الثقافة اختراع اخترعه الإنسان لتنظيم شؤون حياته اليومية من فكرية وتناسلية والدين جزء من هذا الاختراع أو هو أكبر اختراعات الثقافة نفسها , والدين عمل على فترة من التاريخ على كبح جماح ونزوات الانسان التي اعتاد عليها فجاء الديم لينظم حياتنا في الأزمان القديمة وعلى رأس تلك التنظيمات العلاقات الأسرية والجنسية ومهما التزم الإنسان في الثقافة فإنها في النهاية ستهزم أمام فطرة الإنسان وسليقته وطبيعته التي اعتاد عليها حتى أصبحت جيناً ثقافياً عالقاً في الجسم , والإنسان فطرياً يخترق الثقافة بهدف إشباع حاجياته وخصوصاً نزواته الجنسية .
وإن المخفي أعظم من الذي نراه أو نسمعه أو نشاهده أو نشاهده و (نُطنشه ونعمل حالنا مش داريين أو مش واخذين بالنا) ويقشعر بدن أي إنسان يسمع برجل مارس الجنس مع شقيقته كُرهاً فيحمر وجه السامع وتزداد دهشته , وهذا ما كنا نسمعه ونحن صغار من أن الجريدة وكنا نسمعُ أنّ الناس سمعوا بقصة شاب وضع لشقيقته حبوباً مُنومةً في الشاي ومارس الجنس معها وهي نائمةٌ لا تدري وحين استيقظت شاهدت الفضيحة, ونسمع أيضاً عن رجل وضع حبوب المُنوم لابنته ومارس معها الجنس واكتشف الأبناء ذلك فعمدوا إلى مسدس أو سكين أو آلة حادة فقتلوا الأب لكي ينتقموا منه ومن عمله الإجرامي, أو أن شاباً جاء إلى الدار سكراناً فاقداً للوعي فدخل على أخته وكانت لوحدها بثياب شفافة أو مغرية فمارس معها الجنس كُرها أي أكرهها بالقوة وبالعنف وبعد أن مارس معها الجنس قتلها مرة ثانية بحجة الدفاع عن الشرف بعد أن قتلها اغتصابا , وتنتشر الإشاعات والأكاذيب بأنه اكتشف أنها تمارس الجنس مع أحد الأشخاص دونما زواج شرعي وحتى لا يفتضح الأمر قام بقتلها عامداً متعمداً , وتختفي الجريمة الأولى بعد ارتكاب الجريمة الثانية, أو أن شاباً لعيناً وضع مادة مخدرة لعينة أيضاً في علبة العصير لشقيقته ومارس معها الجنس وهي نائمة وكانت الشقيقة متزوجة وحبلت(حملت) من شقيقها دون أن تدري هي أو يدري هو , والكلام كثير جداً ولكن الملفت للانتباه هو أن هذا النوع من المحرمات يمارس بموافقة الطرفين أو أحياناً بموافقة عدة أطراف مثل الأب والأم الذين يوافقون على أن تمارس البنت الجنس مع أخيها أو أبيها,حين تتغلب الفطرة والسليقة على الثقافة والإيديولوجيات الدينية.
وهذا النوع من القصص كنا نسمعه قبل الانترنت ولكن بفضل الانترنت صرنا نسمع بقصة القصص الحقيقية عن الجنس مع المحارم وهو أن الجنس مع المحارم ينتج من خلال موافقة الطرفين وليس من خلال حبوب منومه فأكثر وأغلب هذا الكلام غير صحيح وعلى الأغلب يكون الجنس بقبول الطرفين , وقد كنتُ أسمع وأنا طفل صغير عن هذا النوع من الجنس ساري المفعول في القُرى أكثر من المدن وأذكر أن النساء كن يتحدثن عن قصة شاب صغير كان يمارس الجنس مع خالته وبدأت القصة بأن الخالة الحنونة جداً كانت تضع ابن أختها في حضنها لينام معها ومع مرور الزمن اعتاد الولد على هذه العادة حتى كبر وبدأ يلاطف خالته وخالته تلاطفه حتى ظهرت عليها علامات الحمل , وكانت هذه القصة منتشرة لأكثر من عقدين من الزمان وكأنه لا يوجد قصة خلافها , حتى جاء الإنترنت وكتب الممارسون أنفسهم هذه القصص وأضافوا عليها من أخيلتهم, أو أن يتبين لأحد الشباب من أن أخته تمارس الجنس مع صاحبها على التلفون أو في أي مكان آخر فيهددها بأخبار الأب فتطلب منه السكوت مقابل أي شيء يطلبه ويتحول النقاش إلى ملامسات ومن ثم مداعبات وممارسات جنسية للأبد حتى بعد أن تتزوج من شاب يحبها وتحبه .
وتبين اليوم أن الجنس مع المحارم تمارسه كل شعوب العالم بالرغم من أنها تقوم بتحريمه وتجريم مرتكبيه بأقسى أنواع العقوبات المنصوص عليها في اللوائح والقوانين والتعليمات ,وهو لا يقتصر على طرفٍ دون الطرف الآخر أو على ملة معينة أو مذهبٍ محدود , والغريب أن كل الشرائع الأرضية والسماوية تعارضه وتُحرّمُهُ وتُجرِمَهُ ومع كل ذلك منتشرٌ بين الناس وعند كل الأمم وأكثرهم المكبوتون والمقموعون عاطفياً ووجدانياً.
أما بالنسبة لقصص الإنتر نت فأغلبها مراودات وزيادات كثيرة وليست واقعية أما القصص الواقعية الأكثر فهي التي لا يعرفها كل الناس حتى أن جرائم الشرف والاعتداءات الجنسية كانت في البداية تحدث مع المحارم , أي أن قتل الإناث بدافع الشرف على الأغلب يكون مع الأخ أو العم أو الخال , أي أن الأب يمارس الجنس مع ابنته ومن ثم يقتلها بدافع الدفاع عن الشرف وهنا يرتكب الأب جريمتين الأولى جريمة الاغتصاب والثانية جريمة القتل لكي يخفي مظاهر الجريمة الأولى, وهذه النسبة ضئيلة جداً ولكنها موجودة , أو أن يمارس الخال الجنس مع ابنة أخته برضاها وحين تكتشف الأم هذا الخبر يقتلونها بحجة الدفاع عن الشرف قبل أن ينتشر الخبر فتحصل جرائم دائرتها تتسع لأكثر من قتل البنت نفسها لذلك يختصر الأهل على مسألة واحدة وهي قتل الأنثى لكي لا تتسع الدائرة الإجرامية أكثر , في حين يبقى المجرم أمام الناس مجهول الهوية علماً أن أفراد العائلة يعرفونه ولكنهم يقنعون بعضهم البعض من أنها كاذبة ومارست الجنس مع أناس آخرين خشية أن يقتلوا الخال وأخوان وأشقاء الخال يقومون بردة فعل معاكسة انتقامية فيقتلون الأنسباء والأصهار, والمهم أنهم يقومون بإخفاء الجريمة الصغيرة لكي لا تظهر الجريمة الكبيرة.
وسمعتُ مرة عن رجل رفع قضية على صديقه واتهمه باغتصاب ابنته وفي المحكمة اعترفت البنت من أن أباها هو أول شخص مارس الجنس معها بعلم والدتها , وهذا نادر جداً ولكنه سلوك موجود ومتوارث من عشرات ومئات الأجيال ولكن كان لكل جيل مبرراته .
ولن أفاجأ أحد حين أقول بأن أبونا آدم عليه السلام هو أول شخص سمح بالجنس مع المحارم , حين لم يكن التحريم (التابو) قد اخترعه الإنسان, وذلك بسبب ندرة وجود الإنسان وهذا يحيلنا إلى النظرية القائلة أن الأصل في قواعد التحريم هو الإباحة, وحين يقول الدين أن أول مولود هو آدم والثاني حوى وقد أنجبوا صبيان وبنات فإن المنطق فوراً سيدفعنا لتصور باقي الذرية نتيجة لزواج الأبناء من بعضهم البعض, وهذا يعني أننا منحدرون من سلالات كان فيها زواج المحارم مسموحاً ومعمولاً به وليس زنا المحارم بل الجنس مع المحارم أو زواج المحارم.
ولكن أكثر الفئات الاجتماعية التي تحدث عندها هذه المشاكل هي المجتمعات المحرومة عاطفياً من ممارسة الجنس ومن ممارسة الرومانسية والمحرومة فيها البنت والولد من الحب العملي وممارسة الجنس قبل الزواج , فيبدأ بالنظر إلى شقيقته والشقيقة تبدأ عملية التفكير في الأخ , ولو وجد أمامها غيره لتركته ولفكرت في غيره, ففي المجتمعات المنفتحة تكون هذه النسبة قليلة جداً وفي المجتمعات المنغلقة تكون كثيرة وما خفي كان أعظم , غير أن الفارق بين الجميع هو بالمخفي والمستخبي , حتى أن أغلب العاهرات أو المزاولات لمهنة الدعارة يكن في البداية قد مارسن الجنس مع الأب أو الأخ أو العم أو الخال أو زوج العمة أو زوج الخالة ونادراً جداً مع (الجد) نفسه , وفي قصص نوال السعداوي كانت تذكر أن الاعتداءات الجنسية على الأطفال كانت تتم في البداية من الأب مثل الأخ أو العم أو الخال أو الجد نفسه وهو أب الجميع, وحين تتحدث البنت وتشتكي يقوم الأهل بقتل الضحية مرة أخرى خشية أن يفتضح الأمر.
هذا مسكوت عنه في كل المجتمعات وأكثر المجتمعات التي تسكت عنه تلك التي تدعي أنها محافظة وتمارس في السر نشاطات جنسية مثل تبادل النساء وتبادل الشقيقات أو تبادل البنات , وتبدأ العملية عادة ليس بتبادل النساء وإنما بتبادل الشقيقات كأن تحضر بنت لزيارة صديقتها بحضور شقيقها وتبدأ الملاطفات وبعد ذلك ينفردون كل واحد في زاوية , وبعد ذلك يتحول هذا النشاط إلى ممارسة الجنس مع الأشقاء بعضهم ببعض , وعند الفلاحين ملاحظة أو نظرية تقول : التيس أول ما بتعلم الجنس في أمه أو في أخته, أي أنه ينط على أمه وأخته.
لا أحد يقبل بهذا النوع من الجنس ولكن هذه الظاهرة بحاجة إلى تفسير.
فالحرمان يُولد الكبت وكثر الكبت يُولّد الانفجار, وهذا السلوك موجود أكثر في المجتمعات التي تحرم البنات والأولاد من الحياة العاطفية , وإن المخفي كان أعظم .
ولو شرحنا الموضوع من منطلقات علمية فإننا سنجدُ أن كافة الاتجاهات الثقافية لا تقبل الجنس مع المحارم ولا أي ديانة سماوية أو وضعية تقبل بهذا السلوك حتى أن دولة مثل (أستراليا) عاقبت قبل عام ٍ تقريباً أب وابنته بالسجن لثبوت علاقتهما الجنسية يبعضهما البعض والتي نتج عنها إنجاب ثلاثة أبناء في حين قال الأب : أنها ابنة زوجتي وليست ابنتي, أي أنها ليست ابنته إلا في الأوراق الثبوتية , والجنس مع المحارم هو مثل الأخ مع أخته أو الابن مع أمه أو عمته أو خالته أو ابنة أخيه أو ابنة أخته أو الأب مع أبنته أو الجد مع حفيدته, ولكن الفطرة والطبع والسليقة عند الإنسان والحيوان تقبل بعملية الجنس مع المحارم في حين ترفضه الثقافة والقوانين كونه مرتبطاً في اللاوعي واللا شعور ففي مجتمع الحيوان يمارس هذا النوع علناً وبإشراف أطباء بيطريين , ونفس هذا النوع كان ممارساً عند الإنسان حين كان يعيش حياة بهيمية أو بدائية , والإنسان أصلاً لم يتطور إلا في الآونة الأخيرة , والقرآن الكريم والسنة النبوية وكل الكتب السماوية والوضعية ترفض هذه العادة وتعتبرها في قمة السوء ولكن كل الكتب السماوية تعتبر الجنس مع المحارم مرحلة بدائية وهي أولى المراحل الجنسية حين كان آدم عليه أفضل الصلاة والسلام يزوج الأخت من أخيها , نظراً لقلة المخلوقات البشرية من إناث وذكور , وهنا يبدو أن مرحلة البداية كانت في الأصل مبنية على قواعد ليست شاذة بل تقبلُ فيها الفطرة السليمة التي فطر عليها الإنسان , فنحن جميعاً فطرنا على عدم تقبل هذا النوع من الجنس ولكنه ممارس عند غيرنا بسبب الرغبة والسؤال الذي يطرح نفسه هنا نجيب عليه بكل وضوح وهو أن تلك الرغبة ناتجة عن وجود جين وراثي قديم من ألوف السنين يسمح بإجراء العملية والتعارف عليها وهذا منتشر بشكل كبير جدا جدا جدا .
هذا النوع من الممارسات ما عرف في التاريخ الكلاسيكي باسم دائرة الزواج , فدائرة الزواج تتسع كلما تقدمنا في التاريخ للأمام وتكون ضيقة كلما رجعنا بالتاريخ إلى الوراء حيث كان أبونا آدم عليه السلام يزوج الأخوة من بعضهم البعض ومن ثم أصبح هذا النوع غير مرغوب فيه فأصبح الناس يتزوجون من بنات العم ومن بنات الخال , وهذا ما يقوله الدين أما ما يقوله العلم فإنه مختلف الأسباب بحيث يكون زواج المحارم والجنس مع المحارم بسبب صعوبة الحصول على نساء من خارج زمرة الأب والأم والجد والجدة .
حين تقدمنا وتقدم بنا التاريخ أصبح الإنسان يباعد في عملية الجنس من أبناء العمومة والخؤولة , وهنالك في التاريخ نوع من الزيجات يدعى (زواج الضمد) راجع حول ذلك مقالنا :
http://www.c-we.org/ar/show.art.asp?aid=179486 .
وقد تحدثتُ عنه سابقاً في عدة مقالات لي حيث كان أربعة رجال يتزوجون من امرأة واحدة , وهذا النوع كان بسبب قلة الإناث , وكانت الإناث قليلات جداً لأنهن كُن يتعرضن للقتل أو للموت وهن أطفال لذلك كان يفاجأ الناس في القبيلة الواحدة بقلة وندرة وجودهن بينهم وبين القبائل الأخرى حين تظهر نسبة الرجال أكثر من نسبة النساء فيشتركون جميعهم في امرأة واحدة لكل عشرة رجال أو لكل خمسة رجال وغالباً ما تكون الشراكة بين الأخوة أنفسهم ونادراً ما يشتركون بالزواج من شقيقتهم على مبدأ (جحا أولى بلحم ثوره) , وبالرغم من عدم وجود ثقافة التابو أي التحريم إلا أن الشقيقات كن أيضاً قليلات جداً , وحتى لو رغب الأخ بالزواج من أخته فإنه لم يكن يجد أختاً يتزوجها إلا نادرا ولم يكن يتزوجها لوحده بل كان يشترك معه أخوته أو أبناء عمومته , لذلك شاع نوع من الزواج عُرف باسم (زواج الضمد) وهو اشتراك عدة رجال في امرأة واحدة.
ومع مرور الزمن تراجعت هذه العادات بفضل قدرة العائلة على إطعام البنات وتلبية حاجياتهن لذلك ازدادت نسبة الإناث وبدأ الفرد يحصل على الجنس من خارج نطاق الأسرة ولكنه لم يكن يبتعدُ كثيراً فلم يكن يستطع الخروج إلا من دائرة أبناء العمومة إلى أبناء العشيرة والقبيلة الأبعد من ذلك , ومع هذا كان نادراً أن يحصل الفرد على المرأة من القبيلة لندرتهن لذلك كان الفرد يجوب القرى الأخرى والقبائل الأخرى للبحث عن المرأة وهذا ما يفسر لنا سبب زواج البنات من بلد إلى بلد كأن تنتقل من قرية إلى قرية أخرى أو من مدينة إلى مدينة أخرى .
والزواج من المحارم كان شائعاً في القرون الوسطى , وكانت هذه النسب وعددها وكثرتها تتراجع في القبائل التي تستطيع الحصول على الإناث من مصادر أخرى بقوة السلاح والسلب والنهب , وكان العرب قبل الإسلام يعرفون زواج المحارم ويعرفون زواج (الضمد) وتراجع زواج الضمد حين فتح العرب البلدان الأخرى وأصبح لديهم فائض في النساء القادمات من القوقاز وسمرقند ومن ما وراء النهر .
والشيء الملفت للانتباه أن ظروف زواج المحارم قد انتهت من عصور بل ومن مئات السنين ولكن ما السبب الذي يجعلها شائعة في المجتمعات العربية والإسلامية والأوروبية والمسيحية على اعتبار أننا جميعاً نعتبرها قواعد شاذة وطفرات شاذة وسلوكيات أخلاقية شاذة لا تقبلها فطرة الإنسان السليم عقلياً , غير أن الفطرة الجينية وتطور الجينات الجنسية على مدى العصور القديمة هي التي تدفع الإنسان لممارسة الجنس مع المحارم .
فالأخلاق هنا جين ثقافي تطور هذا ألجين نتيجة تراكمات ثقافية وقبول الإنسان بمضاجعة المحارم هو نوع من الاندفاعات النفسية المرتبطة ذهنياً في عقلية الإنسان أو عقله الباطن, لأن الإنسان استمر بالزواج من المحارم ما يقرب من بداية تواجد الإنسان العاقل وحتى ما قبل الإنسان العاقل , ولم يترك العمل فيه إلا منذ 2000عام تقريباً وهي مدة أقل بكثير من مدة ممارسة الإنسان للجنس مع المحارم , لذلك ما زال في الإنسان جينات ثقافية تدفعه للتفكير في ممارسة الجنس مع المحارم , وبعض الناس يعتبرونه محرماً ويمارسونه وينظرون إلى مسألة التحريم كأي مسألة تحريم أخرى ويعتبرون ذنبه مثل أي ذنب آخر, لا يزيد ولا ينقص, والمهم الآن أن الغريزة والطبع والسليقة تتغلب في كثيرٍ من الأحيان على الثقافة.
مواضيع ذات صلة:
تاريخ البغاء العلني والسرّي في بغداد
أرملة في الاربعين تتزوج من ابنها الذي حملت به وعمره ثلاثة وعشرون عاماً