الثورة السورية كفعل دائم ينبغي كسبه يوميا .. ضد النظام ومعارضته بوصفها الوجه الآخر للنظام بنية وتشكيلا وممارسة …
المعارضة كوجه آخر للنظام ،هي أحد التعريفات المتداولة في الفكر السياسي العالمي ( بولا نتزاس) ، بما فيها الدول الديموقراطية !!؟؟ ، فما بالنا إذا كان نظام الحكم المستبد القائم على درجة من الحسية البدائية أنه لا يرى الآخر : إما حاكما (الها أسديا) أو محكوما (شيطانا طائقيا)، كنموذ النظام الأسدي والخامنئي والبوتيني …
إذ نتفاءل أن ثورتنا السورية ستتوج انتصارها الحر بإسقاط نظام الولاية الشيطانية اليوم ( على حد و صف سلمان رشدي لولاية الفقيه الإيراني و لقرآنه الشيطاني، وسيتواصل خط انتصارات هذه الثورة إلى موسكو مافيا بوتين … هذا إذا حسمت هذه التحركات الشعبية أمورها بمثابتها ثورة الشعب السوري وليس معارضته الشبيهة والنظيرة له، حيث شكلت هذه المعارضة منذ البداية لكي تكون أداة تكريس شرعية انتصار النظام بقوة المحتل الأجنبية الخارجية ( ايران وروسيا)، والمعارضة مثلها في انصياعها للأسد مثل ما يدعى أصدقاء سوريا في المجتمع الدولي المحتل والمتواطيء لسوريا …
هذه الحقيقة لا علاقة لها بسوتشي أو جنيف، بل هو الإجماع العالمي على منع الشعو ب من نيل حرياتها واسقاط الاستبداد والاستعباد …ومنذ ذلك الوقت أعلنا انتصارنا للثورة ورفضنا للمعارضة التي لم تؤد سوى دور واحد، وهو الحلول اللصوصي الدنيء محل الشعب السوري وشهدائه للعفو عن جرائم الأسدية الكيماوية التي برأته المعارضة منها وتستعد لمكافأته بالتجديد له …
وموقفنا المنحاز والمميزللثورة الدائمة عن المعارضة، كان محركه الدائم بأ نها فرصتنا الأخيرة لاستعادة انسانيتنا وحريتنا وكرامتنا وليس ثمة مناص من الانتصار…
فالشعوب لا تفجر كل يوم ثورة، سيما أن ربيع الحريات اليوم هو ربيع الشعوب الشابة التي تحدد شباب الإنسانية على حد تعبير غرامشي، وليس ربيع الأحزاب والزعامات ( المـتاسلمة أم المتعلمنة ) ، كما كان يراد للربيع العربي ، وكما نرى تفتحه الشعبي الشبابي بدون قيادات تقليدية في ايران …
الدعوة للتمييز بين الثورة (الجذرية) والمعارضة (المفاوضة) التي أطلقناها منذ سنوات لم تكن صوتا نخبويا، بل كانت تعبيرا عن نضج الوعي الشعبي كما عبرت عنه هذه اليافطة النسائية في حماة منذ سنوات …