 42.5 مليون دولار سنويا، وتستمر الحركة في بناء الأنفاق بوتيرة عالية. فكل أموال المساعدات الإنسانية يتم تحويله للأنفاق بدل سكان القطاع. «حماس» هي من تقود غزة إلى الكارثة الإنسانية بتسلطها ومصادرتها أموال المساعدات الإنسانية، إضافة لما تقوم به من تهديد لحياة السكان من خلال الأنفاق التي تحفرها تحت منازل المواطنين وتحت المدارس والمستشفيات لاستغلال السكان كدروع بشرية للأنفاق، الأمر الذي بات السكوت عليه أمرا مستحيلا ويتطلب تحركا عاجلا لإنقاذ أكثر من مليوني مواطن غزاوي يقفون الآن على حافة الكارثة الإنسانية. لقد انكشف المستور.. حماس عميلة مزدوجة للدوحة وتل أبيب.