الحياة جديرة بالناس الذين يحترمونها يسعون لتحسين نوعيتها

sultanagrandfilsسألني صحفي أمريكي على هامش مؤتمر حضرته مؤخرا: ما الذي يجري في العالم العربي عموما وفي سوريا تحديدا؟
رمقته بازدراء وقلت بحدّة: أنا أذكى بكثير من أن أعرف ما يجري! لقد عنيت ماقلت، ولا أشك أنه فهم ما عنيت!
……..
تنقلك وسائل الإعلام وصفحات الميديا الإجتماعية إلى هذيان مابقي من مخلوق يسمونه “سوريّا” ناهيك عن بقايا البدو الآخرين! هذا يرقص طربا على أنغام الطائرات الروسية، وذاك يلتصق بتكبيراته ويحلم بجنود لم تروها! والوطن يلفظ ما تبقى من أنفاسه….. ومسرحية الغباء تمشي على الكل…
……
طائرتان واحدة أمريكية وأخرى روسية تتغازلا اليوم في الأجواء السورية ـ هكذا يقول النبأ ـ لكن تجنبت كل منهما المساس بحق الأخرى بحكمة لا نظير لها!!!!!
كل العشاق حكيمون…. وحدهم الكبار يرقصون ويتغازلون فرحا، ووحدهم جديرون بالفرح!
تلك حقيقة أحترمها لأنني بت أؤمن بأن الحياة حق لمن يستحقها، ولكنها في الوقت نفسه تنهش من أعماقي لأنها تُسقط ذلك الحق عمن لا يستحقه! الحياة جديرة بالناس الذين يحترمونها، ليس هذا وحسب بل بسعون لتحسين نوعيتها….
…..
لسبب ما أنجبتني الأقدار في تلك البقعة من الأرض التي يسمونها “سوريا”، ولسبب ما وجدت نفسي جزءا لا يتجزا منها، علما بأنني عشت في وطني البديل قرابة نصف عمري! أحاول جاهدة أن أفصل بين توأمين ملتصقين توأما سوريّا بامتياز وآخر لا يقل أمريكيّة عن والت ويتمان.. علّني أستطيع أن أعيش أمريكيتي بلا وجع دماغ…. ولكن، ليس خياري!

أطلب من بنجي أن يسمح لي بلحسة كريما من على قطعة الكيك التي في يده… يقترب مني ودقات قلبه تتسارع خوفا من أن ألتهمها بطريقة داعشية
ـ Tata…Please just a little bit – I promise a little bit
….
تسري حلاوة الكريما في أعماقي لكنها لا تستطيع أن تقضي على مرارة الحنظل التي تعصر روحي وقلبي وكل كياني… فأذرف دمعة على وطن كان قدري! وأعتذر من الملائكة التي تحيط بي في وطن كان خياري!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.