أستغرب جدا من الدين الإسلامي كيف يهتم بممارسة الجنس مع الأموات كجماع الوداع ويحرم ممارسة الحب والجنس بين الأحياء!!وهذه المقالة ليست تشريعا للزنا على غرار تشريع الإسلام الزنا للرجل عن طريق التعدد وليس للمرأة, وإنما تشريعا للحب وللرومانسية وللسلام بين الشعوب والأفراد والمذاهب والدول,وهي تحقيق للصحة النفسية والجسدية فمن الممكن جدا أن يكون الجنس وتناوله واستعماله بشكل ديموقراطي وباستمرار مع إتاحة الحرية للشباب من بناتٍ وأولاد,أن يكون هذا العمل بديلا عن الزيادة السكانية المفرطة وخصوصا في الدول العربية الإسلامية التي لا تستعمل الجنس إلا في حالة الزواج الشرعي الذي يسبب نكسة في خزينة الفرد وخزينة الدولة, وبالتالي من الممكن أيضا أن يكون الحديث اليومي عن الجنس أفضل بكثير من الحديث في مواضيع سياسية تؤدي إلى قتل المزيد على أيدي الإرهابيين, ومن الممكن أن يكون الحب مع الجنس بديلا عن الحرب الدموية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط برمته,وبالتالي حين نثقف أنفسنا وأبناءنا بثقافة جنسية متطورة, أن نصل عبر هذه الثقافة إلى السلام العالمي الذي يطلبه الجميع ويتطلع إليه.
إن الشباب العربي المسلم لا يفقه في الجنس أي شيء ويعتبره طريقا إلى النار يوم القيامة, ولا يمكن في الشرق الأوسط المريض جنسيا أن يصل إلى تخيلاته الجنسية إلا عن طريق تفجير نفسه في حافلة ركاب تقل أناسا أبرياء إلى عملهم وسط مدينة تل أبيب الإسرائيلية أو في إحدى المدن الساخنة سياسيا في العراق أو سوريا أو القاهرة, ولهؤلاء نظرة مجنونة عن الجنس الذي لا يعرفون منه إلا الإنجاب وإغراق الشوارع والمدارس والمستشفيات بمزيد من الجيوش التي لم تحتفل يوما بعيد العمال نظرا لأنها جيوش عاطلة عن العمل ولا تجد عملا إلا من خلال الأعمال الإرهابية.
ولا يمكن أن نحقق السلام في منطقة الشرق الأوسط إلا من خلال تغير وجهات نظر الشباب العربي المسلم عن الجنس والحرب, فمن الممكن أن ننعم بثقافة جنسية مماثلة للتي في أوروبا تكون بديلا عن العمل السياسي المضني والمشكوك أصلا ببراءته, ومن الممكن أيضا أن يكون الحب والتمتع بعطلة نهاية الأسبوع بديلا عن الحرب, هؤلاء الذين يقفون في وجه السلام العالمي اليوم كلهم لديهم عقد جنسية أو عقد نقص جنسي بالمفهوم الشامل للكلمة, ولا يسعون إلى امتلاك الحرية للحصول على الجنس, ولا يسعون إلى امتلاك
ثقافة جديدة في علم الاجتماع لتوفر لهم الجنس, ولا ينخرطون في مؤسسات مجتمع مدنية لتطور نظرتهم إلى الحياة والجنس معا, وإنما يسعون إلى الحرب والقتال لينعموا في الآخرة يوم القيامة بالحرية على مبدأ أقتل من في الأرض لتنكح من في السماء, نساءً جميلات أكثر من عارضات الأزياء في هوليود وباريس وإسبانيا.
إن البيوت العربية الإسلامية تنعم بالمزيد من الشباب للحصول على الوظيفة وعلى الجنس معا مقابل عدم الاهتمام بالنظام البيئي الذي نهدده نحن جراء الحمل المتكرر للنساء,والشباب أولا يبحثون عن الزواج من أجل الجنس, لأن الجنس غير متوفر في البيوت والشوارع, والسبب ثقافة قديمة تنتقد هذا التابو(المحرم) علينا جميعا, وعدم المساس به من أولويات الإنسان المسلم الصالح, غير أننا لو ثرنا ثورة جنسية عامة سنصل إلى تحقيق مفاهيم جديدة عن الحرية والمساواة والسلام بين الناس والأفراد والجماعات والدول, لأن في إعطاء الشباب الحرية الجنسية الكافية سنصل حتما إلى جوهر الحياة العصرية وبالتالي يشبع الشباب من الجنس قبل الزواج وقبل أن يحصلوا على وظيفة للإنفاق على البيت وبالتالي ينصرف نظرهم عن الإنجاب,وهذه خطوة تجعلنا نصل إلى مفهوم آخر أعمق من هذا كله وهو التنظيم الأسري أو تنظيم النسل وتحديده.
إن المجتمعات المتحضرة اليوم تنعم بدفء الشمس ودفء الجنس وبالسلام بين الأفراد والجماعات وبأسر غير فقيرة نتيجة عدم الإنجاب المبكر, بينما في دولنا العربية نجد الشاب وعمره أقل من عشرين عاما ولديه أسرة مكونة من 6ستة أفراد,والبنات في سن المراهقة ولديهن أسرة من ستة أفراد أو أربعة أفراد عدى الأم والأب, ومن المعروف أن للمراهقين قدرة على ممارسة الجنس في اليوم الواحد أكثر من مرة أو ثلاث مرات متتالية وهذا يزيد من فرص الحمل والولادة وازدحام الشوارع بالمواليد الجدد الذين يريدون غذاء ورعاية وبناء مراكز صحية وبناء مدارس وهذا كله يهدم خطط التنمية ومشاريع التطوير الحضري, والسبب هو أن الجنس غير متاح للشباب وهنالك خجل كبير من فقدان البكارة قبل الزواج وهذا شيء مؤسف جدا,ويقف حائلا في طريق تحقيق خطط التنمية الشاملة ويقف ضد الحب العملي وممارسته في المدن والأرياف والشوارع,ويتبجح شيوخ الإسلام بالأمراض الناتجة عن الجنس في حين الرجل متاح له شرعا التعدد في الزواج حيث ينقل الرجل مرض زوجته الجنسي إلى زوجته الأخرى مثل الالتهابات المزمنة وغيرها من الأمراض المعدية جنسيا, عدى عن ذلك الشباب مكبوتين جنسيا وعاطفيا ولا يجدون وسيلة للترفيه عن أنفسهم إلا بالحديث عن الحرب بدل الحديث عن الحب, والحديث عن السياسة بدل الحديث عن الجنس, وفي النهاية ثقافة جنسية مشطوبة ومعدومة نهائيا في الدول العربية والحرب تنتشر وتستعر في كل مكان والحرمان والكبت العاطفي والجنسي في كل مكان, ولا سبيل للتوصل إلى اتفاقيات سلام بين الأفراد والجماعات لأن العاطفة مفقودة والجنس معدوم والناس تضرب بعضها وتتهم بعضها والشارع السياسي مأزوم والرومانسية معدومة وفقدان السلام أيضا معدوم من أصله.
إن الرومانسية والحب والسلام والحرية الجنسية قادرة على تدعيم حياتنا كبشر قبل أن تهددها أنظمة بيئية غير محافظين عليها أصلا,والمسلمون في الوقت الراهن غير قادرين على فهم الحياة وأنسنة وجودنا على هذا الكوكب, والعالم ينظر إلى تدعيم الحريات وإلغاء الأحزاب السياسية واستبدالها بمؤسسات مجتمع مدني تدعم الحريات وتزيد من اهتمامها بالفرد وبالجماعة,وتحقق التنمية الشاملة , وتزيد من فرص حمايتنا من أنفسنا ومن الأنظمة البيئية المناخية التي تكون قاسية جدا في بعض أو في أغلبية المواسم, العالم كله يعطي لأبنائه الحرية الدينية والحرية الجنسية لأن السكان يزدادون بمتواليات هندسية 2-4-6-12- والغذاء حسب نظرية هكسلي يزداد بمتواليات حسابية1-2-3-4- وبالتالي الإنتاج أقل بكثير من الاستهلاك, وحتى نوقف هذا المد القاتل ونوقف الانفجار السكاني ونعيد للنظام البيئي توازنه ونحقق السلام الشامل والعادل في المنطقة يجب علينا أن نخرج الجنس من السجون وأن نخرج الحرية من السجون وأن نستبدل نظرتنا للجنس وللحرية القديمة بنظرة أو نظرية جنسية حديثة تكون عبارة عن ثورة في مجال أنسنة الوجود وتحقيق السلام وفتح آفاق جديدة للحب وللرومانسية يحل بموجبها السلام على كافة سكان الكرة الأرضية.
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=264459
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=265631