لا يجوز لنا أن نصبح مغرورين عند سماع المديح , أو أن نمتعض عند محاولة إخافتنا , ولا يجوز أن تتثبط عزائمنا عند مواجهة الفشل , كما لا نبغي لنا الغرور عند النجاح
غالبية الناس هذه الأيام لا يريدون تحصيل مراتب جديرة بالتقدير لكنهم أصبحوا نهازون للفرص , يحاولون الإعتماد على الحظ والصدفه للحصول على ما يريدون دون إجتهاد كبير , عكس الناس في الماضي عندما كنا لا نتوقع الحصول على شيء دون بذل المزيد من الجهود الساعيه الى تحقيق أهدافنا , لكن ناس هذه الأيام ما أن يبذلوا جهداً بسيطاً من أجل الحصول على شيء فإنهم يصابون بالغرور ويتوقعون مقابل هذا الجهد البسيط تكون لهم الأحقية في كل شيء
بعض ممن لا يدّعون بأسماء أو أموال عوائلهم , أو أنواع ومراتب عملهم , يجدون ألفة طيبة مع آخرين معجبين بهم , أما الذين تعودوا على الإدعاء بالأسماء والأموال والمراتب فيلاقون الإزدراء من الآخرين . أولئك الذين قدموا مساهمات فعاله لمجتمعاتهم من حقهم أن يفخروا , ولكن بشرط أن يبقوا متواضعين ودون أدعاءات أو غرور , فبدون تلك الإدعاءات والغرور سيقيّم الأخرون إنجازاتهم ويحترمونها
الإنجازات الفعاله للقاده والحكومات تعتمد على دعم المواطنين لها , الإنجازات العظيمه للشركات الكبرى لا تعتمد على كفاءة مدرائها التنفيذيين بقدر ما تعتمد على الجهد المثابر لجميع منتسبي أي واحدة من هذه الشركات , وبالمثل يمكننا أن نرى العديد من العظماء والحكماء في العالم , يقدمون أعظم الخدمات لمجتمعاتهم وهم بمنتهى التواضع , لأنهم يدركون أنه لولا إستجابة مجتمعاتهم لجهودهم المبذولة بتواضع ودون غرور أو تكبر , فإن تلك الجهود ما كانت لتحقق مراميها
اذا نجحنا ذات يوم في أمر ما , علينا تعزيز النجاح بالتواضع , الغرور والتكبر والمباهاة لن تزيد من حجم النجاح .. بل ستثلمه
د. ميسون البياتي