الحكيم : هو انسان اكتمل عقله و ليس سنه من خلال الملاحظة و التأمل و المعرفة و القراءة و أخيراً له مَلَكَة الرؤيا
(vision)
و بدونها هو منظر و ليس حكيم. الحكيم هو المخلوق الذى اختار دينه و لم يؤرثه
الحكمة : هى آلية تفسير المبهم و كل شيء لا يفسر له حكمة ناقصة أو نظرية فاقدة للمنطق. فلا يجوز ان تكون حكمة بدون تفسير و إلا فهى هروب من حقيقة تفسير النصوص و الأحداث ووضعها على شماعة الغيب.
فالحكمة شجرتها المعرفة و البحث و التأمل و الرؤية و عيون ترى خارج حدود و قدرات البشر ألعاديين, فالحكيم لديه بصمة و قدرة, هو من اختاره الزمن ليكون بديلا لعيون و عقول بقية البشر و هم العلماء و سادة العالم و الحكيم من صفاته الحلم و الأمل و نبذ الشرور. الحكيم هو المرجعية الفكرية للإنسانية فهو منبع شلال العقل و القلب و اللسان و لديه فؤاد بالإضافة للقلب, فالفؤاد يسكن القلب لكى يُدَفِئُه عندما يبرد العقل و يتجمد.
أول قول و أول حكمة:
عندما نفتش فى التاريخ يخرج المارد المعرض و يدلنا على الحِكَم العبرية الواردة فى العهد القديم و لقد اعتبرت أول مجموعة من نوعها فى العالم حتى وصولنا الى الحضارة المصرية القديمة نجد أن الأمثال و الأقوال تسبق الأمثال العبرية بعدة سنين و لكن عندما نرجع أعمق بالتاريخ و عندما تمكن الباحثون التعرف على حضارة الرافدين بُرهِن على وجود الحِكَم و الأمثال السومرية و طبعاً مكتوبة على ألواح الطين تعود لزمن يسبق المصريات بعدة قرون.
و ميزة السومرية مدلولاتها كونية تصلح لكل زمان و مكان رافعة ثقافة قوة البشر ووحدة الإنسانية و هى تظهر حقيقة البشرية عارية تماماً وواضحة للملأ. لقد كُتِبَت قبل ثلاثة آلاف و خمسمائة سنة و نقلت على كافة ألسنة البشر قبل التاريخ بزمن طويل و عندما نفتش عنها نجدها فى كل بقاع الأرض و منها فى أوروبا الحديثة و من الأمثال السومرية القديمة فى حق اللذين يبررون أخطائهم بحجج واهية ” لأحمل دون رجل و لأسمن دون أكل” و الأمثال المطابقة لها اليوم ” لا دخان بدون نار”… و يقولون لمن يبالغ فى التهيؤ** بالأمور قبل وقوعها “هيا الطوق قبل أن يصيد الثعلب” ويقال حالياً “حضر المهد قبل الولد”. و يقول السومريون فى ذم الاستسلام و التخاذل “عندما تضعف المدينة يلازم العدو أبوابها”
فالأَقوال و الحِكَم تأتى فى مرحلة صياغة الحدث فى رحلة نضوج العقل و اكتماله و دوماً النضوج يكون محدود فى رؤيته خاصة فى موضع معين و ليس حالة شمولية لكل المواقف التى تتطلب التفسير, فالحكيم حكمته فى روحه عند إصابة الهدف.
تلك هى مقدمة لفهم حالة الحكمة و الحكماء و الحكيم و اقوالهم. اليوم بودى أن أرُد و بتوضيح على أن الأسئلة المطروحة من البشر العاديين لمرجعيتهم الفكرية أو الدينية عندما يَسأَل شخصاً ما رجل دين أو مرجع فكرى حسب قناعة ذلك الشخص ثم يرد عليه ذلك الشخص بقوله فى أغلب الأحيان ” إنها حكمة من الله” أى الرد المبهم و العاجز عن التفسير و هو رجماٍ بالغيب, الأفضل عندما لا نعرف تفسير الأشياء أن نلزم الصمت و لا نُعَلِقها على غيبيات لا تفسر نفسها. إن التفسير هى أمانة علينا الالتزام بها.
إذن الحكمة و الحكماء هم مرجع الأشياء. إن كنا نبحث عن تفسير علينا اللجوء لمن يفسر اللغز و ليس الذى يسكن اللغز …
فالحكيم هو المعلم الأول الفطرى بدون عمامة.
هيثم هاشم
ماقل ودل … ؟
١: كلام في السليم ، وهو صدقا من مخلص وباحث وحكيم ؟
٢: لو فهم من في أمة إقرأ مايقرأ لزال نصف الجهلاء … ولو حللو مافهموه لما بقى في أوطاننا سذج أو أغبياء
لأستاذ الفاضل
أشكركم على وعيكم وعمق التفكير وهذه إشاره جيده للفكر المستنير