الحمد لله على نعمة أمريكا

nato_04الحمدُ لله….كله من خير أمريكا…كله بفضل أمريكا..يعني من يوم ما دخلت أو من أول يوم بدأت به أمريكا التدخل في الشرق الأوسط وخصوصا في الدول العربية الإسلامية….نعم….من يوم ما تدخلت بالمنطقة العربية الإسلامية وتقريبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية…منذ ذلك التاريخ بدأ المد الإسلامي بالانتشار خصوصا في بلاد الشام….أمريكا هي الراعي الرسمي للإسلام وهي من نشر الاسلام وحارب وعاقب في الوطن العربي كل من يدعو للإلحاد وللكفر….زمان قبل ما تأت أمريكا إلى بلادنا لم يكن أجدادنا يعرفون من الإسلام إلا أسمه…..لم يكن أجداد أبي وأجدادي يعرفون من الإسلام إلا أسمه…حتى النساء لم تكن تعرف العدة بعد ممات أزواجهن….ولكن بفضل أمريكيا واليهود بدأ أجدادي يتعرفون على الإسلام تدريجيا شيئا فشيئا وحبة فحبة…صار الناس بفضل النفط ومصاري الخليج يعرفون الإسلام وقوانينه,,,وبدأت التشريعات الإسلامية بالظهور في المنطقة….لم يكن قبل تدخل أمريكا بالمنطقة سوى مسجد واحد….أنا مثلا أسكن في منطقة جغرافية منذ وعيت على صوت صراخ الديك لم يكن في منطقتنا إلا مسجد واحد فقط وكنيستان!!!!!لا غير ولكن منذ بداية الثمانينات من القرن المنصرم أغلقت الكنيستان أبوابهما وهجر المسيحيون قريتنا وتركوا الساحة للمساجد فأخذت المساجد بفضل أمريكا والحمد لله بالانتشار في المنطقة كالوباء أو السرطان حتى أصبح في منطقتنا والحمد لله بفضل أمريكا أكثر من 22 مسجد وعشرة مدارس حكومية ومركز صحي واحد, وهذا معناه أن الدين عندنا منتشر أكثر من الصحة العامة, أكثر من الصحة الجسدية والنفسية.

إن أي مشكلة دينية في العالم تعرف بها أمريكا لأنها هي التي تقوم بصناعة وطبخ الأديان السماوية وغير السماوية في العالم كله, وأي اتجاه ديني نجد أن أمريكا والحمد لله هي من يصنعه…أمريكيا أطعمتنا كتاب الله القرآني لقمة لقمة وصفحة صفحة وآية آية وتحثنا على حفظ القرآن كاملا, وأي تنظيم ديني في العالم نجد أمريكا خلفه, ولكن لماذا؟؟؟ , أمريكا علمتنا كيف نأكل القرآن خلف كل معضلة…أمريكا تطعمنا آيات الله القرآنية خلف كل مشكلة نفسية وعصبية بدل أن نأكل الأدوية المصنعة مخبريا وعلميا, حتى صار الناس يقرؤون سورة الملك لكي تشفيهم من مرض السكري, إذا شكرا أمريكا والحمدُ لله على نعمة الإسلام ونعمة أمريكا ……أمريكا تطعمنا الدين يوميا خمس مرات أمريكا تقف خلف كل الجماعات الدينية ولكن أمريكا طبّاخٌ يطبخ السُم ولا يتذوقه, أمريكا تطبخ الطبخة ولا تأكل منها والحمد لله أنها تطبخ لكي نأكل نحن فأمريكا لا تقبل أن تنام ونحن جياع…..أمريكا خلف كل الصراعات الدينية, بالأمس في فلسطين والبارحة في العراق وسوريا واليوم في اليمن والسعودية وجمهورية مصر العربية وغدا في الأردن.

ولكن لماذا أمريكا تطبخ لنا, المسألة واضحة, فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية أي منذ الأربعينيات بدأت أمريكا بالبحث والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط والوصول إليها قبل أن يصل إليها الاتحاد السوفييتي وبما أن الاتحاد السوفييتي كان ملحدا وشيوعيا فقد عززت أمريكا القيم والأخلاق الدينية في العالم كله ضد الإلحاد وخصوصا في الشرق الأوسط والخليج العربي, مسألة ومعضلة واضحة لا تحتاج إلى مفسر أحلام ولا إلى مشعوذ أو قارئة فنجان, المسألة بسيطة, لذلك بدأ الدين بالنمو في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية وغذت أمريكا كافة الفصائل الدينية بالسلاح ووجهتهم وتحكمت بهم عن طريق السعودية وقطر والكويت, وما زلنا نحن نأكل من نفس الصحن, نحن والسعودية نأكل من طبق واحد, وقرأنا على يد شيخ واحد بنفس المدرسة.

لولا أمريكا لا يوجد شيء أسمه الإسلام, لولا أمريكا لا توجد مساجد لا ولا مدارس إسلامية, لولا أمريكا لا توجد آثار للأحزاب اليمينية المتطرفة والمعتدلة, لولا أمريكا لا يوجد شيء أسمه الإخوان المسلمين لا ولا حزب التحرير ولا حزب النور,لولا أمريكا لا توجد محطات فضائية إسلامية, فليصلِ الناس من أجل أن يحفظ الله أمريكا التي لولاها لا يوجد شيء أسمه داعش ولا النصرة ولا الجيش الحر, نشكر أمريكا على نشرها للإسلام في منطقتنا, أنا مسلم إذا أنا عميل أمريكي, والحمد لله على نعمة أمريكا ونعمة الإسلام, ولولا أمريكا لا يمكن أن نرى المجاعات والفقراء في العالم كله.


About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.