الدليمي كاوبوي العصر الحديث

تحول سعدون الدليمي (وزير الثقافة ووكيل وزير الدفاع في آن واحد) الى اسطورة يتغنى بها السكان في منطقة حيفا وسط بغداد حيث مقر وزارة الثقافة.
فصاحبنا الدليمي يمتلكه هاجس كاتم الصوت في كل مكان يذهب اليه رغم انها امكنة قليلة جدا ففي عرفه ان وزير الثقافة يزار ولا يزور ولهذا حين يأتي الى الوزارة بصفة زائر فان المبنى هناك يتحول الى “ثكنة عسكرية” كما يقول احد الاعلاميين، ويخضع”الموظفون الى إجراءات مشددة تتضمن سحب هواتفهم النقالة وتقييد حركتهم”.
وبات سكان حيفا ،حسب المصدر، يعرفون متى يكون الدليمي موجودا في وزارة الثقافة، وذلك عندما يشاهدون صباحا عشرات الآليات والجنود يحرسون مداخل ومخارج الأزقة ويمنعون السيارات من الاقتراب من مبنى الوزارة.
بشرفكم هذا وزير ثقافة ولا كاوبوي من مدينة لاس فيجاس او على الاقل هو من رجالات المافيا في المكسيك.
لاسبيل الا توجيه بعض الاسئلة البريئة لسيادته عله يقرأها ويجيب عليها برحابة صدر:
متى آخر مرة اجتمع مع الادباء والشعراء واستمع الى مقترحاتهم واراؤهم حول مستقبل المسار الثقافي في البلد؟.
كم كتابا طبعته الوزارة للادباء على حساب المزانية التي يذهب نصفها ان لم يكن اكثر الى رواتب الثكنة العسكرية المرابطة في باب الوزارة؟.
هل اصبحت وزارة الثقافة “خاروعة خضرة” او تحصيل حاصل؟.
مبروك عليك ايها الدليمي وانت تقبض راتبين من الدولة مع المخصصات ومنها مخصصات خادم عدد 2،مربية الاطفال عدد 1،حدايقجي عدد 2، ناطور عند الباب مهمته فقط فتح الباب لك عند قدومك اضافة سائق عدد 3 ومدرسين خصوصيين لكل المواد الدراسية مع اقساط المدارس الخاصة.
فاتورة الكهرباء مجانا.
فاتورة الماء مجانا.
ديزل المولدات من “خزنة” الحكومة والمولدات هدية من اصحاب الشأن.
بايجاز راتبك صافي لايمسه حتى المطهرون.
سؤال آخر ولو بيه شوية سخافة:
هل تدفع ضريبة الى الدولة من رواتبك ام انك مثل اعضاء البرطمان تصرخ باعلى صوتك كل يوم “ياعالم ياناس الراتب مايكفي والغلاء اصبح ظاهرة خطيرة”.
يالله خويه هذا يومك وهذه فرصتك، اشبع كبل مايجيك الطوفان كما مر على من قبلك.
سألتك قبل سنة وها انا اعيد السؤال نفسه:كيف استطعت الجمع بين الثقافة والعسكر، وهل هناك علاقة ايدلوجية بينهما .
ارجوك هو سؤال واحد ومابي ترك.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.