للحصول على الثروه نحتاج الى أرجل وأيادي واثقه . الهندوس لديهم رب للثروه هو ( لكشمي ) وهم يقولون : من الصعب سؤال الناس عن المال , لكن سؤال الإله عن المال أصعب , اذا لم تمشِ برجليك وتعمل بيديك من أجل كسب الثروه بنظافة ونزاهه , فقد تكسب المال , لكنك ستفقد راحة البال والضمير . وقد لا يحاسبك ضميرك كل يوم , لكن ساعة حسابه عسيره , وقبل هذا الحساب وبعده انت فاقد لإحترامك لنفسك
ثرواتنا الحقيقيه هي تلك التي نكسبها بحركة أقدامنا على الأرض بإتجاه العمل , وحركة أيدينا أثناء العمل , أما الباقي فهو ليس ثروة حقيقيه حتى لو كانت ورثة نرثها عن آبائنا , بل هي ثروة مكتسبه يشرع ملكيتها القانون
يستطيع المرء أن يكون لصاً يسطو على المحلات والبيوت لتحقيق ثروته , ولكن هذا السعي محفوف بقتل أرواح بريئه , أفلا ينغص قتل الأبرياء متعة التمتع بأموالهم ؟
يستطيع المرء أن يكون مخادعاً محتالاً فيخدع الكثيرين بأعذار شتى للتسلط على بعض أو كل أموالهم , المخادع والمحتال هما أشد الناس إحساساً بالخسه , فمن يعجبه تملك مال الغير مع الإحساس بالخسه ؟
يستطيع المرء أن يلعب القمار لكسب المال , لكن لعب القمار مرض يصيب صاحبه يمنعه من وقف تحريك يديه حتى يخسر كل ما يربحه , فيضطره المرض في النهايه الى الإنحراف والجريمه
يستطيع المرء أن يكون مرتشياً . معنى الرشوه أنك تقبض ثمن سكوتك من أجل فعل جيد تقدمه الى شخص لايستحقه , على حساب كل مجتمعه , فهل يقبل الصائمون المصلون وأدعياء الدين بقبض أثمان سكوتهم وهم يعلمون أن الساكت عن الحق شيطان أخرس , وأن الرشوة ملعونة في كل الأديان !؟
يستطيع المرء أن يكون مختلساً كما يفعل كثير من السياسيين الذين أثرى واحدهم بعد العدم , لا تستمع الى جعجعتهم وهم يتحدثون عن النزاهه والوطنيه والدين والمذهب , فهي جعجعة بلا طحن , فواحدهم قزم أمام نفسه وهو يعرف ما فعل .. ويعرف أن الناس تعرف , فهل من بعد ذلك ذله ؟
يستطيع المرء المتاجرة في المحرمات كتجارة المخدرات والجنس ويجمع منها أموالاً طائله , ولكن ماذا ستجدي الأموال الطائله أمام نظرات الإحتقار التي تطل من كل عين ؟
يستطيع المرء أن يشغل وظائف براقه في المجتمع يزاولها بلغة ( التدليس ) فيريك العسل ويكلمك عنه , وليته باعك السكر عوضاً عنه , لكنه سيبيعك المر كما يفعل أغلب ساسة اليوم من أجل الهيمنه والتسلط للحصول على الثروه
من أجل كل هذا فليس لنا عمل نحصل منه على الثروة التي نتمناها بالحلال وبنظافة ونزاهه , إلا تلك التي نسير إليها بأقدامنا ونعملها بأيدينا لنحقق الى جانب ثرائنا بها راحة البال والضمير .. وإحترام النفس
د. ميسون البياتي