لا اقصد في ما اورد من جرائم ضد الانسانية بسبب تكفير الاخر ادانة مرتكب الجريمة قبل ادانة الجريمة نفسها ودوافعها وذرائعها ،لذا ارجوا لا يفسر ذكري بعض الشخصيات الاسلامية بانه بحث عن ادانتها لاي سبب يمكن ان اتهم به غير التسجيل التاريخي لبيان جذر الحركة التكفيرية الاسلامية راهنا ،والتكفيريون اليوم هم الذين اتخذوا تقديس التكفيريين الاوائل نبراسا لهم ،نفي القداسة عن هؤلاء واولئك هي الخطوة الاولى في تجريم التكفير والتكفيرية والتكفيريين .
حفلت حروب خالد بن الوليد التي تجاوزت المائة معركة لم يهزم في واحدة منها بشتى ضروب الوحشية واللاانسانية في قمع الاخر بتهمة الارتداد والكفر ومخالفة سلطة الدولة الاسلامية وفي معارك الفتوحات ،وابرز ما حفظه لنا التاريخ عن تلك الوحشية ما جرى في معارك حرب الرده فبعد وفاة الرسول، انتفضت معظم القبائل العربية عدا أهل مكة والطائف والقبائل المجاورة لمكة والمدينة والطائف على سلطان أبي بكر الخليفة المنتخب للمسلمين. اختلفت أسباب الانتقاض، فمنهم من ارتد عن الدين الإسلامي، ومنهم من ظل على دين الإسلام مع رفضهم أداء فريضة الزكاة، ومنهم من التف حول مدعي النبوة في القبائل العربية.
وقداستغل مانعو الزكاة من قبائل عبس وذبيان وغطفان خروج بعث ( جيش ) أسامة بن زيد الذي كان قد أوصى به الرسول قبل وفاته، وحاولوا مهاجمة المدينة. وبعد أن استطاع الخليفة صد الهجوم، وإرساله من يطارد فلول المنهزمين. عقد أبو بكر أحد عشر لواءً، لمحاربة المرتدين ومانعي الزكاة في جميع أرجاء جزيرة العرب ،وقد أمّر أبو بكر خالد بن الوليد على أحد تلك الجيوش بما قوامه 4,000 مقاتل، ووجهه إلى إخضاع طيئ ثم محاربة مدعي النبوة طليحة بن خويلد وقبيلته بني أسد، ثم التوجه لإخضاع بني تميم. إلا أنه وقبل أن يتحرك الجيش، وصل عدي بن حاتم الطائي بأموال زكاة طيئ، لتنضم بذلك طئ لجيش خالد.
اجتمعت قبائل أسد وفزارة وسليم وفلول عبس وذبيان وبكر حول طليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة، فتوجه إليهم خالد بجيشه، واشتبك معهم في بُزاخة، وهزمهم وفرّ طليحة إلى الشام.
أمر خالد بعد ذلك بمطاردة فلول المنهزمين، ثم ((أمر بإحراق الأسرى بالنيران ونكّل بهم،)) وتلك كانت واحدة من ابشع جرائم خالد بن الوليد ، وهو اجراء مخالف صريح لتعاليم التبي محمد بوجوب حسن معاملة الاسير ،لكنه استند الى تكفير هؤلاء ليبيح لنفسه معاملتهم بتلك الوحشية المرعبة ،والتكفيريون بطبيعتهم وحشيون يجدون في تكفير الاخر ما يمنحهم الحرية في التعامل معه كما يريدون دون رادع من ضمير او انسانية ، واحراق البشر احياء بذريعة الردة او الكفر كما فعل خالد بن الوليد، تفعله داعش اليوم بابناء المناطق التي تحتلها بعد اتهامهم بالارتداد وتكفيرهم كما فعل بن الوليد.
بعد ذلك ارتكب بن الوليد غلطته التي اثارت العديد من المسلمين ضده حيث قتل مالك بن نويره بعد تكفيره وفي نفس ليلة مقتله، تزوج من أم تميم ليلى بنت المنهال زوجة مالك، وهو ما أنكره العديد من الصحابة، حتى أن أبو قتادة ترك الجيش وعاد إلى المدينة مقسمًا ألا يجمعه لواء مع خالد بن الوليد.
واستنكر الصحابة في المدينة فعل خالد، وأرسل أبو بكر في طلبه .
كان عمر بن الخطاب ممن أغضبه فعل خالد، حتى أنه طلب من الخليفة أن يعزل خالدا، إلا أن أبو بكر رفض ذلك، قائلاً: “ما كنت لأشيم سيفًا سلّه الله على الكافرين”ويعد البعض حماية خالد نوعا من القبول بما ارتكبه ،مع ان ابو بكر عنّف خالدًا على فعله، ثم صرفه إلى جيشه، وودي مالكًا وردّ سبي بني يربوع.
والهاجس الجنسي ليس بجديد على التكفيريين فعلى خطى خالد في سبي نساء المرتدين والدخول بهن بذريغة سقوط عقد نكاح المرتد ،يسير تكفيروا داعش وقريناتها من التنظيمات التكفيرية التي اباحت الاستمتاع بالمسبيات ،كما فتحت باب جهاد النكاح ،وهو ما لم يفعله المسلمون على اختلاف مذاهبهم .
وقبل خوضه معارك اليمامه قاتل بن الوليد بني حنيفة واوقع به مجزرة في حديقة الرحمن التي سميت بعد ذلك حديقة الموت ،ولكنه ادراكا منه لانهاك جيشه صالح حصون اليمامه بوساطة اسيره مجاعة بن مراره الذي حمى زوجة خالد ام تميم حين وصل بنو حنيفة فسطاطها بداية المعركة فحفظها له خالد وامضى صلحه مع اهل اليمامة لكنه طالبه بالثمن – ان يزوجه ابنته – فوافق مجاعة ،وقد اثبت خالد بهذه الزيجة انه لا يحترم دماء رجاله الذين قاتلوا معه ، وان هاجسه الجنسي اقوى من كل الاعتبارات ،واذا كان تكفيريوا اليوم يقدمون على الانتحار للحصول على جوائز الاخرة من الحور العين فان خالدا فضل الجائزة في الدنيا بل وحتى في ساحة المعركة ودون انتظار العودة الى الديار ،وهو ما اغضب الجميع وبضمنهم عمر وابو بكر وكبار الصحابه ، لأنه لم يختر الوقت المناسب لذلك، فقد كانت المدينة في حالة حزن على فقدانها لألف ومائتي شهيد من اهلها بينهم 39 من حفظة القرآن الكريم،وهو ما استدعى جمعهم للقرآن.
وقد أرسل أبو بكر لخالد فعنّفه أشد مما عنفه يوم زواجه من أم تميم.
وفي معارك فتح العراق ارتكب خالد جريمة دموية بشعة اخرى.
وكانت أول معارك خالد في العراق أمام جيش فارسي بقيادة “هرمز” في معركة ذات السلاسل. في بداية المعركة، طالب هرمز أن يبارز خالد، وكان قد دبّر مكيدة بأن يتكاتل عليه جنده فيقتلوه، فيفتّ ذلك في عضد المسلمين فينهزمون. لم يعط هرمز خالد حق قدره، فقد قتله خالد قبل أن تكتمل المكيدة، وأدرك القعقاع جند الفرس قبل أن يغدروا بخالد، ليثبت بذلك للمسلمين صحة وجهة نظر الخليفة فيه. بعد ذلك، شدّ المسلمون على الفرس وهزموهم، وأمر خالد المثنى بمطاردة الفلول استمر المثنى يطارد الفلول، إلى أن ترامى إلى أذنه زحف جيش آخر بقيادة “قارن بن قريانس”، فأرسل إلى خالد، فلحقه خالد بالجيش، والتحم الجيشان وللمرة الثانية يهزم جيش خالد جيشًا فارسيًا ويقتل قادته في معركة عرفت بمعركة المذار.
أدرك الفرس صعوبة موقفهم، فقرروا أن يستعينوا بأوليائهم من العرب من بني بكر بن وائل، والتقى الجيشان في معركة الولجة والتي استخدم فيها خالد نسخة مطورة من تكتيك الكماشة، حيث استخدم مجموعتين من الجند ليكمنوا للفرس. استثارت الهزيمة غضب الفرس وأولياءهم من العرب، فاجتمعوا في أُلّيس بجيش عظيم، واشتبك معهم جيش المسلمين في معركة عظيمة تأرجحت وطالت بين الفريقين، فتوجه خالد بالدعاء إلى ربه، ونذر أن يجري النهر بدماء أعدائه إن انتصر المسلمون. في النهاية، انتصر المسلمون وفر الفرس والعرب، وأمر خالد بأسرهم، ليبرّ بنذره. ثم أمر بحبس النهر، وضرب رقاب الأسرى ثم أجرى النهر فتحوّل دمًا.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :