التقاء المقاومة الإيرانية والمعارضة السورية

صورة ارشيفية

صورة ارشيفية

منذ أكثر من عشر سنوات وفي كل عام كانت المقاومة الإيرانية تحيي أمسية رمضانية شارك فيها المسلمون من فرنسا ورجال الدين والسياسيون من الدول العربية والإسلامية. وكان الحديث يدور حول تعريف الإسلام الحقيقي المستنير في وجه ظاهرة التطرف والإرهاب والحروب الطائفية التي تستولى على منطقة الشرق الأوسط بفعل ملالي طهران.
هذا العام وبمبادرة من السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من المقاومة الإيرانية تم تخصيص هذه الأمسية بقضية العرب والإسلام الأولى ألا وهي سوريا ومايدور فيها من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تعصر القلوب دماً وكذلك المقاومة البطولية والصمود المشرّف الذي أبداه الشعب السوري في نضاله من أجل إنهاء الدكتاتورية واقرار الديمقراطية وحكم الشعب.
ومع أن الحديث في اللقاء تطرق إلى الإسلام وإلقاء الضوء على النهج الإسلامي القويم المبتني على التسامح والإخاء ونبذ العنف والطائفية ودق أسفين بين الشيعة والسنة وما إلى ذلك، لكن التركيز العملي كان على مادة هذه النزاعات في سوريا بشكل خاص.
وشارك في هذا الأمسية وفد كبير من شخصيات المعارضة السورية من أمثال السيدة الأتاسي ود. نصر الحريري والاستاذ هيثم المالح والأستاذ ميشل كيلو والسيدة نغم الغادري والسيدة تغريد الحجلي والأستاذ غسان عبود وعشرات آخرون من الشخصيات السورية المعارضة وكذلك عدد كبير من رجال الدين والشخصيات السياسية من الدول العربية الأخرى.
فكل من حضر هذا الملتقى والقى كلمة فيه أخذ في الإعتبار هذا الواقع وهذه الرؤية. وبطبيعة الحال المتكلّمان السوري والإيراني هما الذين عبّرا عن هذه التلاحم والتعاون أكثر من غيرهم.
شخصيات من أمثال دولة سيد أحمد غزالي رئيس وزرء الجزائر الأسبق، والشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين، والعلامة محمد علي الحسيني رجل الدين الشيعي اللبناني وكذلك السيد عبدالله خلف ممثل تيار المستقبل اللبناني في فرنسا والسيد أنور مالك الكاتب الجزائري والمراقب الدولي لحقوق الإنسان الذي كان عضوا في وفد الجامعة العربية للتحقيق في سوريا وقدم استقالته احتجاجاً على جرائم بشار الأسد وآية الله جلال جنجه ‌ئي رجل الدين الإيراني المشهور بموافقه الثابتة ضد نظام ولاية الفقيه و… غيرهم. هذه المجموعة خلقت حالة من الالتفاف حول المقاومة الإيرانية للدفاع عن حقوق الشعب السوري.
لكن جمعت هذه الأمسية وجوه من الشخصيات الجزائرية، واللبنانية، والفلسطينية، والعراقية، والمغربية، والتونسية والإيرانية حيث دافع كلهم عن ثورة الشعب السوري وعن ضرورة التضامن والتلاحم معها.
وكانت هناك حفلة موسيقية أيضاً لتعبّر عن هذا الواقع بلغة الموسيقا والفن. وغنى الملحّن والموسيقي سميح شقير مع فرقته العديد من أغانيه التي تعبّر واقع الكارثة التي حلّت بسوريا كبلد وعن الواقع المضادّ الذي هو ارادة الشعب السوري وأمله في التغيير نحو إقامة نظام شعبي ديمقراطي إنساني.

وننقل هنا مقتطفات من الكلمات التي القيت في هذه الأمسية.
السيدة مريم رجوي:
« نحن في شهر رمضان والعالم الإسلامي يشهد استمرار سفك دماء عظيمة في سوريا غير مسبوقة منذ قرون عديدة. أليس شهر رمضان شهر العبادة؟ وأليس رمضان شهر السلام؟ وأليس شهر تأليف القلوب؟
اذن، لماذا الملالي الحاكمون في إيران وبشار الأسد لا يكفّون عن المجازر؟
لأنهم لا يرون أي مستقبل لأنفسهم ولنظامهم. لذلك يواصلون الإعدامات في إيران كما جعلوا اراقة دماء الشعب السوري آلية الاحتفاظ بمصالحهم الخسيسة.
ونقيضاً لهم، إننا نعلن شهر رمضان شهر تضامن المقاومة الإيرانية وشعوب الشرق الأوسط وجميع شعوب العالم مع الشعب السوري الصامد المقاوم. وهذه الليلة وفي هذه الأمسية وفي هذا الافطار نضع سوريا الجريحة نصب أعيننا ونقف اجلالاً وتكريماً أمام بطولات شعبها وبسالته.
في الوقت نفسه رأينا بجانب كل هذه الآلام والمعاناة صورا عن المقاومة والمعارك التي كانت تثير إعجاب العالم. ومن هنا أوجه تحياتي لكل اولئك المقاتلين الشجعان الأبطال. التحية لكل جبهات القتال والصمود، التحية لحلب البطلة، التحية لمارع وخان طومان وحماة، السلام على حمص ودرعا، والسلام على الغوطة الشرقية. يا أبطال! ان معارككم تصنع مستقبل سوريا وكل المنطقة. انكم فخر لكل البشرية.»

السيدة سهير الأتاسي:
«نجد أن اجتماعنا هذا اليوم يقدّم رسالة تحدّي بداية. تحدي إلي نظام الأسد وإلى نظام الملالي بأن المقاومتين السورية والإيرانية قد بدأتا بشوط جديد. نعتقد أنه فعلاً من الممكن اليوم أن نتجاوز مستوى التواصل والتنسيق، وأنه لا بد أن يكون هناك تحالف ندعو إليه وندعو لوضع آلياته أيضًا. وهي عبارة عن رسالة أمل، أمل للشعبين الإيراني والسوري، بأنه رغم كل ما تفعل الأنظمة ولكن قضية الشعوب من أجل الحرية فعلًا تجعل هناك تضامن وتحالف، لحين نيل هذه الحرية.»
الدكتور نصر الحريري:
«نحن نتشرف اليوم بأن نسمع ونَرى ونُري شعبنا أن الشعب الإيراني ليس كله مع نظام الملالي. هناك شرفاء واحرار من الشعب الإيراني، وضعوا قبل قليل عَلًمهم الى جانب علم الثورة السورية التي قدمت من دماء أبنائها الكثير الكثير. نقول لمثل هؤلاء الشرفاء نحن معكم، ونحن منكم واليكم، وهدفنا واحد وعدونا واحد ومعركتنا واحدة، ما يؤلمنا ليس لدينا شك بأنه يؤلمكم، وما يؤلمكم هو في يقيننا ألم وجرح عميق في قلوبنا وفي صدورنا. لذلك لابد لهذه المشاعر ان تنتقل من حيّز التنظير الى حيّز التطبيق، الى واقع عملي يؤلم نظام الملالي ونظام الأسد.»
الأستاذ هيثم مالح:
واوجه كلامي الى كل مكونات الشعب الإيراني، نحن لا نريد عداوة معكم، وانما علاقات طيبة، وان حكام طهران يزجون بكم في معركة خاسرة في كل البقاع العربية الساخنة بفعل أذرع الملالي، وان ايران احوج الدول لثورة التغيير من داخلها، والشعب الإيراني العريق قادر على ذلك، وقد اثبتت التجارب ان الشعوب لا تهزم ولكم في عزيمة الشعب السوري مثالا.
سيد أحمد غزالي:
إخواني أخواتي ها نحن من جديد نحظى بكرامة إخواننا وأخواتنا المجاهدين الإيرانيين وعلى رأسهم الأخت مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السلام عليكم. الشكر الجزيل لأختنا لإعطائنا فرصة جديدة أن نتجمّع من جديد بجانب المقاومة الإيرانية، والشكر للأخت مريم رجوي التي أرادت أن يخصص هذا التجمع من أجل التضامن مع الشعب السوري الشقيق المظلوم المجال من أجل الحرية والعدالة والاستقرار والسلم. وأنا انحني شخصياً باسمي وباسم كل الشعب الجزائري أمام التضحيات التي يقدّمها الشعب الشقيق من أجل استرجاع سيادته ومن أجل الحرية والعدالة.
السيد محمد علي الحسيني:
إننا في ظل هذا التغير الذي حققه نظام ولاية الفقيه داخل الأمة الإسلامية والاختلاف و الشرذمة نجد اليوم الإخوة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وعلى رأسه الإخوة والأخوات في مجاهدي خلق نجتمع اليوم تحت قبّتهم كلنا جميعا، من سنة و شيعة وعرب وفرس من كل الملل والنحل. هذا الاجتماع الذي فعلا هو يحقق الآمال والتطلعات بالنسبة لنا نحن كمسلمين أولا وكجيران ثانيا في دولنا العربية الجارة لإيران.
الشيخ تيسير التميمي:
نعم، نظام ولاية الفقيه الحرس الثوري نظام بشار الأسد بإذن الله سيهزم هذه الأنظمة المستبدة ستهزم في هذه الأرض المباركة. جاء نظام ولاية الفقيه بجيشه وبأسلحته ليقتل الشعب السوري الحرّ كما قتل الشعب الإيراني الشقيق الذي طالب بحريّته الذي طالب بالعدالة والديمقراطية فقتل في سوريا وفي إيران مئات الألوف. هذا الظلم لن يدوم.
السيد أنور مالك:
إن المطالبة بإسقاط نظام الملالي لا تأتي فقط بالإجتماعات. إنه لا يمكن اسقاط نظام الملالي إلا بدعم المعارضة الإيرانية، المتمثلة في مجاهدي خلق. فلا يوجد من يسقط نظام الملالي مثل الشعب الإيراني. ودون ذلك فكل الحروب التي تحدث بالوكالة، التي يقيمها الملالي بالوكالة خارج إيران هي تخدمه. فلا تؤثر فيه أبدًا، لذلك أناشد الدول العربية، وأناشد الدول الإسلامية جميعًا أن تدعم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تدعمهم وتقدم لهم العون. أنا أناشد المملكة العربية السعودية أن تفتح للإيرانيين الذين يعيشون في المنفى ليكونوا ممثلين عن الشعب الإيراني في الحج هذه المرة، ولا يكونوا أي شيء أخر.
السيد طاهر بومدرا:
استمعت للكثير من الكلام حول ثورة المجاهدين، وكان لي شرف أني كنت بالأمم المتحدة مسؤولا على سكان مخيم أشرف. وقد كنت شاهدًا على الكثير مما قاموا به من أجل فرض نفسهم في الميدان. فقد كانوا فعلًا قدوة للعراقيين، وكانوا قدوة حتى للأمم المتحدة. كان مجاهدي خلق في أشرف يقول مبعوث الأمم المتحدة في العراق، يقول: “لو كان لي خمسة من مجاهدي خلق، لحولّت العراق إلى جنة”. فهذا يثبت على مدى إيمان مجاهدي خلق.
المحامي صباح المختار:
اشعر بألم كبير وانا أرى أبنائي السوريين الأطفال يستنجدون في الشوارع في باريس، يقفون في منتصف الطريق يحملون لافتات انهم لاجئين سوريين، أشعر بالخجل وأشعر بالألم أن يصل بنا الأمر الى هذه الدرجة، في هذا اليوم المبارك نتذكر هؤلاء الناس الذين فقدوا حرياتهم و فقدوا بلادهم وفقدوا ما يملكون. سوريا استضافت أهلي العراقيين لأكثر من سنتين او ثلاث منذ الاحتلال من قبل الملالي الى العراق، حينما احتلت ايران العراق عن طريق الاحتلال الأمريكي، اضطر العراقيون الى الهرب و ذهبوا الى سوريا واحتضنتهم سوريا.
السيد عبدالله خلف:
حزب الله وإيران يتدخلان في كل دول المنطقة . ماذا نريد ؟ نحن نريد من إيران إن لا تتدخل في المنطقة , نريد من حزب الله إن يترك سوريا , نريد من حزب الله إلا يعطل المؤسسات الدستورية في لبنان نريد من حزب الله وإيران إن يهيئ الوضع في لبنان لانتخاب رئيس جمهورية هم يعطلون كل المؤسسات الدستورية في لبنان كما يستبيحون كما يعطلون كما يتدخلون في أكثر من دولة عربية من لبنان إلى سوريا إلى اليمن إلى العراق إلى البحرين .
العميد مصطفى الشيخ:
كل العالم وقف مذهول أمام هذه الحالة النشاذ عبر التاريخ، ألا وهي الثورة السورية، لماذا الثورة السورية بهذا الشكل الدموي العنيف؟ ما طبيعة هذا الشعب؟ لماذا هذا الشعب أفسد حياته؟ كان مستقرًا، مزدهرًا. وأفسد حياته. الثورة السورية تختلف عن كل الثورات في التاريخ الحديث. هي أول صدام حقيقي ما بين النظام الدولي وما بين الشعوب. النظام الدولي منذ أن تفككت السلطنة العثمانية وإلى يومنا هذا يعامل الدول في الشرق كلها، دول العالم الثالث، على أنها شقق للإيجار، لا تعود ملكيتها إلى الشعوب، هذه حقيقة. والمستأجر هو النظام. والنظام، أو الأنظمة، هي الخط الدفاعي الأول الذي يجب، أو من المفترض، أن تصدم به الشعوب يومًا ما. فأصطدم الشعب السوري مع النظام للوهلة الأولى وكان صدام دموي، من اللحظة الأولى. لا أريد أن أبرر، فكل العالم يعرف أن كيف تعسكرت الثورة، وكيف انحرفت، إن الثورة في إن نجحت الثورة في سوريا سينهار النظام الدولي بلا أدني شك.
السيد رضا الرضا:
نحن بدورنا مع الحركات السياسية في العراق مصممون بالدفاع عن حقوق الشعب الإيراني الجار على مختلف الصعد إضافة الى تبني الدفاع عن هذه الحقوق، فان عواطف الشعب العراقي هي مع المجاهدين قلبا وقالبا ونامل ان نشهد الفترة المقبلة بداية تحرير ايران والعراق وسوريا البطلة برجالها واليمن وكذلك لبنان من مصدر محاور الشر والارهاق،

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in ربيع سوريا, يوتيوب. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.