لم يكن حادث الاعتداء الاجرامي على الكنيسة البطرسية قبل ايام وقتل الاقباط المسيحيين في مصر هو الاول من نوعه ، ولن يكون الاخير ، فمصر المخطوفة بيد الارهابيين السلفيين و الاخوان المسلمين لن تعود مصر الخالدة ايام عقود الخمسينات و الستينات و السبعينات ، مصر ام الفن و الحضارة ، مصر التي عرفناها و نحن صغارا من خلال الافلام المصرية الجميلة و المسلسلات الاجتماعية و المطربين الكبار مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب و عبد الحليم حافظ . لقد خطفها الارهابيون السلفيون و الاخوان المسلمون الذين يتخذون القرآن و السيف شعارا لهم . الدين و القتل ، الفتنة و الارهاب هما الشعار الذي ينادي به المتدينون المتطرفون في مصر ، الذين رضعوا تعاليم الوهابية و ابن تيمية من مساجد و شيوخ السعودية .
للاسف الارهاب السلفي و الاخواني و الداعشي انتشر في مصر في العقود الثلاثة الاخيرة . و الحكومة المصرية تحارب الارهاب بشرطتها و جيشها يقاتل في صحراء و مدن سيناء ، تاركا قادة الارهاب و التطرف الديني والفكري يترعرع بحريته في المدن المصرية طليقا بممارساته في المساجد و وسائل الاعلام المرئي و المكتوب في مصر، و الباب مفتوح لهم على مصراعيه من غير رادع لممارسة الفتنة الدينة و تكريس الكراهية ضد اقباط مصر ، ابناء شعبها الاصيل ، و الاقباط هم اصل و جذور الشعب المصري قبل الغزو الاسلامي لآرض مصر بقيادة ابن الزنا عمرو بن العاص.
شيوخ السلفية و قادة الاخوان المسلمين من امثال الشيخ السلفي محمد حسان و ابو اسحق الحويني و ياسر برهامي و ووجدي غنيم ، وبعض شيوخ الازهر و مدارسه ، هم راس الارهاب و قادته و منظريه .
الحكومة المصرية تعرف هذا جيدا ، لكنها تتغاضى عنهم و تخشى ردة فعلهم في تحريك الجماهير المغيبة و المخدرة دينيا ضد الحكومة ، وخاصة وهي تمر في ازمة اقتصادية كبيرة .
ما لم تصل يد القانون و العدالة ضد تلك الرؤوس العفنة المحرضة على الكراهية ضد مسيحي مصر فلا تهدأ مصر من جرائم الارهاب و الارهابيين . ولن تتوقف التفجيرات و حرق الكنائس، و اغتيال المفكريين التنويريين المسلمين منهم المخالفين لأفكارهم الظلامية.
المجرم محمد شفيق الذي فجر جسده النتن في قداس الاحد داخل الكنيسة البطرسية التي بناها رئيس وزراء مصر الاسبق بطرس باشا عام 1911 . هو احد اعضاء خلية لجماعة الاخوان المسلمين الذي تلقى التوجيه و التعليمات و السلاح من مسؤوله الذي سافر الي قطر السنة الماضية واستلم التعليمات من رؤسائه من قيادة الاخوان هناك ، لتنفيذ التفجيرات في كنائس مصر لارباك الحكومة و تنشيط الفتنة .
شيوخ مصر السلفيين و الدواعش والاخوان ينبحون ليل نهار من فوق منابرمساجد مصر و شاشات التلفزيونات المرخصة من الدولة لنشر الكراهية و التكفير ضد اقباط ومسيحيي مصر ، ولا يهابون احدا، مستندين الى ايات التكفير التي يمتلئ بها قرآنهم .
يتناسون الايات المناقضة لها و التي تقول ( وجادلهم بالتي هي احسن) ، ( ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون ) .
لكنهم يتذكرون فقط النصوص المناقضة والمحرضة ضدهم و التي تقول (كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم ) ، و (كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة ). علما ان المسيحيين لم يقولوا بهذا الكلام ابدا ، لآن المسيحية لا تؤمن ان الله هو المسيح و ليس ثالث ثلاثة ، بل المسيح هو كلمة الله المتجسد على الارض و روحه القدوس . و الآب والابن و الروح القدوس اله واحد لا يتجزأ وليس ثلاثة .
شيوخ الارهاب من امثال محمد حسان و ابو اسحق الحويني و وجدي غنيم و ياسر برهامي و القرضاوي و غيرهم كثيرون ، يلقون الرعاية و الاحترام و التقدير من حكومة مصر و مسؤوليها ، ترخص الحكومة لهم فتح القنوات التلفزيونية و بث الحقد و الكراهية ضد اقباط مصر و المسيحيين بشكل عام و يكفرونهم علنا دون خوف او تردد مستندين الى ما يفسرونه من ايات قرآنية حسب مزاجهم . ويزرعون الفرقة بين ابناء الشعب الواحد . ويعتبرون المسيحيين المصريين مواطنين درجة ثالثة . حتى القضاء المصري ينحاز ضدهم و الشرطة تقف لجانبهم ضد الاقباط لأن عقليتهم مبرمجة دينيا .
ينبح اولئك الشيوخ المتطرفون من على شاشات التلفزيونات و من فوق المنابر في المساجد بأدعية اللهم يتم اطفالهم ، ونشف الدم في عروقهم و رمّل نسائهم و اكسر صلبانهم و هدم كنائسهم ..الخ
ويطالبون المسلمين بعدم تهنئة المسيحيين في اعيادهم و يوصون بعد جواز الترحم على موتاهم وشهدائهم .
حكومة مصر و وزارة داخليتها و دفاعها تقاتل الارهابيين و المسلحين في سيناء و تغمض عيونها وتغلق آذانها عن من يزرع الفكر الارهابي بين عموم المسلمين المصريين و بين الشباب و في المدارس و الجامعات و في الازهر .
مساجد السلفيين و الاخوان هي دور حضانة لتفريخ الارهابيين و القتلة و تسميم الافكار و زرع الكراهية بين المسلمين و المسيحيين . وهي من تخرّج القتلة لتنفيذ تعليماتها وتحرض لاغتيال المفكرين المتنورين من المسلمين و العلمانيين والتحريض ضدهم ، و ليس ببعيد عنا سجن المفكر الاسلامي اسلام البحيري و الحكم على الشاعرة و الاديبة فاطمة ناعوت بالسجن و الغرامة المالية ، و لا ننسى اغتيال المفكر الكبير فرج فودة و محاولة اغتيال الاديب نجيب محفوظ و اغتيال انور السادات وغيرهم بايديهم .
بعد حاثة تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة انبرى عدد من الحاقدين الاسلاميين للتعليق على الحادث في الفيس بوك و وتويتر بتعليقات سمجة تقطر سموما وكراهية ضد مواطنيهم الاقباط . و اليكم نماذج لبعض تلك التعليقات لتعرفوا مدى حرية الحاقدين التحريض و الكراهية ضد ابناء مصر من الاقباط في وسائل الاعلام دون ان تردعهم الحكومة المصرية .
– لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى تتبع ملتهم .
– لا يجوز الترحم على كافر مسيحي .
– في ستين داهية .
-كيف نعتبر الكافر شهيدا ، ليه ؟
– في ستين الف داهية ، دول شوية كفرة ، اللهم المزيد من قتلى عباد الصليب .
– ما يولعوا بجاز ، انا مؤيد جدا لكل تفجير و عمل يستهدف الصليبيين .
– نُحيّ خاصة جنود الخلافة الاسلامية ، واعلموا ياعباد الصليب انتم من بدأتم بالقتال ، وستدفعون الثمن غاليا !
هذه نماذج من تعليقات الاسلاميين الحاقدين على اخوانهم من مواطني مصر من الاقباط.
هذا ما يقوله المسلمون المتطرفون على مواطنيهم المسيحيين المسالمين .
اما ما يقوله المسيحيون في صلاتهم و كلامهم اليومي المستمد من تعاليم السيد المسيح ملك السلام و المحبة فهو :
احبوا اعدائكم ، باركوا لاعنيكم ، صلوا لاجل الذين يسيئون اليكم و يضطهدونكم .
طوبى لصانعي السلام .
سامحهم يارب لأنهم لا يدرون ما يفعلون .
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
مختصر الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: مصيبة هؤلاء المكبسلين بالشياطين أنهم سيتسببون بكارثة ومجزة بشرية لباقي المسلمين الطيبين الذين يسعون العيش حالهم كحال باقي البشر ؟
٢: ما لايعلمه هؤلاء البهاليل أن القوى العظمى روسيا وأمريكا والصين والاتحاد الأوربي يبحثون عن أعذار لإبادتهم بعد الذي عرفوه ولمسوه من دين المسلمين والمسلمين ؟
٣: وأخيراً …؟
ما لا يعلمه هؤلاء الشيوخ المنافقين ومرتزقتهم إن عاجلاً أو أجلاً سيكون قتلهم عمل شعبي وتفجير أوكارهم كما يفعلون بالكنائس وغداً لناظره لقريب ، سلام ؟